آخر الأخبار

لماذا تتعمد الإمارات استفزاز اليمنيين بشكل مستمر بشأن سقطرى؟ (تقرير خاص)

المهرية نت - عبدالسلام عبدالله
الإثنين, 14 مارس, 2022 - 08:19 مساءً

تبسط دولة الامارات سيطرتها، بشكل كامل على محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية، منذ يونيو/حزيران 2020، عندما انقلبت ميليشياتها على السلطة الشرعية، وسيطرت على كافة المعسكرات والمقرات الأمنية والحكومية، غير أن الامارات لا تفتأ تستفز اليمنيين كل فترة بشيء جديد في الجزيرة.

 

قبل أيام نشر أستاذ العلوم السياسية والمقرب من ولي عهد أبو ظبي الأكاديمي الاماراتي، عبدالخالق عبدالله، تغريدة على تويتر، قال فيها إنه تحدث لبعض سكان سقطرى وتمنوا أن تكون جزيرتهم الإمارة الثامنة في الإمارات.

تصريحات عبدالله لم تصدر من شخص عادي بل من مسئول يشغل موقع مستشار الحاكم الفعلي للإمارات، ولا يمكن تفسيرها إلّا تعبيرا بالضرورة عن رغبة إماراتية دفينة بالهيمنة على الجزيرة وسلخها عن محيطها من بوابة استغلال الوضع المعيشي والاقتصادي وصعوبة الحال الذي يمر به سكان الجزيرة، بحسب مراقبون.

 

الأكاديمي الاماراتي استشهد في طرحه ببعض لافتات محلات تجارية في الجزيرة تحمل اسم إمارة دبي، وببعض الخدمات التي تقدمها الامارات في الجزيرة، مدعيا أن سقطرى "تغيرت جذريا بفضل الامارات" وأن "الإمارات هي بوابة سقطرى على العالم".

 

وقاحة وصبيانية

ويرى مستشار وزير الاعلام اليمني مختار الرحبي، أن الإمارات تحاول منذ سنوات السيطرة على محافظة سقطرى، وتخطط لتكون إمارة ثامنة، مؤكدا أن تلك المخططات سوف تفشل وأن سقطرى يمنية وسوف تبقى يمنية.

 

وأكد المسؤول اليمني أن "تغريدات عبدالخالق عبدالله، ليست حديثًا عفويا، بل إفصاح لا واعي عن أطماع الإمارات ورغبتها المستفزة بمصادرة أرض شعب أخر، تحت مسميات عديدة" مضيفا عبر حسابه على تويتر "لو لم يكن للإمارات أحلام خفية بسقطرى، لما استفزت التغريدات اليمنيين، لكنهم شعب يقظ يدرك ما وراء الكلام ويحتشد للدفاع عن كل شبر من بلده"

وأضاف الرحبي "لسنا في وضع ضبابي تتنازع فيها سقطرى جهتين كي ندافع عنها، لا نحتاج للتأكيد أن سقطرى يمنية وليس ثمة مجال حتى لمجرد النقاش عن هذا، فقط نحن ضد الوقاحة والحديث الصبياني عن أي بقعة صغيرة من أرض اليمن" لافتا إلى أن تصريحات الأكاديمي الاماراتي تمثل "جرح لكبرياء اليمنيين وليست مرافعة عن حق ملكيته محسومة وبشكل مطلق لليمنيين".

 

قياس نبض

يعتقد الناشط السقطري الصحفي أنيس حاتم أن "أطماع الامارات بجزيرة سقطرى ليست وليدة اللحظة فهي -الامارات- تسعى جاهدة منذ زمن بعيد لابتلاع جزيرة سقطرى وتجريف هويتها اليمنية من خلال تدخلها في الجزيرة تحت غلاف انساني عبر مؤسسة خليفة وهلالها الأحمر"

 

في حديث خاص بـ "المهرية نت" أوضح حاتم أن "الامارات ترسل بين وقت وآخر إشارات استفزاز للمواطن اليمني وإثارة غضبه دون اي مبالاة او خوف، والتي كان اخرها زيارة مستشار بن زايد، مستغلة تواطئ الحكومة اليمنية وصمتها المريب حيال ذلك".

 

الناشط السقطري يرى تغريدات الأكاديمي الاماراتي "تصريحا سياسيا رسميا باعتباره مسؤول سياسي في الدولة وشخص مقرب من ولي عهد الامارات، وأنه -أي عبدالله- بهذا التعمد يحاول قياس نبض الشارع اليمني ورأيه" مضيفا "يطالب جعل سقطرى الامارة الثامنة لكنه لم يدرك ان سقطرى قاهرة المستعمرين من قبله وستكون المقبرة الثامنة".

 

تصريحات عبدالله المستفزة دليل قطعي أخر على " على نوايا الامارات واصرارها على ابتلاع الجزيرة" بعد منع محافظ المحافظة من الدخول إليها، والزيارات المستمرة للإماراتيين، وتسيير رحلات جوية لسواح أجانب دون علم الحكومة اليمنية، والتدخل المباشر في شؤون الجزيرة الداخلية، بحسب الناشط السقطري.

 

وأكد حاتم أن "سقطرى لن تخرج من يمنيتها وستضل يمنية حرة أبية لا تقبل الانتساب الى من لا يعرف نسبه وناكراً أصله متبرئاً من العروبة، مادام هناك وريد ينبض في اجسادنا".

 

واستنكر الناشط السقطري صمت الحكومة اليمنية الشرعية تجاه الاستفزازات الاماراتية المستمرة، مضيفا " لم تستطع حتى اصدار بيان ادانة واستنكار كأقل واجب تجاه من يستفز شعبها من داخل اراضيها" لافتا إلى أن ذلك " إن دل إنما يدل على أن لا قرار ولا شرعية للرئاسة اليمنية وحكومتها في المحافظات التي استولت عليها الامارات عبر ميليشياتها".

 

تسويق إعلامي

عبر حسابه على تويتر، اعتبر الناشط السياسي محمد المحيميد "تغريدة الإماراتي عبدالخالق عبدالله والتي ذكر فيها أن جزيرة سقطرى هي الإمارة الثامنة تعكس الخفة والتفاهة والسفاهة التي يتعاملون بها سياسيا وإعلاميا وحتى عسكريا مع قضايا كبيرة تقرر مصير وتاريخ المنطقة".

ويرى الصحفي توفيق أحمد، أن تصريحات الأكاديمي الاماراتي تمثل تسويقا إعلاميا لمشروع ضم الجزيرة كإمارة ثامنة للإمارات، مضيفا في تغريدة عبر حسابه على تويتر "بعد بناء المعسكرات والقواعد العسكرية كخطوة أولى لاحتلال سقطرى بدأت الخطوة الثانية وهو التسويق الاعلامي بأن سقطرى الامارة الثامنة. بعد استخدام سلاح التجويع يعتقدون ان اهل سقطرى سيبيعون أرضهم بسلة غذائية او جنسية درجة ثانية".

من جانبه دعا المحلل السياسي ياسين التميمي إلى سرعة التصرف بمسؤولية من قبل الجميع، والانتصار للأرض والسيادة "عبر التضامن والاحتجاجات وعبر إدانة تخاذل وخيانة الرئيس وحكومته وقيادات الدولة المرتهنة في الرياض".

 

وأضاف التميمي في تغريدة على حسابه في تويتر "ينبغي التصرف بمسؤولية من قبل الجميع وليس تسطير المواعظ، حول ان اليمن عصية على المحتلين، علينا أن ننتصر لأرضنا وسيادتنا عبر التضامن والاحتجاجات وعبر إدانة تخاذل وخيانة الرئيس وحكومته وقيادات الدولة المرتهنة في الرياض".

ووضع رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية الباحث عبدالسلام محمد، الأكاديمي الاماراتي بين خيارين، الاعتذار من قبل حكومة الامارات في حال كان دخوله إلى الجزيرة بطريقة رسمية عبر أي من سفارات اليمن في الخارج، باعتبار تصريحه "مهددا لكيان وسيادة الجمهورية اليمنية"، أو الملاحقة قضائيا في حال كان الدخول دون إذن الحكومة اليمنية الشرعية "حسب القانون اليمني والدولي".

جدير ذكره أن استفزازات الامارات لم تعد فقط خطابية، فقد وصل الحال إلى مضايقة المواطنين في عيشهم داخل أرضهم، حيث جعلت تعبئة المشتقات النفطية حكرا عبر محطة خاصة تابعة لها، كما قامت بمصادر جميع عدادات الكهرباء الحكومية السابقة واستبدالها إجبارا بعدادات الكترونية جديدة تابعة لشركة "دكسم باور" التابعة لها.


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية