آخر الأخبار
أمين عام مرجعية قبائل حضرموت: الانتقالي يستغل الهبة الحضرمية لتفريغ المحافظة من الدولة وتنفيذ أجندات انفصالية (حوار خاص)
أمين عام مرجعية حلف قبائل حضرموت الوادي والصحراء، جمعان بن سعد
الجمعة, 28 يناير, 2022 - 10:51 مساءً
حذر أمين عام مرجعية قبائل حضرموت، جمعان بن سعد، من انفجار الوضع في حضرموت في حال فتح المجال لمزيد من الاحتقان، واستمرار حملة الاعتقال لقيادات ومتظاهري الهبة الحضرمية.
وقال بن سعد في حوار خاص مع "المهرية نت" أن حملة الاعتقالات التي نفذتها سلطات حضرموت لسيت حلا، ولن تنهي الاحتجاجات، واصفا إياها -الاعتقالات- بـ"صب النار على الزيت"، محذرا من خروج الأمور عن السيطرة ودخول مثيري القلاقل على الخط.
ودعا القيادي الحضرمي، محافظ حضرموت إلى سرعة الأفراج عن المعتقلين، واحتواء جميع أبناء المحافظة والسماع لهم، مؤكدا وجود طرف ثالث مستفيد مما يحصل في المحافظة، ويسعى بكل جهد لفرض أجندات سياسية، لا تمت لمطالب أبناء حضرموت بصلة.
ولفت إلى أن التحدي الأكبر للهبة الحضرمية وقياداتها هو استمرار سلميتها، في ظل هذه الأوضاع، وأن "قوتهم في سلميتهم".
وأكد وجود مشروع أخر يحمل " قضية سياسية تم تغليفها بمطالب حقوقية" في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، ويعمل على الانحراف بمسار الهبة باتجاه "تنفيذ أجندات" سياسية.
وأوضح بن سعد أن الانتقالي استغل الهبة الحضرمية لتمرير مشروعه "وتغليفه بقشور حقوقية لإخفاء الهدف الحقيقي"، مؤكدا أن الانتقالي يسعى لتفريغ وادي حضرموت من القوات الحكومية (المنطقة العسكرية الأولى) واستبدالها بقواته "لرسم مشهد سياسي مغاير للواقع".
وفي مقابل إصرار الانتقالي وسعيه الحثيث على السيطرة على حضرموت بأي ثمن، أشار أمين عام مرجعية قبائل حضرموت، إلى إخفاق الانتقالي في ذلك، مؤكدا أن أوهام الانتقالي سيبددها "وعي الحضارم واستشعارهم للخطر".
وبحسب بن سعد فإن هناك وساطات وجهود تبذل لحل الخلاف واحتواء الأزمة، مبشرا بقادم أفضل ومستقر لحضرموت في المرحلة المقبلة.
نص الحوار:
-في البداية كيف تقرأ الوضع الان في حضرموت؟
الوضع في حضرموت مضطرب وغير مستقر مهما حاول البعض تحسينه أو اظهاره بالمظهر المثالي، وقد يكون الاضطراب ناتج عن الحرب الدائرة في اليمن والتي القت بظلالها على كامل جغرافيا اليمن وحضرموت نالت نصيبها.
-بعد حملة الاعتقالات التي نفذتها السلطات المحلية، كيف تقيم زخم الهبة الحضرمية؟
أولا أنا أدين وبأشد العبارات إلقاء القبض على معتصمين أو متظاهرين سلميين لم يقطعوا طريق ولا اضروا بمصلحة عامة أو خاصة، وينادون بالصوت العالي بالسلمية، والهبة هي تجل واضح لمدى القصور الحاصل في أداء الحكومة أو سلطات المحافظة، وهي عبارة عن إرادة شعبية للتعبير عن مدى الظلم والفساد، ولن يكون السجن والاعتقال نهاية الاحتجاجات بل قد يكون أشبه بصب الزيت على النار، وقد يدخل على الخط من يريد إثارة القلاقل وقد تخرج الأمور عن السيطرة فعلا ويصبح ما كانوا يظنون انه سيحصل قد أصبح واقعاً معاشاً.
ولذلك اتمنى من محافظ المحافظة أن يطلق سراح من اعتقلهم بتهم لا يمكن قبولها خاصة وهناك من نادى بإسقاط سلطة المحافظ وإيقاف صادرات النفط وشل حركة التجارة ولم يتعامل معهم بغير الصبر والاحتواء، وهنا لا نطالب بقمعهم ولكن نطالب باحتواء الجميع والسماع لهم وعدم فتح المجال لمزيد من الاحتقان والذي ستكون حضرموت هي الخاسر الاكبر من انفجاره.
-من المستفيد من هذه الاعتقالات برأيك؟
المستفيد الوحيد هو الطرف الاخر من الهبة والذين رأوا في حركة بن حريز تحجيم لدورهم خاصة بعد ما اتضح للمواطنين ان خلفهم جهة سياسية واضحة تدعمهم مقابل تحقيق اهدافها السياسية فقط.
-مهلة قيادة الهبة الحضرمية للسلطات من أجل الافراج عن المعتقلين انتهت، برأيك هل تملك القوى والمكونات الحضرمية أوراقا أخرى للضغط في سبيل الافراج غير المشروط عن المعتقلين وتنفيذ مطالب أبناء حضرموت؟
ليس لدي فكرة أو تصور عما يخططون لعمله اذا لم يتم الافراج عن المعتقلين، والتحدي بالنسبة لهم هو أن تكون البدائل سلمية، فقوتهم في سلميتهم.
-هناك انقسامات في صفوف الهبة الحضرمية، ما سبب هذه الانقسامات؟ وما أثرها على الهبة وحقوق أبناء حضرموت؟
الانقسام كان أمر طبيعي ومتوقع وكل من كان يراقب المشهد كان يتوقع هذا الانقسام، فهناك قضية سياسية تم تغليفها بمطالب حقوقية في مقابل شخصيات وازنه حضرت لتنفيذ مطالب حقوقية فقط ورفعت شعار "هبتنا حضرمية لا شمالية ولا جنوبية"، وهو الأمر الذي يخالف برنامج الانتقاليين الذين يقودون الهبة.
كما أن من يدير الهبة كان يستهدف الوادي دون الساحل بينما من يطالبون بالحقوق كانوا يرون في الساحل العاصمة وميناء تصدير النفط وأن الضغط لن يكون مجديا مالم يكن في الساحل، وعلى هذا الاساس اختلف الطرفان وانقسمت الهبة إلى هبة تنفذ أجندات جنوبية (يقصد انفصالية) وهبه تطالب بمطالب حقوقية.
-هناك مطالبات يتزعمها الشيخ الجابري لرحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت؟ لماذا التركيز على رحيل القوات الحكومية من المحافظة؟ وفي هذا التوقيت؟
هذا هو بيت القصيد من الهبة، وهو الهدف الذي تم تغليفه بقشور حقوقية لإخفاء الهدف الحقيقي، رغم أنها قوات حكومية خاضعة لتوجيهات وزير الدفاع ورئيس الجمهورية، وكان الأولى بهم أن يطالبون برحيل كل القوات غير الحضرمية بما فيها لواء بارشيد لو أن المطالب حضرمية خالصة على اعتبار حضرمة الجيش، والمطلوب هو تفريغ المنطقة الاولى من القوات الموالية للحكومة واستبدالها بقوات تابعه للانتقالي لرسم مشهد سياسي مغاير للواقع.
-كيف تقرأ إصرار الانتقالي على حرف مسار الهبة الحضرمية لتنفيذ مطالبه السياسية على حساب مطالب أبناء حضرموت؟
هذا هو السياق الطبيعي لمطالب الجابري، مطالبهم تأتي ضمن اعادة حضرموت للانتقالي بأي ثمن، وهذا لن يتم بوعي الحضارم واستشعارهم للخطر والعبرة بما يحصل في عدن من سوء ادارة وفساد.
-الشيخ علي سالم الحريزي اتهم الامارات وأدواتها بالوقوف خلف القمع والاعتقالات التي تعرض لها أبناء حضرموت، برأيك هل للإمارات تدخل فيما يحصل بحضرموت؟
اعتقد أن الامارات بعيدة عما حصل في حضرموت، وليس لها مصلحة في تأزيم الوضع.
-ما رأيك في الحديث عن تسليم حضرموت للانتقالي ضمن مشروع تمكينه من المحافظات الجنوبية بالكامل؟
هذا يتم العمل عليه كما أشرت لك، عبر إفراغ الوادي من القوة التابعة للشرعية وتسليمه لقوات موالية للانتقالي لتمهيد الطريق له، وهذا أخفقوا فيه.
-هناك حملات تشويه يتعرض لها قيادات الهبة والحضرمية ورموزها، من يقف خلف هذه الحملات وما الهدف منها؟
كل من له هدف غير حقوق حضرموت سيقوم بتشويه الهبة الحضرمية.
-هل هناك أي مفاوضات أو جهود لحل الأزمة في حضرموت، بما فيها الافراج عن المعتقلين؟
هناك وساطات وجهود تبذل نرجو أن تتكلل بالنجاح، وقد تم الافراج عن دفعتين من المعتقلين ونرجو أن يستمر الافراج حتى تبييض السجون منهم.
-بناء على المعطيات لديك كيف تتوقع الوضع في حضرموت خلال الأيام المقبلة؟
القادم أفضل إن شاء الله وأتوقع أن تشهد حضرموت حاله من الاستقرار والتعافي التدريجي وعودة الحياة إلى طبيعتها.