آخر الأخبار
اغتيال أم تصفية؟.. دلالات وأبعاد مقتل اللواء ثابت جواس(تقرير خاص)
ثابت جواس
الخميس, 24 مارس, 2022 - 09:18 صباحاً
قتل، الأربعاء، اللواء الركن ثابت مثنى جواس، قائد محور العند قائد اللواء 131 مشاه، وعدد من مرافقيه إثر استهدافهم بسيارة مفخخة في عدن جنوبي اليمن.
وقالت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان، في بيان نعي أن جواس قتل "في عملية إرهابية جبانة نفذها عدد من العناصر الإرهابية بمدينة عدن".
وأضاف البيان أن الوطن "خسر برحيل اللواء جواس واحدا من أبرز قادتها ورجالاتها المخلصين الذين لم يتخلفوا يوما عن أداء الواجب ولم يدخروا جهدا ووقتا في خدمة الوطن ومواجهة أعدائه".
وأكد البيان أن "هذه الجرائم الإرهابية لن تزيد المؤسسة العسكرية الباسلة إلا عزماً وإصراراً في الذود عن حياض الوطن وثوابته مهما كانت التضحيات ومحاربة الإرهاب بمختلف أشكاله ولافتاته".
رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي قال في برقية عزاء ومواساة إن "مثل هذه الأعمال الإرهابية، لن تزيدنا إلا إصرارا على المضي قدما في استئصال شأفة الإرهاب بكل أوجهه وأشكاله وتحقيق كامل الأهداف التي ضحى الشعب اليمني من أجلها واستعادة دولته وأمنه واستقراره".
بدوره قال نائب الرئيس علي محسن صالح إن "برحيل اللواء جواس خسر اليمن قائداً فذاً ومقاتلاً صنديد له صولات وجولات يحتذى بها في معركة الجمهورية والثورة ضد مليشيات الحوثي".
*أصابع الاتهام نحو الحوثي
امتلأت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، بنبأ مقتل القائد العسكري البارز، وتباينت الرؤى في خفايا الحادثة، في الوقت الذي يؤكد فيه الجميع أن ميليشيا الحوثي هي المستفيد الأكبر من مقتل اللواء جواس، باعتباره قاتل مؤسسها حسين الحوثي في 2004.
وقد احتفت ميليشيا الحوثي بهذا النبأ، حيث شارك عدد من قياداتها ونشطائها صور جواس مؤكدين أن مقتله جاء انتقاما وقصاصا لحسين الحوثي.
مقتل اللواء ثابت جواس ، وهو من اشرف على قتل السيد حسين بدر الدين #الحوثي قبل عدة سنوات
— hoseinmortada حسين مرتضى (@HoseinMortada) March 23, 2022
نال قصاصه اليوم #اليمن pic.twitter.com/SZvriicNMO
رئيس لجنة الأسرى والمعتقلين لدى ميليشيا الحوثي والقائد البارز في وزارة دفاعها عبدالقادر المرتضى، علق على الحادث بعد وقت وجيز من عملية الاغتيال، مستدلا بالآية القرآنية "إنا من المجرمين منتقمون" ومرفقاً صورة اللواء الركن ثابت جواس، الأمر الذي اعتبره الكثيرون اعترافا ضمنيا من الميليشيا بتنفيذ العملية.
مدير أمن عدن اللواء مطهر ناجي الشعيبي، اتهم في برقية العزاء، ميليشيا الحوثي باغتيال قائد محور العند العسكري، مضيفا أن الجماعة "مستمرة باغتيال الكوادر الجنوبية، في محاولة لإفراغ الوطن من كافة العقول السياسية والاقتصادية والعسكرية"، وأكد أن الأجهزة الأمنية "لن تقف مكتوفة الأيادي وأن القتلة سيلقون جزاهم الرادع ولو بعد حين".
وللواء جواس تاريخ عسكري حافل ابتداء من قيادة اللواء 15 مشاة في الفرقة الأولى مدرع، وشارك في معارك ضد ميليشيا الحوثي أثناء تمردها في صعدة منذ الحرب الأولى وقتل زعيم الجماعة في 2004.
وتولى قيادة قوات الأمن الخاصة في العاصمة المؤقتة عدن بقرار من الرئيس هادي، في 2015، وشارك في معارك تحرير عدن من الميليشيا الحوثية، ثم عين قائدا لمحور العند العسكري واللواء 131 مشاة.
تخادم وتصفية
وصول ميليشيا الحوثي بعملية كهذه إلى العاصمة المؤقتة عدن، المكتظة بالأجهزة الأمنية والوحدات العسكرية المختلفة، يفتح بابا واسعا على الانفلات الأمني في المدينة، وربما بابا أخر من التخادم بين الميليشيات في شمال البلاد وجنوبها.
يتساءل رئيس تحرير موقع "المشهد الجنوبي" صالح منصر اليافعي، عن طريقة وصول الحوثيين إلى عدن، وعن أجهزة الانتقالي الأمنية والعسكرية، مؤكدا وجود سيناريوهين في الحادثة "أما وهناك تخادم ، أو ان العملية كانت مدبرة من الداخل" حسب قوله.
من جهته يرى الكاتب الصحفي محمد المياحي أن "جواس لم يعد يشكل أي خطر على الحوثي" مؤكدا أن "الرجل قد صار عنصرا يدور في فلك الإمارات".
اذا كان الحوثيين هم من اغتالوا #جواس ، كيف وصلوا إليه في محافظة تقع تحت سيطرة الانتقالي ؟؟ أين الأمن، أين قوات مكافحة الإرهاب أين التشكيلات العسكرية المتواجدة في عدن ، قائد بحجم جواس يتم اغتياله بهذه السهولة !!
— صالح منصر اليافعي (@saleh_binali) March 23, 2022
أما وهناك تخادم ، أو ان العملية كانت مدبرة من الداخل !!
وأضاف عبر حسابه على تويتر "إن كان هناك من طرف يُرجّح رغبته في تصفية الرجل، فهي ذات الدولة العامل معها. القول بإن الحوثي هو من استهدفه، حديث أقرب للربط العاطفي، الحوثي حقير؛ لكن من المهم ألا ندع حقارته تغطي نذالة الحليف الغادر".
لم يعد جواس يشكل أي خطر على الحوثي، مؤخرا كان الرجل قد صار عنصرا يدور في فلك الإمارات،إن كان هناك من طرف يُرجّح رغبته في تصفية الرجل،فهي ذات الدولة العامل معها.القول بإن الحوثي هو من استهدفه،حديث أقرب للربط العاطفي،الحوثي حقير؛لكن من المهم ألا ندع حقارته تغطي نذالة الحليف الغادر.
— محمد دبوان المياحي (@almaiahy2468) March 23, 2022
ويذهب الصحفي صدام الحريبي إلى التقارب الاماراتي الإيراني الأخير، معتبرا جريمة اليوم إحدى نتائج هذا التقارب، خصوصا وأن عدن خاضعة لأذرع الامارات، فيما جواس مطلوب لذراع إيران.
في حديث خاص بـ "المهرية نت" يقول الحريبي أن "كل اليمنيين يعرفون أن جماعة الحوثي تعتبر اللواء الركن ثابت جواس عدوا لدودا وتسعى للانتقام منه كونها تتهمه بقتل مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي، وهذا الموضوع واضح".
وأضاف " الأمر الذي يجب توضيحه هو التقارب المتزايد بين إيران والامارات التي تسيطر أذرعها على الأجهزة الأمنية في عدن، ولذا فإن التفسير الطبيعي لما حدث اليوم هو أن هناك تعاون بين الاماراتيين والإيرانيين كانت جريمة اليوم إحدى نتائجه".
وبحسب الحريبي فإن هذه العملية "رسالة من المبكر جدا تفسيرها بالتزامن مع المؤتمر المزمع إقامته في الرياض".
اختراق أمني
وأشارت الناشطة سارة عبدالله حسن إلى اختراق الحوثيين للأجهزة الأمنية في المحافظات المحررة، ودور الاتصالات الخاضعة بالكامل لسيطرة الميليشيا في تنفيذ عمليات الاغتيال.
في تغريدة على حسابها في تويتر تقول حسن "لم يستطع الحوثيون الوصول لجواس منذ قتله للهالك حسين الحوثي2004 وهاهم اليوم بعد18عام يأخذون بثأرهم من هذا البطل".
وأكدت أن "الاختراق الحوثي لأمن عدن وباقي المدن أصبح واضحا، ولابد من مراجعة حتى لا تستمر سلسلة الاغتيالات لخيرة رجالنا".
مجرد تتبع لهاتف احد مرافقي جواس،كفيل بتحديد موقعه،خاصة بعد حضور جواس لمناسبةعزاء
— سارة عبدالله حسن (@sarah_yafei) March 23, 2022
وبعيدا عن التحليلات الكثيرة للاختراقات الأمنية،يكفي ان نؤكد ان اكبر اختراق،هو ان هواتفنا تقع تحت رحمةشركات اتصالات يسيطر عليها الحوثيون
سبع سنوات من الحرب ولم نتحرر بعد من سيطرة الحوثيين ع الاتصالات!
وبحسب الناشطة حسن "بمجرد تتبع لهاتف أحد مرافقي جواس، كفيل بتحديد موقعه، خاصة بعد حضور جواس لمناسبة عزاء، وبعيدا عن التحليلات الكثيرة للاختراقات الأمنية، يكفي أن نؤكد أن اكبر اختراق، هو ان هواتفنا تقع تحت رحمة شركات اتصالات يسيطر عليها الحوثيون".