آخر الأخبار

تفاقم ظاهرة تعاطي مخدرات "الشبو" في وادي حضرموت مقابل ضعف إمكانات مواجهته (تقرير خاص)

الشبو أخطر أنواع الإدمان

الشبو أخطر أنواع الإدمان

المهرية نت - وحدة التقارير - خاص
الخميس, 09 يونيو, 2022 - 02:50 صباحاً

لم تعد ظروف الحرب وحدها من تفتك باليمنيين مع تزايد نسبة الجوع والفقر في البلاد، إذ تفاقمت ظاهرة تعاطي مخدرات الشبو “الكريستال ميث” في بعض المحافظات، في ظلّ ضعف الإمكانات الحكومية لمواجهته الأمر الذي خلق حالة من الاستنفار في أوساط المجتمع وسط تحذيرات من تفاقم الظاهرة واتساع رقعتها في هذا البلد المنهك أصلا بفعل الصراع المتفاقم منذ سنوات.

 

تشير المصادر التي تحصل عليها موقع "المهرية نت"، إلى قيام تجار ومروجي المخدرات في محافظات (حضرموت، وشبوة، والمهرة)، بوضع المادة المخدرة وخلطها في مادة التنباك (خليط من التبغ الغير مدخن) وذلك بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الشباب الضحايا في حفره الإدمان الأخطر.

 

وتدمر مادة "الشبّو" المنشطة المسبّبة للإدمان، التي اخترعتها اليابان واستخدمتها خلال الحرب العالمية الثانية لإبقاء الجنود مستيقظين، جهاز المناعة وينتج عنها العديد من الآثار الجانبية المهددة للحياة، ومن ضمنها فشل وظائف القلب والكلى وفقدان كبير للوزن.

 

يقول أطباء مصريون، إن مفعولها قوي وسريع على الجهاز العصبي ومن يتعاطاها لمره واحده فقط، يدمن عليها حد الجنون، والأخطر أن علاجها هو الموت فهي تدمر خلايا الدماغ وتجعله عاجزاً عن إصدار الأحكام، حتى يتحول سلوك المدمن إلى عدواني وخطر على كل من حوله حتى أقرب الناس إليه الأمر الذي يدفعه للقتل أو الإنتحار في نهاية الأمر.

القبض على كبار المروجين والمتعاطين لمادة الشبو بمديرية الشحر

"ضحايا أبرياء"

 

مؤخراً، برزت على السطح انتشار مخدر "الشبو"، في وادي محافظة حضرموت شرقي البلاد، في ظل ضعف إمكانات مواجهته من قبل الجهات المعنية جراء الضعف الذي أصاب المؤسسات الأمنية نتيجة الحرب التي أنهكت الجميع وسهلت انتشار آفة المخدرات التي تستهدف جميع شرائح المجتمع دون استثناء.

 

انشهار ظاهرة تعاطي مادة "الشبو" دفع مدير إدارة مكافحة المخدرات بوادي وصحراء حضرموت عبدالله بن شملان، إلى التحرك السريع والعاجل واستنفار أجهزة مكافحة المخدرات، داعياً المواطنين إلى احتواء هذا الخطر الذي يهدد بتفكيك الأسرة والمجتمع.

 

وفي حديث لـ"المهرية نت"، عن أسباب انتشار مخدر الشبو في وادي حضرموت، قال "بن شملان" إن "ظروف الحرب التي تعيشها البلاد وما أحدثته من تبعات كارثية تمثلت في ضعف دور الأجهزة الأمنية وشحة الإمكانيات وكذا والضغوط النفسية التي سببتها لشريحة كبيرة من المواطنين من جهة أخرى من أبرز الأسباب والعوامل التي أسهمت في انتشاره.

 

يضيف مدير إدارة مكافحة المخدرات بوادي حضرموت، حديثه لـ"المهرية نت"، أن إدارة مكافحة المخدرات أنشئت حديثا وتفتقر للكثير من الإمكانات التي تمكنها للقيام بكامل دورها، مشيراً إلى أن "إدارة المكافحة لا يتواجد لديها جهاز فحص مادة الشبو ما يضطرهم لإرسال العينات إلى عدن وهو ما يعيق سير القضايا وتحويلها للنيابة سريعا".

"تفشي ظاهرة الإدمان"

 

 التأثير الخطير والسريع لمتعاطي هذه المادة أو ما يطلق عليها بـ"القاتل الأبيض"، جعل من المهم التحرك السريع لمكافحته والتوعية بمخاطرة وطرق حماية الشباب والمراهقين منه باعتبارهم الشريحة الأكثر تعاطيا لهذه الآفة.

 

وفي هذا الشأن، يقول الدكتور أحمد بامدحج مدير قسم التثقيف الصحي بمكتب الصحة بوادي حضرموت، إن "الخطورة تكمن في سرعة التأثير والإدمان لهذه المادة إضافة لفظاعة العواقب التي يقوم بها المتعاطي حيث تسيطر على العقل بشكلٍ كبير".

 

وأضاف بامدحج في حديث لـ"المهرية نت"، أن هذه المادة تشكل أخطر مادة على الإطلاق حيث تنتشر في المجتمع بسرعة كبيرة مشيرا إلى أنه إفلات الضحية والإقلاع عن تعاطيها يصبح معقدا كلما مر عليه الوقت.

"مسؤولية الجميع"

 

عاقل حي شحوح بمدينة سيئون شوقي دبا، دعا من جانبه المواطنين إلى التعاون مع الجهات المعنية بمكافحة المخدرات، من خلال الإبلاغ عن المروجين والمتعاطين للمواد الممنوعة والمحظورة وتوعية المجتمع بخطورة مثل هذه القضايا.

 

وقال دبا في تصريح لـ"المهرية نت"، إن "الترويج بات يستهدف حتى الأطفال بعد فئة الشباب وهو مؤشر خطير يهدف لتدمير المستقبل، مشيراً إلى حالة الحرب التي تعيشها البلاد سهلت انتشار الشبو بشكل كبير.

 

بدوره، شدد مدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بوادي حضرموت عبدالله باجهام، على الدور الذي يجب أن تضطلع به منظمات المجتمع المدني للقيام بدورها في مكافحة هذه الآفة عبر برامج التوعية والمساندة للجهود الحكومية.

 

ودعا باجهام في حديث لـ"المهرية نت"، كل شرائح المجتمع لاستشعار هذا الخطر الذي يهدد السلم الاجتماعي ويدمر مستقبل الأجيال التي تأمل فيها المجتمعات التغيير إلى الأفضل وبناء مجد البلاد التي تعاني من الحرب.

 

الجدير بالذكر أن تفشي الظاهرة، دفع قناة "المهرية"، إلى تسليط الضوء على انتشار مادة الشبو المخدرة، وآثارها في عدة محافظات، ابتداء منْ اليوم الخميس الموافق 9 يونيو 2022م، عبر سلسلة تقارير ميدانية ومكتبية، واستطلاعات تشرح تداعيات انتشار تعاطي مادة الشبو، وما تسببه داخل المجتمع في عدة مدن.

 




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية