آخر الأخبار
سقطرى..عادات وتقاليد قديمة يمارسها رعاة الماشية في مرمى الاستهداف
أغنام في سقطرى- تصوير: محمود فتحي
الجمعة, 03 فبراير, 2023 - 08:21 مساءً
يشكو سكان جزيرة سقطرى من ممارسات ومخاطر تهدد أعرافهم وتقاليدهم المتوارثة منذُ القدم خاصة بعد أن تحولت محافظتهم إلى مستعمرة تعبث بجمالها وتراثها الإمارات وأدواتها.
وتشهد الأرخبيل عمليات تدمير ممنهجة ومنظمه لتراثها وبيئتها العالمية الفريدة بعد دخول القوات الإماراتية والسعودية إليها وتفخيخيها بالمعسكرات والميليشيات واقتلاع الآلاف من الأشجار النادرة عالميا، ونقلها إلى خارج الجزيرة جوا وبحرا.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحال بل وصل إلى رعاة الماشية ومنع تنقلهم من مناطق القحط إلى مناطق الكلأ.
يقول رئيس مؤسسة سقطرى للتراث الثقافي والطبيعي أحمد الرميلي إن عادات سقطرى وأعرافها وتقاليدها لم تعد على ما يرام، مشيرا إلى أنها في انهيار مستمر، وآخر تلك الانهيارات، منع رعاة الماشية من التنقل من مناطق القحط إلى مناطق الكلأ.
ويرى أن هذه العادة تعرف ب (مطعينه)، ولا يجرأ أحد على منع أحد منها، بل يستقبلون بعضهم برحابة صدر، ويقتطع له شيئا من أرضعه ليرعى فيها ثم ينقله إلى أخرى مع الحاجة، وهذا ما يعرف ب (حاليه وصنهن). وهكذا يدار الكأس بين الجميع.
وأكد أننا في الآونة الأخيرة لاحظنا ظهور أصوات تدعو إلى قتل تلك العادة والقضاء عليها، بل يقومون بالتعدي على أصحابها وعلى ماشيتهم طردا وفتكا وسبا وشتما.
ودعا السلطة المحلية وعقلاء سقطرى قاطبة للوقوف بحزم تجاه هذا العبث، والإبقاء على هذه العادة الرائعة التي تنم عن تكافل وتكاثف وتعاضد الشعب السقطري.
كما دعا من يقفون خلف هذه الحملات إلى التوقف عن قتل هذه العادة الجميلة، مشيرا إلى أن قتلها يعني قتل للتكافل والتلاحم، ووأد للمحبة والإخاء، وهو من الإفساد في الأرض الذي قد ينطبق عليه قول الله: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا).
وأضاف: تحية إكبار وإحلال لمن وقف صامدا أمام هذا العبث، وسعى للقضاء عليه، وعمل على إفشال أصحابه، فما أكثرهم وأنبلهم! وانعم بهم من رجال!
ويرى الباحث الأوروبي كاي فان دام، أن ثقافة الرعاة الرحل في سقطرى، تعزز ارتباطًا وثيقًا بين الناس وبيئتهم - ساعدت في الحفاظ على إبقاء نظام الجزيرة البيئي سليمًا إلى حد كبير، وكما يقول "فهذا هو السبب في أن سقطرى فريدة حقًا.
ويشكّل البدو الغالبية الساحقة من سكان سقطرى، وهم سكان يعيشون على الرعي وصيد الأسماك، إلى جانب مراكز حضرية يتعايش فيها سكان البادية مع أهل السواحل، بينما يمثل سكان الكهوف فئة ثالثة من سكان هذه الجزيرة، حيث يقيمون داخل كهوف حفرت في أجواف الجبال، محافظين على نمط عيش بدائي بعيدا عن تعقيدات الحياة العصرية.
استهداف للهوية السقطرية
وبشكل متواصل يشكو خبراء محليون من انتهاكات تقوم بها جمعية الهلال الأحمر الإماراتي بحق الموروث الثقافي للأرخبيل في مهرجانات تنظمها الجمعية بالمحافظة.
وأكد الخبراء أن الجمعية الإماراتية تنفذ منذُ سنوات مسابقات شعرية وعروضاً ومهرجانات ثقافية تمتد لأكثر من أسبوع في كل موسم تسيء فيها لسقطرى وتراثها العريق.
وأفادوا أنها تتعمد دمج وإدخال موروث غير سقطري وخلطه بالموروث الثقافي لسقطرى، حتى أصبح الكثير من المواطنين لا يستطيعون التفريق بين التراث الدخيل والأصيل.
وأضاف: “تم ادخال سباق الهجن، مزاينة الإبل، وزن التمور، مزاينة الغنم، القفز على الجمال، مسابقة أفضل طبخة وغيرها من العادات التي لا تمت لموروث الأرخبيل بصلة”.
وحذّرو من خطورة ما أسموه الغزو الذي يسعى إلى تغبيب التراث الثقافي للأرخبيل، خاصة لدى الأجيال الناشئة حتى لا يستطيعون التفريق بين تراث الأجداد وماهوا دخيل على أرضهم وتاريخهم الثقافي.
وأشاروا إلى أن المهرجانات المدعومة من الإمارات تتعمد ترك العديد من الموروثات الثقافية الخاصة بسقطرى في فعالياتها لطمس الهوية السقطرية.