آخر الأخبار

محاولات سعودية إماراتية مستمرة لتقاسم النفوذ شرقي اليمن(تقرير خاص)

دوريات تابعة للمجلس الانتقالي

دوريات تابعة للمجلس الانتقالي

المهرية نت - خاص
الأحد, 22 يناير, 2023 - 09:15 صباحاً

على مدار ثمانية أعوام من عمر الأزمة اليمنية، عمل خلالها اللاعب الإقليمي على تحويل اليمن الى ساحة للانقسامات، ازدهرت الفوضى الأمنية في معظم المحافظات الجنوبية المحررة من الحوثيين الذين وضعوا قبضتهم على معظم المحافظات الشمالية، باستثناء محافظتي حضرموت والمهرة ، اللتين حافظتا على هدوء نسبي حتى الآن.

 

لكن المحافظة الأكبر في البلاد تعيش مؤخراً وقتاً عصيباً ، حيث صعّد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا من خطاباته وتحركاته العسكرية ضد أبنائها، في محاولة لإجبارهم على تبني مشروع انفصال جنوب اليمن الذي يسعى إليه، والذي يستهدف في الحقيقة ضمان مصالح أبو ظبي في الجنوب .

 

 وفي سبيل مواجهة تهديدات الانتقالي ذي التركيبة العنصرية، والقادم من خلفية مناطقية داخل الجنوب، لجأت قبائل حضرموت للاعتصام بذاتها عبر الإعلان عن نفسها ككيان ودولة مستقلة، مستعينةً بواقعها قبل ستينيات القرن الماضي، في خطوة يرجح كثيرون أن تكون مناورة غرضها ضرب "الانفصال بالانفصال" .

تقاسم نفوذ

في هذا السياق، يعتقد الباحث في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية الدكتور علي الذهب، أن التطورات في حضرموت تعكس سعي قطبي التحالف السعودي الإماراتي لتقاسم النفوذ شرق اليمن.

 

وأشار الذهب في حديثه لـ"المهرية نت" إلى أن مساعي أقطاب التحالف —ممثلة بالرياض وأبو ظبي، ومن خلفهما بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية— لتقاسم النفوذ في حضرموت والمهرة هو امتداد لما حدث سابقاً في عدن وسقطرى .

 

 أفاد الذهب بأن " ما يحدث هو محاولة لضرب بقية القوى الوحدوية المناهضة للانفصال " في إشارة إلى المنطقة العسكرية الأولى في الجيش اليمني والمتواجدة في وادي حضرموت، معتبراً أن التحالف ما يزال يحكم قبضته على مختلف الأطراف المنخرطة تحت مظلة الحكومة المعترف بها دوليًا .

 

وكان رئيس مجلس القيادة قد أحدث تغييراً في قيادة المنطقة العسكرية ، عبر تعيين قائد جديد لهيئة أركانها ينحدر من حضرموت، في خطوة لاقت ترحيب قبائل المحافظة، لكنها لم تكن كافية لإيقاف تصعيد الانتقالي الذي يصر على إخراج المنطقة بالكامل من حضرموت بدعوى أنها شمالية .

وحول إعلان حلف قبائل حضرموت للمحافظة ككيان مستقل عن الشمال والجنوب معاً ، يرجح الذهب أن "هذه الخطوة جاءت كشكل من أشكال المناورة في وجه محاولة المجلس الانتقالي الاستفراد بالجنوب" ، لكن الباحث الذهب لا يستبعد في نفس الوقت أن تتطور إلى مشروع حقيقي لأنها تنسجم مع مخططات بعض الفاعلين الدوليين .

هدف مشترك وأجندة متعارضة 

 

وكانت الكثير من التحليلات قد ذهبت لتفسير التحشيد العسكري للمجلس الانتقالي باتجاه حضرموت على أنه خطوة إماراتية في معزل عن الرياض وضد سياستها، وأن الاجتماعات التي عقدها مسؤولون سعوديون بقبائل المحافظة يأتي بصدد ترتيب مقاومة عسكرية لهذه التحركات .

 

واستبعد الذهب هذا السيناريو ، مؤكداً أن التشكيلات العسكرية التابعة للانتقالي " لا يمكن أن تتحرك دون وجود ضوء أخضر من السعودية والإمارات" ، لكنه شكك في نفس الوقت في احتمال أن يتم تمكين الانتقالي من منابع الثروة في حضرموت، ملمحاً إلى أن دور المجلس قد يكون محدداً في الضغط من أجل دفع المنطقة العسكرية الأولى باتجاه الشمال لمقاتلة الحوثيين. 

 

 

وكان حلف قبائل حضرموت، التكتل القبلي الأكبر في المحافظة، قد دعا في وقت سابق إلى تجنيد عشرة آلاف مواطن من أبناء حضرموت للدفاع عنها في وجه الانتقالي، بينما أعلن وفد سعودي زار المحافظة قبل أسبوعين عن رفض استحداث أي قوة عسكرية في المحافظة .

 

 

 

وفيما عدا توافق الرياض وأبو ظبي على إزاحة القوات العسكرية المساندة لوحدة اليمن من حضرموت ، يعتقد الذهب أن هناك أجندة متباينة لدى الدولتين والقوى الدولية حول مستقبل المحافظة الثرية ، وأن الأمر قد يفضي إلى تسويات عدة، من بينها إقليم خاص بمحافظات الشرق اليمني إلى جانب الجنوب والشمال. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية