آخر الأخبار
رمضان في حضرموت.. عادات تقوي الروابط الاجتماعية ومنغصات تلازم أيامه
الإثنين, 11 أبريل, 2022 - 05:38 صباحاً
بأجواء روحانية وطقوس متنوعة وعادات قديمة لازالت تحافظ على بقائها، يقضي سكان وادي وصحراء حضرموت أيام شهر رمضان المبارك، على الرغم من المنغصات والمتاعب التي أفرزتها الحرب وتسببت بتفاقم معاناة المواطنين وأثرت على وضعهم المعيشي والاقتصادي.
ومن بين هذه العادات، "عادات الختايم" التي تقام في كثير من مناطق وادي حضرموت خاصة مدينتي سيئون وتريم والتي تمثل طابعاً مميزاً لشهر رمضان، حيث تشمل هذه الفعالية التي يحضرها الكثير من أبناء المنطقة فقرات تراثية وفرائحية تمثل بالنسبة لهم ولأطفالهم متنفسا خلال شهر رمضان .
وتتميز بعض مناطق حضرموت بهذه الفعاليات، الت تنظم من قبل لجنة خاصة تضع الترتيبات لها منذ ما قبل حلول شهر رمضان باعتبارها فعالية تقوي الروابط الاجتماعية بين أبناء الحي الواحد، وتحاول بشكلٍ آخر الحفاظ على الجوانب التراثية بما تحويه من فقرات تتناول ذلك.
"إفطار الحارات الجماعي"
يحرص الكثير من أبناء مناطق مديريات وادي حضرموت على إقامة إفطار على نحو جماعي في الأحياء والحارات والأزقة، حيث تقام معظم هذه الإفطارات بمساهمات من جميع أفراد الحي حيث يحضر كل واحد منهم مكونات مائدة الإفطار في صورة للتكاتف الاجتماعي والتقارب بين أفراده.
وفيها يحرص الكثير من أهالي وأصدقاء المتوفين خلال شهر رمضان، على إقامة إفطار لأهل المنطقة ويكون هذا الإفطار بجانب بيت المتوفى، يتخلله دعوات جماعية لهم بالمغفرة والرحمة وأن يكون هذا الإفطار صدقة لهم.
"منغصات مستمرة"
ومع هذه الأجواء الروحانية التي يتميز بها أبناء محافظة حضرموت، برزت الكثير من المنغصات التي رافقت هذا الشهر المبارك، ومنها على سبيل المثال أزمة المشتقات النفطية وشحة الغاز المنزلي وارتفاع أسعارها في المحطات الحكومية والتجارية، ما أرهق كاهل المواطنين.
ويوصل سعر أسطوانة الغاز المنزلي في المحطات الخاصة في محافظة حضرموت إلى نحو 15 ألف ريال يمني في حين بلغ سعر صفيحة سعة 20 لتر من المشتقات النفطية ما متوسط قيمته 30 ألف ريالا يمنيا.
وإلى جانب أزمة الوقود، يعاني المواطن اليوم من الغلاء الكبير في أسعار المواد الغذائية واستغلال المواطنين ما أثر بشكل ملحوظ على القدرة الشرائية للمواطنين لاحتياجات رمضان ، حيث اقتصر الكثير منهم على شراء المتطلبات الضرورية التي بات الكثير منهم لا يقدر على شرائها.
وعلى الرغم من تلك المنغصات، يصر أبناء حضرموت على استقبال شهر رمضان المبارك بطقوسه وعاداته المختلفة، وسط آمال من المواطنين أن يأتي رمضان العام المقبل وقد خرجت البلاد من هذه الحرب التي سلبت الفرحة من وجوههم خلال السنوات الماضية.