آخر الأخبار

رمضان المهرة..روحانية وصلوات وتكافل إجتماعي(تقرير خاص)

يعزز رمضان من قيم التراحم والتكافل وتشهد المهرة الكثير من قيم التعاون في الشهر الكريم

يعزز رمضان من قيم التراحم والتكافل وتشهد المهرة الكثير من قيم التعاون في الشهر الكريم

المهرية نت - خاص
الاربعاء, 20 أبريل, 2022 - 05:35 مساءً

تتشابه عادات وتقاليد اليمنيين، خلال شهر رمضان المبارك، من منطقة لأخرى، والمهرة كغيرها من المحافظات اليمنية، يحيي أبناءها شهرهم الكريم بعادات وتقاليد تمدهم بالروحانية والجمال، معتمدين في ذلك على تراث آباءهم وأجدادهم.


رمضان "المهرة" مميز بطقوسه الروحانية، وموائده المختلفة والمتنوعة، ومساءاته الممتلئة بالزيارات والمجالس (رجالية ونسائية)، والأيادي المهرية البيضاء، فرمضان كما يسميه المهريون "أبو البرايك" ويستقبله الجميع بفرحة وحفاوة كبيرة، وفي لياليه يتجمع الناس في مجالس حول مواقد النار، يتناولون قهوتهم ويتبادلون الزيارات فيما بينهم، وينشدون أهازيجهم المبهجة، المليئة بالذكر والمواعظ الدينية.

 

أهازيج وتماسي
تضفي الأهازيج الممتدة من الفن الشعبي القديم، على الشهر الكريم جمالا كبيرا في المهرة ليبقى راسخا في عقول الأجيال، فالناس ينشدون الموالد الدينية في المساجد، قبل الصلوات المفروضة، والأناشيد الترحيبية استقبالا لشهر رمضان، كما يودعونه بالأناشيد الوداعية.

 

في حديثه لـ "المهرية نت" يقول الأستاذ بمكتب التربية والتعليم بمديرية حوف محمود بن ياسر "في رمضان لا يقيم المهريون أعراسهم أو مناسباتهم أو احتفالاتهم الكبيرة" لا فتا إلى أن الناس "يعودون إلى زيارة الأقارب وعيادة المرضى ويحرصون على صلة الأرحام ونبذ الفرقة ابتغاءاً للأجر والمثوبة عند الله".

 

أياد بيضاء
بحسب بن ياسر، يحرص المهريون في رمضان على التفتيش عن الفقراء والمساكين في أحيائهم، ومد يد العون لهم، مع حرصهم الشديد أن تبقى سرا، فرمضان شهر الجود والكرم، عملا بما ورد في الأثر عن ابن عباس "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان ..."


وقد اعتاد أبناء المهرة خلال الشهر الكريم، على مد موائد الفطور في الأرصفة الخارجية للمساجد "الدكك" كموائد إفطار جماعي، يقدم فيها التمر والقهوة.


وأضاف بن ياسر "يحرص الناس في رمضان على تقاسم الضيوف المتواجدون في المسجد من غير المنطقة فيما بينهم لتناول العشاء، حتى ينالون الأجر جميعا" لا فتا إلى أن قاعدة قديمة متداولة عن الطعام بين المهريين "(الذي كنا نأكله قبل رمضان نهارا نأكله في رمضان ليلا) أي أن الوجبات كانت محددة فكان العشاء في رمضان الأرز والسمك وقد يكون مع اللحم عند توفره أو عصيد مع السمن البلدي أو خبز مع الحليب وكذلك السحور".

 

صلاة ومقامات 
تقام صلاة التراويح بشكل منتظم خلال رمضان، بحسب التربوي المهري، مضيفا "بعد السلام من كل ركعتين في التراويح تذكر مقامات فيها ذكر النبي محمد صلى الله عليه وعلى آلة وصحبه وسلم وكذلك الخلفاء الراشدين والركعتين الأخيرتين تسمى ختم التراويح ثم تصلى صلاة الشفع والوتر ثلاث ركعات ويجلس الناس في صفوفهم وبعدها تقرأ مجموعة من الأدعية ويجلس الناس يشربون الشاي وهم يستمعون إلى تلك الأدعية ويؤمنون عليها".

 

يلازم كبار السن في المهرة مساجدهم خلال نهار الشهر الكريم، ولا يخرجون منها إلا للضرورة، كما أن كل شخص منهم يلتزم بمكان محدد ومصحف محدد ووسادة محددة، طيلة الشهر، وإذا أردت البحث عن شخص ما في رمضان تجد الإجابة من الصغار أو أهل بيته مباشرة ستجده في المسجد، بحسب بن ياسر.

 

ومساجد المهرة تنظف وتجهز من قبل القائمين عليها، قبل دخول الشهر، فالمسجد في رمضان يلعب دورا هاما وبارزا بالإضافة إلى كونه مكان تجمع الناس.

 

صلاة الختمة
ومن أهم العادات المهرية في رمضان، هي "صلاة الختمة" في التراويح خلال العشر الأواخر، وهي صلاة تقام في كل ليلة وتر في مسجد محدد، فتجد أهل المنطقة جميعا يتجهون لصلاة التراويح في المسجد الذي تقام فيه الختمة ويتناوب ائمة المساجد في أداء صلاة الختمة معا ويقوم أهالي المسجد الذي ستقام فيه الختمة بإعداد القهوة والشاي والحلوى والبخور والعطور لضيوفهم بعد الصلاة عند قراءة الأدعية والموالد.
وفي ليلة الـ27 من الشهر تكون "صلاة الختمة" في المسجد الجامع، والهدف منها تحري ليالي القدر وقيامها.

 

في آخر ليلة من ليالي رمضان (أي ليلة العيد) وتسمى عند أبناء المهرة "ليلة الحياة" –عادة قديمة لم تعد موجودة اليوم إلا بالاسم- حيث يبيت الناس في مساجدهم، وتقرا الأدعية والموالد الدينية حتى صلاة الفجر، وتقدم القهوة والشاي والحلويات والعطور والبخور ابتهاجا بقدوم العيد كما أن ليلة الحياة تكون أيضا في ليلة عيد الأضحى.

 

دور الشباب
ينشط الشباب في المهرة أفضل من غيرهم في الاستعداد والتجهيز لرمضان وإحياء طقوسه وفعالياته، رغم تأثر عادات كثيرة بالمتغيرات أو اندثارها.


يقول محمود بن ياسر أن "الشاب في المهرة يعملون على تجهيز المساجد وتوفير الأجهزة الحديثة فيها من تكييف وإنارات والصوتيات وغيرها من الأجهزة، كما يعملون على توفير مصليات للنساء ويحيون مشاريع إفطار الصائم او مراكز توزيع زكاة".


ولفت التربوي المهري إلى أن الشباب يتأثرون بالمتغيرات الطارئة في المنطقة على هذا الجانب، وأنهم "أبناء المرحلة الراهنة" مضيفا أنه مع " مرور الزمن تبقى المسميات كما هي في عوائد رمضان ولكن اختلفت في طريقة التطبيق لدى شبابنا اليوم".


ودعا بن ياسر شباب المهرة إلى "توثيق عاداتهم وتقاليدهم في كافة المجالات ونشرها وإطلاع الجميع عليها وحثهم على الحفاظ عليها".


كلمات مفتاحية: المهرة رمضان تكافل عادات


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية