آخر الأخبار

النازحون في حضرموت..بين شتاء قارس وآمال ضئيلة بمساعدتهم (تقرير خاص)

يشكو النازحون غياب المساعدات من المنظمات والاهتمام من الجهات الرسمية

يشكو النازحون غياب المساعدات من المنظمات والاهتمام من الجهات الرسمية

المهرية نت - خاص
الأحد, 13 فبراير, 2022 - 09:14 مساءً

في خيام متهالكة ومهترئة وبأجساد ضعيفة وجائعة، يواجه النازحون بوادي حضرموت الشتاء وبرده القارس، ويقاسون الجوع والمرض، ويسكن الخوف معهم طوال اليوم في صورة تعكس بشاعة الحرب التي تطحن الشعب منذ سنوات.

 

العم إبراهيم، يحاول بشتى الطرق الاحتماء من موجة البرد الشديد في خيمته المتهالكة لكن دون جدوى،..أمراض مختلفة يعانيها لم يعد قادراً على تحمل تقلبات الجو التي زادت معاناته ومعه المئات من كبار السن والأطفال والنساء الذين يحتويهم هذا المخيم للنازحين الواقع بمدينة سيئون في وادي حضرموت والذي يضم مئات النازحين من مختلف المحافظات.

 

يقول العم إبراهيم إن جسده الضعيف لم يعد يقدر على تحمل موجات البرد والحر التي تتعاقب عليهم في المخيم، حيث لاتتوفر أدنى مقومات الحياة، فيما تغيب التدخلات الجدية من قبل السلطات والمنظمات المعنية.

مرض وألم

في كل زاوية من هذا المخيم ومثله مخيمات أخرى، توجد قصة معاناة وألم يئس أصحابها من البوح بها بعد أن وجدوا آذاناً صماء لم تسمع صرخاتهم طوال سنوات مضت، لامساعدات تصل إليهم ولا جهات معنية تلتفت لمعاناتهم بل تركوا يواجهون الجوع والمرض والخوف دون رحمة.

 

أم أمير، هي الأخرى، نازحة خنقتها عبرتها وهي تسرد لنا فصول معاناتها وأطفالها في المخيم مع تقلبات الجو، تقول إن المسؤولين ومندوبي المنظمات يستخدمون النازحين كسلّم للكسب.

 

وعبّرت عن شعورها بالألم حين تعجز عن تدفئة أبنائها الذين يمرضون نتيجة البرد، وإشباع بطونهم التي نادراً مايسد جوعها، تؤكد أم أمير أنها منذ قرابة العام لم تحصل على أية سلة غذائية من أية جهة.

 

وأضافت: نحن يئسنا من المناشدة والمطالبة بمساعدتنا، المسؤولون ومندوبو المنظمات يلتقطون الصور ويمنحوننا الوعود دون أي مساعدات، نحن نعاني..نحن نموت ولاندري لماذا لم يتم إنقاذنا وإغاثتنا؟!.

الحاجة لتدخل عاجل

النازحون المشردون الشريحة المنسية والمهضومة بجميع حقوقها تكشف صورة قساوة هذه الحرب والجرم الكبير الذي تتشارك فيه أطراف عدة لم تقم بدورها في إغاثة النازحين الذين يشكون متاجرة بمعاناتهم من قبل منظمات لاتنظر لأوجاعهم.

 

عزيز سالم، نازح في المخيم قال إنه لم يتلقَ خيمة جديدة منذ أن سكن المخيم في العام 2019م ، وخيمتهم المهترئة لاتقيهم لابرد ولاحرارة، ومع أية رياح تضرب المخيم تتمزق هذه الخيام، ما مايستدعي التدخل العاجل لتغيير الخيام بأخرى جديدة.

 

مخيمات النازحين بحاجة للتدخل العاجل ليتمكن النازحون من العيش بحياة آمنة، الأمراض الناتجة عن المجاري والمياه المكشوفة غير الصالحة للشرب تفتك بأجساد الأطفال والنساء الذين توفي بعضهم بعد أن عجز أهاليهم عن معالجتهم.

 

كما أن البعوض والذباب والأمراض الغريبة والمخيفة التي تنتشر نتيجة غياب المجاري والصرف الصحي، تتطلب سرعة التدخل إضافة لتوفير مياه شرب صالحة كأبرز وأهم وأدنى متطلبات الحياة التي أظلمت في وجوه هؤلاء النازحين.


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية