آخر الأخبار

وباء الحصبة الألمانية يقتل أطفال مديرية المحابشة بمحافظة حجة (تقرير خاص)

المهرية نت - حجة - هلال القاعدي
الثلاثاء, 21 فبراير, 2023 - 09:42 مساءً

يعيش سكان عزلة حجر في مديرية المحابشة التابعة لمحافظة حجة كارثة صحية غير مسبوقة صحى بدأت في يناير الماضي، وقد أصيب عدد من الأطفال بوباء الحصبة الألمانية في قرى العوارض والمغرزة والمرخام..القرى الريفية التي تنعدم فيها المراكز والوحدات الصحية المؤهلة.

 

جغرافيا عزلة حجر ونظامها الصحي

تعد عزلة حجر إحدى عزل مديرية المحابشة، وهي أكبر عزلها من حيث المساحة وعدد السكان حيث تمثل ثلثي مساحة المديرية، وتتبعها عديد القرى المتناثرة على جبالها الشاهقة، وهي من العزل التي انضمت مبكراً للحركة الحوثية في صعدة مطلع تسعينات القرن الماضي، وانخرط شبابها بصفوف ماسمي الشباب المؤمن، ومدارس عبدالعظيم الحوثي التي تدرس المذهب الزيدي الأمر الذي يرجحه مراقبون خلف وقوع أطفال العزلة في شراك الوباء لامتناع الآباء عن تطعيم أبنائهم ضد الأوبئة والفيروسات، ومنع المنظمات من تنفيذ حملات التحصين، بمبرر ما يسميه الحوثيون "مؤامرة وقتل مناعة الأطفال خدمة للغرب والصهيونية".

بداية ظهور الوباء بالمديرية

بدأ ظهور وباء الحصبة الألمانية في عزلة حجر بين أطفال قرية العوارض تحديدا ثم المرخام والمغرزة، وبدأت فرق طبية محلية بإمكانات بسيطة محاولة السيطرة على الوباء.

 

وفي تصريح خاص لـ"المهرية نت" قال الدكتور علي عبدالله زيد مدير مكتب الصحة في مديرية المحابشة بمحافظة حجة،  إن هناك مركز عزل في عزلة حجر التي ظهر فيها الوباء تابع للإسهالات تم تجهيزه منذ الأيام الأولى لمواجهة الوباء لكن ينقصه بعض الأدوية والأجهزة حيث لا يوجد داخل المركز الأكسجين لمتابعة الحالات.

 

وأضاف: لمواجهة الوباء قمنا بفتح وحدة صحية مؤقته في قرية العوارض، وهي مدرسة تم التنسيق مع مدير مكتب التربية بالمديرية لتجهيزها كوحدة صحية لمواجهة الوباء تم تأثيثها من قبل مكتب الصحة بالمحافظة، وتجهيزها لاستقبال ومعالجة الحالات.

وفيات وإصابات والوباء ينتشر

رغم محاولات السلطات الصحية بالمديرية مسنودة بمكتب الصحة بالمحافظة السيطرة على الوباء وحصره في العزلة إلا أنه انتشر إلى خارجها، حيث أُعلن في بعض أحياء مدينة المحابشة التي يسكنها قرابة 25 ألف نسمة عن وجود حالات مصابة بوباء الحصبة الألمانية.

 

وفي إحصائية للسلطات الصحية بالمديرية أكد الدكتور علي عبدالله زيد أن عدد حالات الإصابة وصل إلى 380 حالة منها سبع حالات وفاة و48 حالة إصابة مؤكدة تم أخذ عينات لها.

 

وتابع: "الحالات تلقت العلاج من خلال فريق طبي تم تكليفه من مستشفى المحابشة والمركز الصحي في بني أسد، إضافة إلى فريق الإستجابة تم نزولهم إلى المناطق المتضررة في عزلة حجر والمدينة، وتم معالجتها بقدر الإمكانيات المتاحة.

 

وأشار إلى أن هناك عجز كبير في جانب الأدوية، وهناك تزايد في الحالات من يوم لآخر، حيث تصل يومياً عدد من الحالات إلى مستشفى مدينة المحابشة.

 

وأشاد زيد بجهود مكتب الصحة بالمحافظة بقوله: تم تزويدنا ببعض الأدوية الموجودة والمتاحة من مكتب الصحة بالمحافظة والتي تتواجد معهم في المخازن، وتم نزول مدير مكتب الصحة بالمحافظة إلى المديرية والمناطق المتضررة، واطلع على حالات الوفاة من الأطفال وأسرهم.

حملات تطعيم

خلال السبعة الأيام الماضية وبعد انتشار الوباء بين أطفال المديرية بشكل مخيف قامت فرق صحية محلية تابعة لمكتب الصحة بحملة تطعيم؛ حيث قال مدير مستشفى المحابشة في تصريح للمهرية نت: قمنا بتكليف المرافق الصحية بالقيام بحملة تطوعية لتطعيم الأطفال غير مطعمين والمتخلفين والرافضين وتم تطعيم قرابة 1186 طفل، أما بالنسبة للمناطق الموبوءة فهو محذور تطعيم أي طفل فيها لأنها منطقة موبوءة، ولا يمكن تطعيم أي طفل وتم صرف لهم فيتامين "أ" للأطفال المصابين والأطفال المخالطين لهم جميعا في جميع المناطق.

 

واختتم بالقول: نحن في المديرية بحاجة ماسة الى أدوية وأدوات حماية، فهناك حالات متزايدة تصل إلى المستشفى ولا يوجد قسم رقود ولا مركز عزل، والوباء ينتشر وهو معدٍ وينتقل بسرعة، ونحن نخاف من كارثة وبائية محتملة بين الأطفال داخل المدينة.

دور وزارة الصحة بحكومة صنعاء في مواجهة الوباء

تندر وسخط ينتاب أهالي ضحايا وباء الحصبة الألمانية في مديرية المحابشة تجاه ما أسموه الدور السلبي لوزارة الصحة في صنعاء التابعة لجماعة الحوثي التي قالوا إنها لم تحرك ساكناً في سبيل مواجهة الوباء وإنقاذ المصابين من الأطفال.

 

يقول أحد الناشط المجتمعيين في المديرية ويدعى "ع غ " إن "دور وزارة الصحة في صنعاء تجاه الوباء والكارثة الصحية في المديرية سلبي، ولا ندري ما سبب البرود وكأنهم راضون بما يحصل لأبنائنا".

 

وعلق وكيل وزارة الصحة التابعة للحكومة الشرعية الدكتور "عبدالرقيب الحيدري" مطلع الأسبوع الجاري في حسابه بمنصة فيسبوك حول موقف الحوثيين من حملات التطعيم واللقاحات ضد الأوبئة والفيروسات في مناطق سيطرتها قائلا: "قد يتساءل البعض: وأي مصلحة لمليشيا الحوثي في محاربة حملات التطعيم؟ لكنه حين يستقرئ مواقفهم الابتزازية حتى في الحالات الإنسانية ستكون الإجابة أكثر من واضحة فالحوثي لا يتوقف عن ابتزاز اليمنيين وجوارهم والمجتمع الدولي والمنظمات ليحصل على مكاسبه الخاصة ولتذهب مصلحة اليمنيين إلى الجحيم".

 

وأضاف: "يبتز الحوثي منظمة الصحة العالمية كما يفعل مع غيرها التي تقدم إعانات لليمنيين في ظروفهم الصعبة التي سببها انقلاب الحوثي وحربه، ثم استباح البلاد وجعلها ساحة جبايات لعصابته، ويريد أن يحصل على المال حتى من لقاح الأطفال وإلا فإن اللقاحات مؤامرة ومرفوضة".

 

واتهم الحيدري الحوثيين بالركض خلف مصالحهم على حساب صحة الأطفال بقوله: "وفي ذات الوقت فإن الحوثي عندما لا يرى في حملات التحصين أي مصلحة له فإنه سيحاربها وفق منهجيته التي تجني المكاسب حتى من الآلام والمعاناة بينما تفخخ مستقبل الأطفال وتجعلهم نهشاً للأوبئة والفيروسات لتحصدهم وحتى إن نجوا منها بات من الصعب عليهم الانتقال خارج اليمن الذي يريدونه بيئة خصبة للأمراض".

الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر في اليمن

وفي وقت سابق دقّت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" ناقوس الخطر بشأن انتشار مرض الحصبة في اليمن معلنة وفاة 15 طفلاً والاشتباه في إصابة 1400 آخرين.

 

وقالت المنظمة في تقريرها: "جرى رصد وفاة 15 طفلا بمرض الحصبة في 7 محافظات بما في ذلك عدن، كما اشتبه في إصابة حوالي ألف و400 طفل بالمرض خلال الفترة ما بين يناير/ كانون الثاني ويوليو/ تموز 2022".

 

ويعد اليمن إحدى البلدان الموبوءة بالحصبة والحصبة الألمانية، وتُنفذ فيها حملات لقاحات وتحصين بين الحين والآخر حيث أعلنت اليونيسف في ديسمبر2022م تنفيذ حملات لقاحات لأكثر من 1.2 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و10 سنوات ضد الوبائين.

 

والحصبة الألمانية هي التهاب فيروسي حاد ومعدي يظهر على شكل طفح جلدي بالإضافة إلى وجود الحمى وانتفاخ العقد الليمفاوية، ويعد الأطفال والفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 9 سنوات أكثر تعرضاً للإصابة بالحصبة الالمانية لكنه قد يحدث أيضاً عند البالغين.


كلمات مفتاحية: حجة وفيات الحصبة وباء منظمات
تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية