آخر الأخبار

ناطق نقابة المعلمين للمهرية نت : رواتب المدرسين لا تساوي 50 دولارا وبعضهم تعرضوا للاغتيال

يحيى اليناعي

يحيى اليناعي

المهرية نت - حوار خاص
الإثنين, 13 ديسمبر, 2021 - 10:21 صباحاً

قال المسؤول الإعلامي في نقابة المعلمين  يحيى اليناعي، إن المعلمين في المحافظات  المحررة، يعانون من أوضاع متردية جراء تدني رواتبهم مقارنة بالارتفاع الجنوني للأسعار.

 

وأكد اليناعي في حوار خاص مع "المهرية نت"  إقدام 3 معلمين على الانتحار بعد أن عجزوا عن تسديد إيجار المنازل، والوفاء باحتياجات عوائلهم.

 

ولفت المسؤل النقابي إلى أن رواتب المعلمين أصبحت لا تساوي 50 دولار ، مؤكدا توقف العلاوات السنوية منذ انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية في 2014.

 

وأشار إلى أن الانتقالي الجنوبي يعمل على تسييس التعليم في المحافظات التي يسيطر عليها، مؤكدا تأثر العملية التعليمة  جراء إضراب المعلمين العام الفائت، الذي دعا إليه الانتقالي، وحرمان الطلبة من فصل دراسي كامل.

 

وحذر من "حالة من الفوضى التي لا يمكن التكهن بنتائجها" جراء الاستغلال السياسي للعملية التعليمية.

 

وأكد اليناعي "تعرض البعض من التربويين للانتهاكات، وأدى غياب الدولة وأجهزتها الأمنية-في المحافظات الجنوبية- لحدوث عمليات اغتيال بحق عدد من الكوادر التربوية"

 

ولفت إلى أن أي دعوة للانفصال ستؤثر على وحدة التعليم والنسيج الاجتماعي، ولن يستفيد منها أحد سوى الحوثي وعملاء إيران. 

 

فإلى نص الحوار:

* في البداية ما تقييمك لوضع التعليم في المحافظات المحررة من سيطرة الانقلاب الحوثي بشكل عام؟

 

رغم أن التعليم فيها يسير بصورة مقبولة وجيدة نسبيا، إلا أنه لا يمكن إغفال تأثير الانقلاب الحوثي والحرب التي أحدثت تصدعات كبيرة في المنظومة التعليمية في اليمن كاملا، بما في ذلك المحافظات المحررة.

 

مشكلة المعلمين والتعليم تبدو ثانوية خلال الحرب مقارنة بغيرها من المشاكل.

 

الانقلاب جعل اهتمام الدولة والحكومة يتحول إلى الشأن العسكري لاستعادة الشرعية وتحرير المناطق التي يسيطر عليها الحوثي، رغم أن تجاهل التعليم ينذر بعواقب وخيمة على المدى القريب.

 

لقد كان للانقلاب تداعيات وتأثيرات سلبية عديدة على التعليم في المحافظات المحررة، فقد تسبب في نزوح آلاف الطلاب إلى المحافظات المحررة، وهو ما شكل عبيء على المدارس والعملية التعليمية.

 

والانقلاب تسبب أيضا في توقف بناء المزيد من المدارس في المحافظات المحررة لاستيعاب الزيادة السنوية في أعداد السكان والطلاب.

 

كما تسبب في تدهور القيمة الشرائية لراتب المعلم، وتدهور الوضع المعيشي للتربويين وهو ما انعكس سلبا على جودة العملية التعليمية وقدرتهم على أداء واجبهم بالشكل المطلوب.

 

* ما الدور الذي لعبه التعليم والمعلمون في المحافظات المحررة للتخفيف من آثار الانقلاب على الطلاب؟

لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي تقوم به الإدارات التربوية والمعلمين في المحافظات المحررة في الحفاظ على استمرار التعليم بهويته الوطنية.

 

وكذا دور آلاف المعلمين الذين يرابطون على خط المعرفة، ويحرسون أحلام الصغار،  ويخففون من ارتدادات الانقلاب والحرب على الناشئة، ويحفظون الطفولة من أن تغدو مستقبلا قابلا للتفخيخ، وينشغلون رغم ظروف المعيشة القاسية بالمدارس التي استودع فيها الصغار أحلامهم وشغفهم.

 

في المحافظات المحررة يقود المعلمون طلابهم نحو آفاق المستقبل والحياة، بينما التعليم في مناطق سيطرة الحوثي يحاصر ملايين التلاميذ بثقافة العنف والكراهية، ويرتد إلى الوراء، للأزمنة الغابرة والمثقلة بذاكرة الدم وأحقاد التاريخ.

 

إهمال حكومي

* يشكو التربويون في مناطق سيطرة الشرعية أن رواتبهم لا تكفي لإعالة أسرهم، كيف ترى الحكومة  ووزارة التربية والتعليم خصوصا هذه النقطة؟

 

النقابة تعمل في ظل استمرار الانقلاب الحوثي والحرب لضمان تحقيق زيادة في الأجور والمرتبات والرفع من القدرة الشرائية للمعلمين في المحافظات المحررة.

 

ونؤكد بأن الحكومة ملزمة بالتدخل لتحسين مستوى معيشة التربويين التي تدهورت بفعل الانقلاب وما نتج عنه من ارتفاع جنوني في الأسعار، وانخفاض متواصل لقيمة الريال اليمني أمام الدولار وباقي العملات.

 

يقع على عاتق الحكومة ووزارة التربية تحقيق زيادات متوالية في مرتبات المعلمين بما يؤمن حياتهم وحياة أسرهم وأطفالهم.

* كم أصبح راتب الأستاذ في مناطق سيطرة الشرعية مقارنة بالدولار؟ وهل هناك مصادر مالية إضافية كالحوافز والعلاوات؟

 

متوسط راتب المعلم 60 ألف ريال، أقل من 50 دولار، والعلاوات السنوية توقفت منذ الانقلاب.

 

* لتدني أجورهم وارتفاع الأسعار لجأ بعض المعلمون إلى أعمال أخرى بعضها شاقة، ما أثر ذلك على نفسياتهم؟

 

تعد الحروب نقطة تحول لأوضاع غير مستقرة في حياة الأفراد والمجتمعات والمؤسسات، وغالبا ما ينتج عنها تغير عميق يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية شديدة الأثر وطويلة المدى إذا ما كان الناس غير مستعدين أو غير قادرين على مواجهتها أو الحد من مخاطرها.

 

المعلمون كغيرهم صدموا بشكل غير متوقع، حين باتوا غير قادرين على توفير متطلبات الحياة الأساسية لأسرهم وأطفالهم.

 

وقد نجم عن هذا الوضع المرير والقاسي إقدام 3 معلمين على الانتحار بعد أن عجزوا عن تسديد إيجار المنازل، والوفاء باحتياجات عوائلهم.

 

فالفقر الناجم عن استمرار الانقلاب والحرب وتوقف مصادر الدخل وانعدام فرص عمل بديلة قد يحفز للإقدام على الانتحار، كما ينجم عنه مشكلات نفسية بدرجات متفاوتة "عالية ومتوسطة ومتدنية".

 

فمن شأن الحروب المطولة أن تجعل الناس بمن فيهم التربويين عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب والاضطراب والألم والصدمات النفسية، والخوف والحزن، والشعور بالاحباط والضياع، وعدم اليقين، وعدم الرضا، وتدني مستوى الانجاز والمبالغة في ردات الفعل وصعوبة التعامل مع الآخرين في البيت أو العمل والانسحاب الاجتماعي والعزلة بعيدا عن الآخرين.

 

كيف يرى يحيى اليناعي إهمال الحكومة للمعلمين في المحافظات الجنوبية؟

 

نحن نقف مع المعلمين في المحافظات الجنوبية، ونتضامن مع كل مطالبهم.

 

وقد دعونا الحكومة لمنح التعليم والمعلمين في هذه المحافظات وفي كل المحافظات المحررة أهمية قصوى في برامجها وجدول اهتمامها وأعمالها اليومية.

 

تسييس التعليم 

كيف ترى سير التعليم بعد انقلاب الانتقالي على السلطات الشرعية في عدن؟

تأثر التعليم بما حصل إلى حد ما،  وخصوصا عندما جرى تسييس إضراب المعلمين العام الفائت وحرمان الطلبة من فصل دراسي كامل.

نأمل أن يكون قد تم تلافي ذلك في ضوء اتفاق الرياض وعودة الحكومة إلى عدن وإنهاء الانقلاب.

 

ما أثر ذلك -الانقلاب- على العاملين في قطاع التعليم؟

تعرض البعض من التربويين للانتهاكات، وأدى غياب الدولة وأجهزتها الأمنية لحدوث عمليات اغتيال بحق عدد من الكوادر التربوية، وآخرهم الأستاذ ايهاب باوزير والأستاذ صالح فضل.

 

أنشأ الانتقالي نقابة موازية لنقابة المعلمين اليمنيين، كيف أصبح حضور الأخيرة في المحافظات التي يسيطر عليها الانتقالي؟ وهل تعتبر هذه خطوة أولى لفصل التعليم؟

لعبة تقسييم الكيانات المدنية ومؤسسات الدولة والجغرافيا محفوفة بالمخاطر.

لعبة ستجعل من الجنوب ينقسم على ذاته ومن عدن وكل محافظة تنقسم على نفسها، وستدفع أبناء اليمن للمزيد من الانزلاق في الحرب والفوضى.

فكل المؤشرات والمعطيات تؤكد أن اليمن في ظل الوضع الراهن لا تقبل القسمة على دولتين، وإن حصل ذلك فستنقسم إلى عدة دويلات متصارعة ومتناحرة.

 

إن العالم اليوم في طريقه الى التكتل للتغلب على المصاعب والبحث عن موقع في النظام الدولي للعب دور فعال وحيوي، بينما تشهد الدول التي ذهبت نحو التفكك حالة من عدم الاستقرار والوفوضى لأن الغوص في المشكلات الحقيقية التي تهدد الكيانات والدول وإيجاد حلا عادلا لها هو الضامن لأمن واستقرار الدول ولا يعد الانفصال إلا هروبا من هذه الحلول.

 

تتقسم الدول فيذهب كل شطر بمشاكله التي كانت سببا في رفع لافتة الانفصال ثم لا تلبث هذه المشاكل أن تطفو على السطح فتبدأ القلاقل وأعمال الفوضى، لأن الانفصال لم يكن حلا حقيقيا يضمن تداول السلطة والتوزيع العادل للثروة، فعادة ما تستأثر النخب السياسية التي تحتكر لنفسها مسألة النضال بكل شيء ويكون هذا مدخل لصناعة الاحتقانات وتكتشف الجماهير التي حركتها العاطفة أنها كانت مخدوعة وتبدأ من هنا الدعوة للانفصال والتفكك على اعتبار أن التجربة لا زالت وليدة.

 

لدى اليمن اليوم فرصة ذهبية لإصلاح منظومة الحكم بعد التخلص من الانقلاب الحوثي والبناء على مخرجات الحوار الوطني لإيجاد الحلول الضامنة للشراكة العادلة في السلطة والتوزيع المتوازن للثروة وفق نظام لا مركزي يعطي الأقاليم صلاحيات واسعة في تنظيم شؤونها وإدارة مواردها.

 

ما أضرار الاستغلال السياسي للعملية التعليمية على الطلاب ومستواهم الدراسي؟

التعليم يشكل اللبنة الأساسية في البناء للمجتمعات، وتسييسه سيولد حالة من الفوضى التي لا يمكن التكهن بنتائجها.

 

 

منذ انقلابه في عدن هل لجأ الانتقالي إلى تغييرات في المناصب التعليمية المختلفة؟

لم يفعل ذلك غالبا، ونتمنى أن لا يضعوا أنفسهم في سلة واحدة مع الحوثي من خلال مجاراته في تسييس التعليم وتجريف الهوية.

 

اعتداءات كثيرة تعرض لها تربويون في المحافظات الجنوبية, هل هناك إحصائية رسمية بذلك؟ وما أبرز تلك الانتهاكات؟ ومن الجهات المتورطة بذلك؟

الحوثي هو عدو التعليم والمعلمين الأول.

ونحن في النقابة نؤكد بأن مسلسل الانتهاكات بحق الكوادر التربوية بدأ بعد الانقلاب الحوثي، وأنه مسؤول بالدرجة الأولى عن كل انتهاك طال معلمي اليمن منذ ذلك التاريخ.

أما أبرز الانتهاكات فهي جرائم الاغتيال، والسلطات في عدن تجري تحقيقاتها حول الجهات المتورطة.

 

المناهج وخطاب الانفصال

الانتقالي أعلن عزمه تغيير المناهج، هل تتوقع إقدامه فعلا على تنفيذ هذه الخطوة؟ وما أثر ذلك على التعليم في المحافظات الجنوبية؟

لقد أعلن بعض المحسوبين عليه عن نيتهم في إجراء تغييرات على المنهج، لكن العقلاء تدخلوا، لأنهم لا يقبلوا أن يكونوا نسخة ثانية من الحوثي، ولا يسمحوا لأنفسهم بأن يكون الحوثي هو قدوة لهم فيما قد يفعلوه تجاه التعليم والوطن ككل.

 

 

الحكومة اتهمت الانتقالي بتسميم عقول الطلاب، هل هناك إجراءات فعلية للانتقالي على الأرض مخالفة بشأن التعليم؟

لا يوجد.

هناك بعض التصرفات التي قام بها أفراد معدودين، ويبدو أنهم يخدموا الحوثي في عدن والمحافظات الجنوبية، ويحاولوا الإساءة لأبناء هذه المحافظات.

 

مع الدعوات المستمرة للانقتالي للانفصال، برأيك ما أثر ذلك على وحدة التعليم؟

أي دعوة للانفصال ستؤثر على وحدة التعليم والنسيج الاجتماعي، ولن يستفيد منها أحد سوى الحوثي وعملاء إيران.

 

تبني مشاريع التقسيم هي النار التي تلعب بها إيران وجهات دولية لتمزيق اليمن، وهو ما يهدد بإلقاء دول الجوار في قلب النيران المشتعلة، كون التقسيم سيحفز ويشجع الطامحين والموتورين لمحاولة الخروج على دولهم وإنشاء دويلات قائمة على هويات ضيقة ومشاريع صغيرة.

 

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية