آخر الأخبار

ضغوط سعودية إماراتية لإقالة محافظ شبوة..التحالف في مهمة البحث عن قيادات يمنية صامتة (تقرير خاص)

بن عديو وقائد قوات الدعم والإسناد بالتحالف والشهراني بحضور قيادات أمنية وعسكرية في شبوة

بن عديو وقائد قوات الدعم والإسناد بالتحالف والشهراني بحضور قيادات أمنية وعسكرية في شبوة

المهرية نت - عبدالسلام عبدالله
الثلاثاء, 21 ديسمبر, 2021 - 06:30 مساءً

تدفع المملكة العربية السعودية بكل أوراقها، للضغط على الحكومة اليمنية الشرعية، لإقالة محافظ محافظة شبوة محمد صالح بن عديو، استجابة لرغبة إماراتية، في إزاحة المحافظ عن المشهد بعد وقوفه سدا منيعا أمام لعبة الإمارات وأدواتها في شبوة.

 

في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني  2018 عين بن عديو محافظاً لمحافظة شبوة، بقرار جمهوري، في وقت كانت تشهد فيه شبوةفوضى أمنية واسعة، وفساد مستشري في كل مرافق الدولة في المحافظة.

 

تحرك بن عديو بشكل نشط، منطلقا من بوابة التنمية، وتعزيز سلطات الدولة، ومحاربة الفساد، ولقي ارتياحا واسعا والتفافا شعبيامن قوى سياسية واجتماعية مختلفة، وحققنهضة تنموية شاملة في شبوة رغم ضعف التمويل الحكومي.

 

ثلاث سنوات غير مسبوقة من التنمية والبناء، شهدتها شبوة في ظل سلطة بن عديو، وأفشلت خلالها كل المحاولات الإماراتية لملشنة المحافظة، واختفت مظاهر الفساد، وسعت السلطات المحلية بكل جهودها لانتزاع منشأة بلحاف الغازية من يد القوات الإماراتية وتشغليها، بما يعود بالنفع على المحافظة والاقتصاد الوطني بشكل عام.

 

دعم الفوضى

أنشطة المحافظ بن عديو وجهوده الحثيثة لتشغيل بلحاف، وإخراج الميليشيات الممولة من أبو ظبي، أزعجت الامارات، وأفشلت مخططها في المحافظة.

 

يقول مستشار وزير الإعلام مختار الرحبي،إن السعودية تضغط على الشرعية لإقالة بن عديو، بطريقة ابتزازية، لموقفه الحازم من تواجد القوات الإماراتية في منشأة بلحاف الغازية.

 

وأضاف الرحبي عبر حسابه على تويتر "يريدون تغيير محافظ شبوة بن عديولأنه وقف ضد مشاريع الإمارات وطلب منهم الخروج من منشأة بلحاف وإعادة تشغيلها لدعم الاقتصاد الوطني" مؤكدا أن "أي محاولة لإقالة بن عديو ليست فقط سلوكًا يهدف لاستبعاد الشخصيات الوطنية المستقلة بل عملية عدوانية ضد الشعب ومصالح الناس، لا يوجد تفسير أخر لهذا السلوك، سوى أن التحالف يضع نفسه في مواجهة مباشرة مع كل ما يمثله بن عديو من مصالح عامة".

 

ولفت مستشار وزير الاعلام إلى أن التحالف قام "بالضغط على الشرعية وتم استبعاد بن دغر بعد موقفة من عبث الإمارات في عدن وسقطرى وبعد ذلك تم استبعاد جباري والميسري والجبواني والان التحالف يمارس نفس الدور لاستبعاد بن عديو، لا يريدون اي شخصية وطنية قوية يريدون قيادات صامته خانعه لا ترفض لهم طلب".

 

وأكد المسؤول الحكومي أن الطرف الوحيد المستفيد من إقالة بن عديو-إن حدثت- هو مشروع الفوضى الذي تقوده الإمارات، وأن قبول الشرعية بهذه الضغوط يعني "مواصلة إضعاف نفسها وصولا للهاوية الأخيرة"

 

وأشار الرحبي إلى أن "بن عديو ليس معاديًا للسعودية، بل مبدئيًا ليس معاديًا حتى للإمارات، كل ما في الأمر أنه يرغب بتأسيس علاقة محترمة قائمة على المصالح المتبادلة ويرغب أن يعاملوه الأشقاء على هذا الأساس؛ لكنهم لم يعتادوا على نموذج صحي للعلاقة ويرغبون بتقويض الجميع"

 

"مناهضة بن عديو والضغط لإقالته يتساوى تمامًا مع دعم الحوثي والتواطؤ معه" بحسب الرحبي، مضيفا "أي تخريب للنماذج الوطنية الناجحة هو في نتيجته يعني دعم نقيضه، والنقيض هو الحوثي، أكثر ما يقوض الحوثي هو وجود نموذج ناجح على الجهة المقابلة أمثال بن عديو وها هم يسعون لتقويضه، حقًا ليس للحماقة قيعان".

 

من جانبه يرى الكاتب اليمني نبيل البكيري خلال تغريدة على تويتر أن إقالة بن عديو لو تمت "ستكون أغرب إقالة من نوعها في التاريخ لأن الإقالات تأتي لتغيير شخص فاسد أو عاجز أو فاشل، أما أن تأتي لإقالة أنجح مسؤول حكومي في الشرعية منذ سبع سنوات فهي قمة الفكاهة والفنتازية السياسية على الإطلاق".

 

عقاب الجهود الوطنية

مشكلة السعودية والامارات في اليمن تتجاوز شبوة، والمحافظات المحررة، وليست وليدة اللحظة، فهي تتعلق بالتنمية، في نظر مراقبين.

 

يقول الصحفي فهد سلطان أن "الإمارات والسعودية لهم موقف مسبق من التنمية" في اليمن، لافتا إلى أن التحالف السعودي الاماراتي "لم يدعم أي جانب تنموي مطلقا خلال سبع سنوات من الحرب، بل تم تعطيل أي مبادرة في هذا الجانب، واحتلال الجزر وتعطيل الموانئ وإيقاف المطارات يأتي في هذا السياق".

 

وفي حديثه لـ "المهرية نت" أشار سلطان إلى أن "الثلاثة الأعوام الماضية كانت الصورة أكثر وضوحا فيما يتعلق بموقف السعودية والإمارات من التنمية في اليمن، من خلال احتلال المهرة، والسيطرة على حضرموت وترك مأرب وحيدة ومحاصرة الجيش ونزع مخالبه".

 

وأكد سلطان أن التحالف السعودي الإماراتيأبعد"كل الأصوات التي تقدم خطابا وطنيا جامعا، من بن دغر إلى الميسري والجبواني ورمزي محروس، والتحريض ضد محافظ مأرب" لا فتا إلى إن "محاصرة مأرب تأتي في هذا الاتجاه حين رفض التحالف اقتحام صنعاء وساهم في إعادة حصار مأرب".

 

وبحسب سلطان فإن "شبوة اليوم لأنها رفضت الإملاءات وتطالب بتحرير منشأة الغاز الأكبر في اليمن (بلحاف) وتطالب بإخراج الإمارات وعطلت أي تخريب للإمارات فيها تعاقب اليوم عبر إبعاد المحافظ الذي شهد له الجميع بالجهود التي يبذلها في تنمية المحافظة".

 

ودعا سلطان أبناء شبوة إلى رفض أي خطوة تستهدف محافظتهم، مضيفا "هذه المحافظة منذ ثورة سبتمبر وهي مغيبة وتستنزف ثرواتها ولا يستفيد أبنائها أبدا، وهي المرة الأولى التي تبدأ هذه المحافظة في التنمية ويعرف أبنائها شيء من مفهوم الدولة ولذلك يراد وقف هذه الخطوات وهذه العجلة، وبالتالي يفترض أن يكون هناك موقف قوي وصارم من قبل القبائل وأبناء المحافظة وخلفهم كل أبناء الشعب اليمني".

وفي تغريدة على حسابه في تويتر قال سلطان "المسؤول الذي يطالب بإطلاق سراح مؤسسات الدولة المختطفة، والمنشآت الحيوية التي تحولت إلى سجون وثكنات عسكرية، وفتح المطارات المعطلة والموانئ المحتلة أمام حركة البضائع يستحق العقاب والتغيير والتأديب، هذه هي نجدة التحالف لدعم الشعب اليمني، وهذه هي السعودية ودعمها الأخوي لمواجهة إيران!"

 

مسار كارثي

من جانبه أكد البرلماني علي المعمري أن إقالة بن عديو "سيكون برهان إضافي على أن البلد يذهب في مسار كارثي عنوانه انعدام المسؤولية، ووضعه رهن أمزجة أنانية لاتكترث لمصلحة اليمنيين، وأن أي خطوة بهذا الاتجاه، عمل كارثي لا يمكن فهمه خارج سياق المساعي الهادفة لتدمير وتفكيك البلاد".

 

وأضاف عبر حسابه على تويتر "عندما أصبحت شبوة رقما صعبا في مواجهة التفكيك يتم التآمر على محافظها ومحاولة إزاحته، على أصحاب القرار أن يتحسبوا لوقع هذا الامر على الناس الذين يساندون الشرعية ولايزال لديهم بعض الأمل في أنها تدرك خطورة التخلي عن رجالها".

البرلماني شوقي القاضي، بدوره اتهم الرئيس هادي، ونائبه وحكومة عبدالملك، بالتآمر على الشرعية،بالتخلص من قياداتها الميدانيين، مضيفا في تغريدة على تويتر "إذا صحَّتْ تسريبات إقالة بن عديو من محافظة شبوة فهو اليقين بأن الرئيس هادي ونائبه محسن وحكومة معين يطلقون النار على أقدامهم بل ويتآمرون على الشرعية"

 

وكتب عبدالكريم عمران على حسابه بتويتر "بن عديو المحافظ الوحيد في المحافظات الجنوبية الذي ما يزال يؤمن الشرعية والوحدة اليمنية ويعمل تحت امرة الحكومة الشرعية، وتغييره حسب طلب الانتقالي والامارات، يعني اخراج شبوة عن سلطة الشرعية واستكمال مشروع الانفصال على ارض الواقع".

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية