آخر الأخبار

"احتلال مبطن" ... عودة الحقبة البريطانية إلى الأراضي الجنوبية لليمن (تقرير خاص)

احتفال مليشيا الإمارات في سقطرى بذكرى الاستقلال

احتفال مليشيا الإمارات في سقطرى بذكرى الاستقلال

المهرية نت - عبدالسلام عبدالله
الخميس, 02 ديسمبر, 2021 - 11:34 مساءً

احتفل اليمنيون، أمس الأول الثلاثاء، 30 نوفمبر/ تشرين الثاني بالعيد الوطني الـ54 لذكرى الاستقلال، وخروج آخر جندي بريطاني من عدن.

 

غادرت بريطانيا عدن بعد 128 عام، حيث استمر الاحتلال البريطاني للأراضي اليمنية، من 19 يناير/كانون الثاني 1839م وحتى 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1967م.

 

احتفال الشارع اليمني بعيد الاستقلال يأتي في ظل انقسامات عدة، وظهور مشاريع كثيرة مغلفة بالوطنية، وتواجد قوات عسكرية أجنبية في الأراضي اليمنية، واتهامات متبادلة بين أطراف الصراع المختلفة بالعمالة والارتهان للخارج.

 

المشهد الحالي في اليمن، وما آلت إليه الأوضاع السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاجتماعية، تعيد الذاكرة إلى حقبة الاستعمار البريطاني لأراضي اليمن الجنوبية.

 

وفي مشهد مثير للسخرية أحيا الانتقالي الجنوبي فعالية جماهيرية، في جزيرة سقطرى، احتفاء بذكرى الاستقلال، رافعا علم الامارات في الفعالية، كما قدم رئيس الانتقالي في المحافظة المدعو " رأفت الثقلي" الشكر للإمارات التي تحتل الجزيرة، وتمول الميليشيات للعبث بها.

 

تواجد بريطاني حقيقي

 

يرى عضو المجلس العسكري في المقاومة الجنوبية اليمنية، عادل الحسني، أن الاحتفال بذكرى الاستقلال "يجدد في الناس روح التحدي والنضال"، مؤكدا أن "ما يجري اليوم على الأرض اليمنية شبيه بما جرى في الماضي، مع اختلاف الأدوات والمسميات لكن المحصلة واحدة".

 

وفي حديث خاص بـ "المهرية نت" قال الحسني إن "الامارات مجرد قفازات للدول الكبرى في المنطقة، أهمها بريطانيا، والعلاقات الإماراتية البريطانية معروفة للكل".

 

ولفت القيادي الجنوبي إلى أن "التواجد البريطاني في حضرموت والمهرة مكشوف في ميناء الضبة ومطار الغيضة وسيحوت".

 

الاحتلال السعودي والاماراتي للأراضي اليمنية "احتلال مبطن" في نظر الحسني، مؤكدا أنه "احتلال دولي بحجة الحفاظ على المياه الدولية ومكافحة الإرهاب والقرصنة، لكن في حقيقة الأمر أنها سيطرة تامة على البلد وأصبحت اليمن تحت الوصاية الدولية".

 

ويعتقد الحسني أن موقع اليمن الاستراتيجي وسيطرتها على باب المندب، ووقوع جزيرة سقطرى على "خط الحرير" الذي تعتزم الصين تشغيله، وتعترضه أمريكا، جعلها -اليمن- جزء من مشكلة عالمية، بالإضافة إلى أن "سقطرى ستكون في الوسط -في خط الحرير- وستكون اليمن حاصلة على أولوية كبيرة في قضية الموانئ اليمنية وهذا سيؤثر على الموانئ الامارتية التي تدر بمئات المليارات على الامارات" وفق الحسني.

 

وأضاف الحسني "الحرب ظاهرها عودة الشرعية والقضاء على الحوثي والحقيقة أنه لا يوجد مطلقا أي نية في ذلك وانما سيمررون مشاريعهم ويبقون في باب المندب وجزيرة سقطرى وميون والمهرة والسواحل والأماكن الاستراتيجية وسيمنعون قيام الدولة وسيبقون الكنتونات والمعسكرات والميليشيات تتصارع في اليمن".

 

وقد أنشأت الامارات وحدات عسكرية خارج إطار وزارة الدفاع اليمنية، تأتمر بأمرها في المحافظات الجنوبية، كالأحزمة الأمنية، والنخب، بالإضافة إلى قوات "طارق صالح" في الساحل الغربي.

 

إعادة إنتاج

 

ويقول الصحفي عبدالرحمن جابر أن "الأدوات التي استعملها البريطانيون ضمن السياسة الاستعمارية تكاد تكون هي ذاتها الأدوات التي تستخدمها الإمارات اليوم للتمكين لنفوذها في جنوب اليمن".

 

وبحسب جابر فإن "انتهاج الإماراتيين لتلك الأساليب البريطانية ربما لأن الإماراتيين أدركوا فعالية الأدوات التي استخدمها البريطانيون من قبل، بالإضافة لوجود ظروف ومعطيات يمنية قديمة وحديثة لا مجال للحديث عنها في هذا السياق، لكنها تتعلق بالذهنية القابلة للاستعمار التي تحكم النخبة التي تتصدر المشهد الجنوبي اليوم أكثر من كونها تتعلق بالشعب الذي يثبت يوما بعد آخر أنه أكثر وعيا ومسؤولية من نخبته الحاكمة"

 

وفي حديثه لـ "المهرية نت" يضيف جابر "هذه المعطيات المتداخلة جعلت الإماراتيين الذين يعيشون حاليا داخل ذهنية المستعمر القوي يرون أنهم باتوا يمتلكون المؤهلات الكافية لغزو الشعوب الأخرى وتقرير واقعها ومصائرها - خصوصا بعد الإعلان عن تطبيع العلاقات الإماراتية الإسرائيل، والتحالفات الخفية التي سبقتها على أكثر من مستوى – أن يتدخلوا في اليمن بهذه الطريقة القسرية والعبثية".

 

وأكد أن "محاولة الإماراتيين إعادة إنتاج الواقع البريطاني في جنوب اليمن يدفع باتجاه التكهنات التي تؤكدها كثير من المستجدات على الساحة اليمنية في أن البريطانيين لابد وأنهم يقفون وراء هذا الدور التخريبي الذي تمارسه الإمارات في اليمن".

 

من جانبه يقول رئيس تحرير موقع "هنا عدن" أنيس منصور في تغريدة على حسابه بموقع تويتر "كم هو مؤلم ان يعود الاحتلال نفسه عبر قطيع المرتزقة والفتنة وعودة سياسة فرق تسد وملشنة الوطن وتغيب كل مفردات الدولة".


 

مواجهة الاحتلال

 

بحسب القيادي الجنوبي عادل الحسني فإن "مشروع الامارات للتغيير الديمغرافي في جنوب اليمن فشل فشلا ذريعا ولم يعد لديهم إلا مشاريع تمزيق وتفتيت أواصر المجتمع أما تغيير الديموغرافيا الجنوبية وتزييف الهوية الوطنية لأبناء الجنوب فقد فشل بخروج أبين وشبوة وحضرموت المهرة عن سيطرتهم". 

 

ويقول الصحفي عبدالرحمن جابر "مع كل تلك المعطيات المقلقة التي تشهدها الساحة اليمنية لا يمكن لليمنيين أن يتناسوا أبدا أنهم سبق وغيروا مسار التاريخ، وخلقوا وجودا يمنيا حرا من عدم الفرصة الضائعة، وكان تلك الثورة اليمنية الخالصة قد قامت حينها في وجه أعلى المستعمرين في الأرض حينها وأثبتت مهارتها أمام كل إمكانيات القوة وعوامل البطش وسياسات التوغل التي كان يستحوذ عليها خصمها".

 

وأضاف "لا ينبغي لليمنيين تجاهل أنهم اجترحوا انتصارات مذهلة على أعدائهم في لحظة تاريخية كانوا فيها الحلقة الأضعف والفاعل الأقل حضورا بين كل القوى المتصارعة، وهم اليوم قادرين أكثر على تكرار تلك الملاحم الوطنية وليس في جولات عديدة فحسب، بل وحتى بالضربة القاضية".

 

"استنساخ الإماراتيين للتجربة البريطانية في احتلال اليمن، بقدر ما يعقد الأمر فإنه قد يسهم أيضا عند إدراكه في ابتكار وتطوير آليات المواجهة معهم" وفق جابر.

 

وترى الناشطة اليمنية في مجال حقوق الانسان زهراء باعلوي أن "طرد اي احتلال ورفع الوصاية الدولية" عن اليمن ضرورة ملحة من أجل العيش "بأمن وبشراكة وطنية حقيقية بين كل مكونات المجتمع" بحسب تغريدة على حسابها في تويتر.


 

 

فشل مشروع الاحتلال

 

لا يمكن الحديث عن دولة الإمارات وأدوارها في اليمن دون السعودية، فالدولتان متخادمتان، ويجمعهما هدف استراتيجي وهو تفكيك اليمن، وتمزيق نسيجه الاجتماعي، وخلق كيانات عنصرية ومناطقية، لضمان ديمومة بقاء الرياض وأبوظبي فاعلتين في المشهد اليمني، بحسب الصحفي أشرف الفلاحي.

 

وأضاف الفلاحي في تصريح خاص لـ "المهرية نت" أن الامارات "هدفت وبرضى من السعودية منذ الوهلة، على بناء نفوذ لها عبر تمويل المشاريع المناطقية والعنصرية المقيتة في محافظات الجنوب اليمني، وألقت بكل ثقلها على تدعيم هذا المشروع بميليشيات مسلحة، مستغلة بذلك، ترهل الدولة اليمنية بفعل الانقلاب الحوثي عليها، وتدخلها إلى جانب المملكة تحت شعار إنهاء الانقلاب".

 

ويعتقد الفلاحي أن المخطط من إثارة الخطاب المناطقي " فرض مشروع الانفصال في الجنوب، بما يمهد لقيام دولة تتناغم مع أفكارها، وطروحاتها في المنطقة" مؤكدا أن "بوادر فشل هذا المخطط تتبدى كل يوم".

 

من بوادر المخطط الإماراتي، وفق الفلاحي "أن الكيان المناطقي الذي أنشأته أبوظبي في محافظات جنوب اليمن، والمنادي بالانفصال، أضحى غريقا في الصراع المناطقي، الذي وصل حد الاشتباكات المسلحة بعدن، بالإضافة إلى حالة التململ لدى من عولوا فيه خيرا، وما الاستقالات التي يعلن عنها بين الحين والأخر، إلا واحدة من مآلاته الحتمية، والذي لم يكن سوى واجهة للهيمنة على مقدرات وخيرات اليمن".

 

وأكد الفلاحي أن "الدور الشيطاني لأبوظبي والذي ترسمه المملكة المتحدة، لابتلاع اليمن وتمزيق وحدته،  سبق أن تغلب عليه اليمنيون شمالا وجنوبا".

 

 

 

 

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية