آخر الأخبار
في اليمن.. عام دراسي جديد منهك بأعباء لا تحصى (تقرير خاص)
ارشيف _ تصوير بدر يوسف
الاربعاء, 24 أغسطس, 2022 - 10:47 صباحاً
يطل العام الدراسي الجديد وقطاع التعليم الحكومي في اليمن يشكو من تدهورٍ غير مسبوق إثر الحرب التي تمرُّ بها البلاد منذ نحو ثماني سنوات .
وتسببت الحرب في دمار آلاف المدارس واستخدام بعضها ثكنات عسكرية أو ملاجئ للنازحين ، فيما تعاني المدارس التي لم تصلها الحرب من نقص الكادر التعليم وعدم توفر المنهج الدراسي وعزوف الكثير من الطلاب عن التعليم إلى سوق العمل.
وفي شهر سبتمبر لعام 2021م كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، أن " أكثر من 2500 مدرسة تعرضت للضرر أو التدمير بسبب النزاع في مختلف مناطق اليمن، مما أدى إلى حرمان أكثر من 2 مليون طالب من التعليم ".
ووفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة " يونيسف " فإن : " أكثر من مليوني طفل يمني، من الذكور والإناث، توقفوا عن التعليم بسبب الفقر والنزاع وانعدام الفرص . "
وتحذر المنظمة الأممية من أن " مايزيد عن 6 ملايين طفل باليمن يواجهون خطر الحرمان من التعليم ، ونحو أربعة ملايين طفل آخر يتعرضون لخطر تعطل العملية التعليمية والتوقف عن الدراسة . "
وأوضحت أن " أكثر من 170 ألف معلم (ثلثا المعلمين باليمن) لم يتقاضوا رواتبهم بصفة منتظمة منذ أكثر من أربع سنوات، جراء النزاع والانقسامات الجغرافية والسياسية، ما دفعهم إلى البحث عن طرق أخرى لإعالة أسرهم . "
*تحت الركام
يصف الكثير من المواطنين التعليم الحكومي أنه أصبح تحت الركام و متدهور جدًا ، جراء التدمير الممنهج لكافة أركان العملية التعليمية وانعدام توظيف معلمين آخرين ، وترميم المدارس ، وعدم توفر الكتب المدرسية منذ سنوات كثيرة .
ويقول المعلم عبدالحكيم قائد لموقع ( المهرية نت ) إن :" التعليم الحكومي أصابه تدمير ممنهج لكافة أركان العملية التعليمية من إدارة ومعلمين ومباني تحتوي الطلاب وماتبقى منه حاليًا يعتبر ركام ."
وأضاف " يعمل في هذا الركام بعض المعلمين منذ عشر سنوات وكل سنة يتناقصون ولا يوجد أي توظيف جديد، يحد من هذا التناقص خصوصاً مع تنامي العديد من الطلاب وازدحامهم بالمدارس الحكومية".
وتابع " المباني باتت لا ترمم ولا يوجد فصول جديدة للطلاب خصوصاً في المناطق الريفية التي لا تمتك العديد من العزل إلا مدرسة واحدة فقط . "
وأشار إلى أن " المنهج الدراسي بات يباع في الشوارع بمبالغ طائلة، ومنذ ثلاث سنوات كتب الصفوف الأولى هي التي تصل فقط لبعض المدارس، رغم وجود مطابع الكتاب المدرسي وموظفيها موجودين ويتسلمون رواتبهم ، لكنهم يحتاجون حبر وأوراق لطباعة الكتب حسب قولهم . "
وأردف " الرواتب باتت لا تغطي رمق العيش لدى المعلم فكيف سيكون عطاءه مع الطلاب الذين يقوم بتعليمهم ، فإذا كان المعلمُ فقد العطاء كذلك الطالب ليس عنده قدرة على الاستقبال ، وهناك فجوة كبيرة بين الطالب والمعلم . "
وأكد بأن " الطلاب من ذوي سن التعليم الأساسي والذي يفترض أن يكون إجباري لهم اليوم باتوا يذهبون إلى سوق العمل ، ومنهم من ذهب إلى الجبهات ومنهم من أصيبوا بحالات بسبب أنهم أتوا إلى الحياة وأمامهم هذا الوضع . "
ومضى قائلًا " الشيء يعرف من خلال النتيجة ، وهاهي المخرجات تؤكد أن هناك من يعملُ ليلاً ونهارًا لتدمير التعليم في هذا البلد، كونه القطاع المنسي من قبل الحكومة والتحالف والمنظمات والجهات الدولية . "
*انقراض
وفي نفس السياق ، يقول المواطن " محمد عبدالمجيد " إن : " التعليم بالمدارس الحكومية أوشك على الانقراض ، خصوصاً في الفترة الأخيرة جراء ماتمر به البلاد من حرب كارثية خلفت أسوأ أزمة إنسانية . "
وأضاف للمهرية نت " آلاف المدارس الحكومية باتت مدمرة وبعضها مازالت إلى الآن تستخدم ثكنات عسكرية لبعض القوات أو مأوى للنازحين ، فيما المدارس التي لم تطئها الحرب ، تعاني من نقص الكادر التعليم أو الطلاب . "
وتابع " الكادر التعليم ترك مواصلة العملية التعليمية وذهب إلى سوق العمل باحثًا عن لقمة العيش بعد أن أصبح المرتب لا يغطي احتياجات أسرهم جراء عدم توفره بانتظام شهري ، فهو يسلم إليهم في السنة مايقارب ثلاث مرات من 60 ألف ريال . "
وأردف " لايوجد أي اهتمام في الجانب التعليمي من قبل المنظمات الدولية أو الحكومة الشرعية، يعمل على الحد من تدهور التعليم ، من خلال توفير المرتبات بشكل منتظم للمعلمين ، وترميم المدارس وصناعة بيئة ملائمة للأطفال يتعلمون بها وإجبارهم على التعليم . "
ولفت إلى أن " الأطفال أصبحوا حاليًا يرون الكثير من الطلاب الذين أكملوا التعليم الجامعي ولا يجدون أية وظيفة ؛ فيعزفون على التعليم ويذهبون إلى سوق العمل كي يوفروا لأسرهم قيمة رغيف العيش ، وفي اعتقادهم أن جني النقود أفضل من تضييع أعمارهم بالتعليم والخروج بدون وظيفة . "
ومضى قائلًا " نتمنى أن تتحرر البلاد وترمم المدارس ويتوفر تعليم إجباري للأطفال وبيئة ملائمة لهم ويسود الأمن والاستقرار . "
*تدهور غير مسبوق
من جهته ، يقول المواطن " وهيب الخالِدي"إن : "التعليم أضحى أحد الضحايا تأثرًا بالحرب المشتعلة في اليمن منذ عدة سنوات ، لا سيما في الفترة الأخيرة فقد تدهور التعليم بشكل غير مسبوق ."
وأضاف للمهرية نت " بعض المدارس دمرت كليًا أو جزئيًا ، والبعض الآخر لاتمتلك أي مقومات التعليم فلا كادر تدريسي يوجد ولا وسائل تعليمية متوفرة ولا مناهج دراسية ، وإن وجدت المناهج فلا يوجد من يُدَرِسُها وإن وجد من يُدَرِسُها فلا يوجد من يتعلمها من الطلاب . "
وتابع " بات الكثير من الأطفال الذين هم في سن التعليم يعملون في كل مكان ، في المفارش وفي المطاعم وفي الأعمال الشاقة التي هي جريمة بحق الطفولة . "
واختتم قائلًا " لقد تدهور التعليم إلى أدنى مستوى ، ويعد هذا مؤشرًا خطيرًا جدًا على الأجيال القادمة إن استمر بالتدهور وفقدان الاهتمام من قبل الجهات المعنية ."