آخر الأخبار

تحرك عماني متجدد للإبقاء على أمل السلام في اليمن (تقرير خاص)

الوفد العماني في زيارة سابقة لصنعاء

الوفد العماني في زيارة سابقة لصنعاء

المهرية نت - خاص
الاربعاء, 28 ديسمبر, 2022 - 11:06 صباحاً

مع ارتفاع حالة التوتر بين الأطراف المتحاربة في اليمن، وازدياد نُذُر العودة إلى حرب طاحنة بعد إخفاق الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الأمم المتحدة لتجديد الهدنة في البلاد، عادت الدبلوماسية العمانية للنشاط مجدداً فيما يعتقد كثيرون أنه آخر المحاولات للحفاظ على التهدئة النسبية التي تعيشها البلاد منذ قرابة 9 أشهر.

 

وكان وفد عماني قد وصل إلى صنعاء قبل أسبوع في سبيل تليين موقف جماعة الحوثي التي تضع شروطاً تصفها الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي بالمتطرفة من أجل القبول بتمديد الهدنة، في موقف يعكس شعور الجماعة المتمردة بالقوة بعد نحو ثمان سنوات من الحرب بينها وبين الجيش اليمني وتحالف عسكري بقيادة السعودية والإمارات.

 

وفي الثاني من أكتوبر الماضي، كشف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عن تعذر تمديد اتفاق الهدنة التي كانت قد دخلت حيز التنفيذ في أبريل الماضي وجرى بعد ذلك تمديدها مرتين ، فيما لا تزال الجهود قائمة  لتمديدها للمرة الثالثة  .

 

وعلى الرغم من أن الوفد العماني قد عاد إلى مسقط بعد أيام من لقاء زعيم الحوثيين ورئيس ما يسمى بالمكتب السياسي للجماعة، ولم تصدر أي إيضاحات حول نتائج الزيارة، إلا الآمال لا تزال حاضرة على أن تفضي إلى نتائج إيجابية فيما يتعلق بتجديد الهدنة والإبقاء على أفق المداولات الدبلوماسية مفتوحاً، وهي آمال تعتمد على سمعة جيدة للوسيط العماني بالمقام الأول.

 

عمان تبقي الباب مفتوحاً

 

وفي هذا السياق أوضح الدكتور محمد العريمي لقناة المهرية أن " هناك شبه اتفاق على تهدئة الوضع وعدم التصعيد "، مرجحاً أن الأيام القادمة ستشهد اجتماعات مشتركة بين الأطراف الفاعلة في الأزمة اليمنية في ضيافة مسقط .

 

واستنكر العريمي الذي يرأس هيئة الصحفيين العمانيين تعنت جماعة الحوثييين إزاء المبادرات التي تتقدم بها الأطراف لحلحلة الصراع في اليمن ، واصفاً هذا الموقف بأنه "عدم استحقاق للمسؤولية" من قبل الجماعة ،ومبشراً بأن جهود مسقط الدبلوماسية لن تتوقف ، انطلاقاً من شعور "بالمسؤولية الأخلاقية وعلاقات الدم والجوار" بين عمان واليمن .

 

كما دعا العريمي الحوثيين تقدير المساعي التي تبذلها بلاده ، في إشارة إلى حديث المتحدث باسم الجماعة المتمردة وكبير مفاوضيها "محمد عبد السلام" ،الذي كان قد كرر الاشتراطات المتطرفة لجماعته خلال زيارة الوفد العماني لصنعاء .

 

وكانت جماعة الحوثي قد نفذت منذ نهاية الهدنة عدة هجمات تركزت على موانئ النفط في كل من شبوة وحضرموت، وأدى ذلك إلى إيقاف عملية التصدير الحكومي التي شهدت نمواً متصاعداً خلال العام الحالي، الأمر الذي يتوقع أن يكون له أن يضاعف من وتيرة الانهيار الاقتصادي في البلاد الذي يعيش على حافة المجاعة.

 

حضور متواصل

 

وكانت مسقط قد امتثلت للمناشدات الدولية، والأمريكية خصوصاً، باستخدام علاقاتها الجيدة مع مختلف الأطراف لإحداث اختراق في جمود المباحثات السياسية الرامية لإنهاء الحرب، وأسهمت زيارة وفدها إلى صنعاء حينها في استعادة التواصل بين المبعوث الأممي والحوثيين.

 

وفي أواخر يوليو الماضي تمكن وفد عماني من احتواء النزوع الحوثي الواضح لإعادة الأوضاع إلى المربع السابق للعنف، وذلك عبر الضغط عليهم للقبول بتجديد الهدنة للمرة الثالثة، وذلك بعد أن استعصت المهمة على المبعوثين الأممي والأمريكي.

 

ولا يتوقف التعويل الدولي على الدور التوفيقي لمسقط على السياق اليمني فقط، حيث شرعت كل من طهران والرياض مؤخراً في الاتكال على الجهود العمانية من أجل تسريع التواصل الدبلوماسي بينهما ، بعد سنوات من الصراع المكلف الذي أصبح يتهدد المنطقة برمتها ، وأخذت تداعياته تلقي بظلالها على التجارة العالمية التي لا يمكنها الاستغناء عن أمان الممرات المائية للمنطقة .


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية