آخر الأخبار

تصعيد الانتقالي في حضرموت تنفيذاً لأجندات خارجية بدعوى انتزاع الحقوق (تقرير خاص)

اجتماع للانتقالي في حضرموت اليوم الأربعاء

اجتماع للانتقالي في حضرموت اليوم الأربعاء

المهرية نت - عبدالسلام عبدالله
الاربعاء, 15 ديسمبر, 2021 - 08:17 مساءً

دفع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، مؤخرا، بأدواته للتصعيد عسكريا، في محافظة حضرموت، ضمن خطوات الضغط على الحكومة الشرعية وقواتها العسكرية المتواجدة في المحافظة.

 

منذ الأربعاء 8 ديسمبر/كانون الأول 2021 نصبت كتلة وجامع حضرموت، الموالية للمجلس الانتقالي، نقاط مسلحة في وادي العين ومنطقة الردود والعليب وعقبة عصم وغيرها، ومنعت الناقلات من الدخول والخروج إلى وادي حضرموت.

 

وأيدت الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي في محافظة حضرموت، في بيان، التصعيد الذي تقوم به مجاميع في منع تصدير النفط من المحافظة، مطالبة جموع المواطنين والنخب والمنظمات المدنية بدعمه.

 

مصدر تمويل

يرى الناشط محمد علي جابر، أن المجلس الانتقالي بتصعيده الأخير "يعمل على تخفيف الضغط على الحوثي حيث يقطع كل الإمدادات الغذائية والدوائية والوقود على كل المحافظات المحررة وخاصة شبوه ومارب ويسهم إسهاما كبيرا للضغط على الحكومة لفتح ميناء الحديدة للحوثيين دون قيود أو شروط".

 

وأضاف جابر في حديثة لـ "المهرية نت" أن الانتقالي "يبحث عن مصادر تمويل فهو بهذا يضغط على السلطات المحلية في بعض المحافظات كحضرموت والمهرة ليحصل على نسبة من الجبايات غير القانونية التي تفرضها السلطات المحلية حيث تضاف جبايات على المواد المستوردة عبر ميناء والمكلا ونشطون وتضاف إتاوات على المشتقات النفطية لصناديق تم إنشاؤها بقرار محلي".

 

وأكد أن الانتقالي عبر أداوته في حضرموت "يساوم إما أن يعطى له نصيب أو سيقوم بالعرقلة" وأن التصعيد الأخير جاء للضغط بهدف "حصول شركات أنشأها المجلس الانتقالي في حضرموت على مقاولات في شركات النفط ولهذا السبب هم يقطعون الطرق فقط على البضائع ولا يقطعون صادرات النفط ليوجهوا رسالة إيجابيه لشركات النفط أننا سنقوم أيضا بحماية مصالحكم والحفاظ عليها".

 

ولفت جابر إلى أن الانتقالي لم يقدم أي خدمة لحضرموت وأبنائها، بل أنه يزج بعامة الناس في مشاكل لا حصر لها تحت عنوان انتزاع الحقوق، مضيفا "من يعاني الآن من هذا التصعيد هم المواطنون والتجار ومالكو الناقلات الذين ليس لهم لا ناقة ولا جمل وليسوا من المتنفذين".

 

سلطات حضرموت المحلية وعلى رأسها المحافظ فرج البحسني، بدت "مسلوبة القرار" في نظر جابر، و "من يتحكم في حضرموت وخاصة ساحله هي الإمارات وقوات لواء بارشيد وجل منتسبيها من الضالع وردفان ولديهم قوه ضاربة تفوق قوة النخبة الحضرمية، وقائدها عبد الدائم الشعيبي هو الحاكم العسكري لحضرموت دون منازع" بحسب جابر.

 

تنفيذ أجندات خارجية

"تصعيد المجلس الانتقالي ليس بجديد وكل فترة يعلن عن تصعيد" ويقول الصحفي عباس الضالعي، إن "الانتقالي ليس صاحب قرار التصعيد وإنما ينفذ توجيهات من الخارج وقرار المجلس في أبو ظبي والرياض لأنه تم إنشاؤه كأداة لتنفيذ أجندات خارجية".

 

وأضاف الضالعي في حديثه لـ "المهرية نت" أن "السعودية والإمارات يتشائمون من أي استقرار في أي محافظة وحضرموت واحدة من المحافظات التي تشهد استقراراً نسبياً وهذا الأمر يزعج تحالف السعودية والإمارات ويعتبر تضارباً مع أهدافهما غير المعلنة وهو تفكيك وتمزيق اليمن".

 

الحكومة اليمنية الشرعية في نظر الضالعي "هي الأخرى لا تمتلك قرارها وهي عبارة عن إدارة صغيرة لتنفيذ التعليمات من سفارة السعودية والإمارات والحكومة لا تهتم لمصالح الناس أو مصلحة اليمن بشكل عام وكل همها إرضاء الممول الذي يدفع فواتير الإقامة بالخارج، وعمليا لا يوجد لليمن حكومة بالمعنى والمهام المعروفة".

 

وأكد الضالعي أن "من يقف وراء الانتقالي يستغل غياب الدولة ويستغل الأوضاع المعيشية الصعبة للناس وغياب الخدمات والانتقالي عبارة عن جهاز تنفيذ فقط والجميع يعرف أن السعودية والإمارات لهما مخططات في المحافظات المستقرة وخاصة المهرة وحضرموت وشبوة وهما مع أي فوضى تنهي حالة الاستقرار هذه".

 

تحركات الانتقالي الجنوبي العسكرية خطرا كبيرا يداهم محافظة شبوة، الصامدة في وجهة ميليشيات الانتقالي من جهة والحوثي من جهة أخرى.

 

يقول الضالعي "إذا سيطر الانتقالي على حضرموت ستكون شبوة في اليد لأنها أصبحت مطوقة بالمليشيات من كل جهة وهذه هي إستراتيجية تحالف السعودية والإمارات بتدمير وتفكيك اليمن تحت عنوان إعادة الشرعية التي تم تفكيكها وتحويلها إلى غرف الفنادق".

 

ويعتقد الضالعي أن تحركات الانتقالي في حضرموت "ليس لها علاقة بالأوضاع المعيشية للناس" وأن "الموقف في حضرموت بيد أبنائها وعليهم حماية الاستقرار الذي تنعم فيه ويرفضون أي مشاريع للفوضى".

 

نشر الفوضى

على النقيض من ذلك يعتقد القيادي في المقاومة الجنوبية عادل الحسني أن تواجد المجلس الانتقالي في حضرموت يشكل نسبة 10% فقط ولا يشكل أي خطر على محافظة شبوة، خصوصا وأن جل المعسكرات في حضرموت تابعة للشرعية وترفع علم الجمهورية اليمنية ولا يمكن أن تتوجه إلى شبوة.

 

وقال الحسني في تصريح خاص لـ "المهرية نت" أن90% من أبناء حضرموت يعارضون الانتقالي ولا يمثلهم مطلقا وأن المجلس ينشط في مناطق معينة في الجنوب كالضالع ويافع وردفان ماعدا ذلك مستواه ضعيف جدا وأدائه وشعبيته".

 

وأكد الحسني أن التواجد العسكري للانتقالي في حضرموت ضعيف جدا، مضيفا "هناك معسكر بارشيد فيه مجاميع من الضالع ويرفع علم الانفصال وهناك معسكرات تابعة للإمارات لكن غالبية حضرموت سواء كان في الوادي أو في الصحراء لا تعترف بمعسكرات الانتقالي ولا بعلم الجنوب ولا بعيدروس الزبيدي وهاني بن بريك".

 

 وبحسب الحسني فإن " لواء بارشيد قوامه حوالي 1500 فرد والمتواجدين فيه حوالي 500 فرد وفيه أسلحة خفيفة ومتوسطة وبعض المدافع والرشاشات وليس هناك تسليح نوعي في هذا اللواء حتى الآن".

 

ولفت القيادي الجنوبي إلى أنه "في حالة توجهت القوات الموجودة في عدن وأبين باتجاه شبوة قد يتزامن هجوم لواء بارشيد وربما تسعى الإمارات في ساعة الصفر إذا أرادت تسليحه؛ أما منفردا فهو لا يستطيع أبدا التوجه نحو شبوة".

 

وأوضح الحسني أن "التحركات الأخيرة التي حصلت -مؤخرا- في حضرموت لا شك أن الإمارات تغذيها وتعتقد أنها ستجعل من حضرموت نموذجاً آخر لعدن في الفوضى حتى يتسنى لها البقاء في السواحل والجزر اليمنية" مضيفا "عند إشغالك المواطنين بأهداف أخرى يتسنى لك السيطرة على الأماكن التي تريدها".

 

ودان الحسني الأعمال المسلحة التي نفذها موالون للانتقالي قائلاً: "هذا عمل مدان وجبان ويستنكره أبناء حضرموت وهذه المجاميع تتبع الإمارات"

 

وأضاف "إذا كانوا -المسلحين- صادقين وجادين في قضية تهريب النفط وتصديره فهو يُصدر من ميناء الضبة الواقع تحت سيطرة القوات الإماراتية".
 

وفي يوم الإثنين 13 ديسمبر/كانون الأول 2021 أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي جملة إلكترونية واسعة، عبرت عن رفض أبناء حضرموت مساعي ملشنة المحافظة وتنفيذ مخططات الفوضى والتحركات المسلحة خارج مؤسسات الدولة الرسمية تحت ذريعة المطالبة بحقوق حضرموت.

 

وتحت وسوم "#لا_لملشنه_حضرموت" و"#تنميه_وادي_حضرموت_تغيظ_المرتزقه" أكد المشاركون على انحياز حضرموت إلى جانب مؤسسات الدولة، منددين بانجرار بعض المكونات الطارئة على المشهد الحضرمي، وراء تحقيق مطامع جهات من خارج المحافظة تحت شماعة تدهور الأوضاع المعيشية وانهيار العملة.

 




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية