آخر الأخبار
موجات النزوح المتكررة بمارب..أوجاع تتجاهلها المنظمات ويضاعفها الحوثيون (تقرير خاص)
آلاف الأسر اضطرت للنزوح أكثر من مرة هرباً من الموت
الاربعاء, 03 نوفمبر, 2021 - 08:37 مساءً
لا يتم الحديث عن قضية النزوح في اليمن خصوصا في محافظة مارب بما يتناسب مع حجم الكارثة؛ فهناك أسر نزحت حتى خمس مرات وسط تصعيد جماعة الحوثي المستمر منذ أكثر من عام، زادت حدته الفترة الأخيرة مع سيطرة الجماعة على مديرية حريب وجبل مراد وأجزاء من مديرية الجوبة الامر الذي فتح شهية الجماعة الاقتراب من المناطق النفطية التي تحشد عناصرها لاستعادتها حسب تصريحات لقيادات من الجماعة في أكثر من مكان.
أطماع الحوثي في غاز مارب ونفطها يجعله يستخدم كافة الوسائل للوصول اليه غير مبال بالكلفة الإنسانية التي يدفعها المدنيون، فقصف الاحياء السكنية واستهداف مخيمات النازحين لا يتورع عنها، فما يحدث اليوم من مأساة إنسانية غير مسبوقة وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين من جنوب محافظة مارب أمر يبشر بخيبة أمل لأناس لا يملكون ما يمكنهم الاستمرار في العيش مع ارتفاع الأسعار وغياب الدور الحكومي بشكل كلي عن ما يحدث لهم.
الأسباب
تسبب التصعيد العسكري لميليشيا الحوثي جنوب محافظة مارب في رفع معدل النزوح الداخلي في المحافظة إلى أعلى مستوياته هذا العام، إذ بلغ عدد النازحين65 ألف نازح في أخر إحصائية للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بالمحافظة، جميعهم فروا نتيجة القصف واقتراب المعارك منهم، وتعمد قصف كثير من القرى والتجمعات حتى وأن كانت بعيدة عن أماكن الصراع.
منظمة حماية للتوجه المدني بمارب قالت إن الوقائع تؤكد أن المدنيين جنوب مارب لم يكونوا ضحايا للحرب فحسب؛ بل أصبحوا هدفا رئيسيا مع سبق الإصرار للقصف الحوثي على قراهم ومخيماتهم ومساكنهم.
"المجتمع الدولي غير جاد تجاه الوضع الإنساني في مارب والأمم المتحدة عبر ممثليها في اليمن ضالعة فيما لحق بالمدنيين من الضرر جراء الاستهداف والقصف الحوثي".
ودعت الوسط الحقوقي والفعاليات المدنية لتقييم التعاطي الأممي إزاء مايحدث لسكان مارب من مجتمع مضيف ونازحين.
إلى وجهة مجهولة
دون وجهة محددة يفر عشرات الآلاف باحثين عن مكان يتوفر فيه الأمن وليس غيره بعد قصف تعرضت له قراهم ومخيمات نزوحهم.
"المهرية نت" تتبع حركة النزوح من مناطق جنوب مارب ورصد معاناتهم، فالأطفال والنساء وكبار السن يفرون هرباً من قذائف الموت التي قتلت قبل أيام أكثر من 13 مدنياً؛ حيث استهدفت جماعة الحوثي منزل الشيخ عبداللطيف القبلي نمران في 28 من الشهر الماضي، وقبله بيومين استهدفت منطقة الجرشة وراح ضحيته 4 مدنيين وإحراق أربعة منازل، الأمر الذي اضطر المواطنين إلى ترك منازلهم وأملاكهم باحثين عن الأمان الذي فقدوه نتيجة التصعيد الحوثي الأخير.
ونزح من المديريات الجنوبية 65 ألف نازح، وأغلب هؤلاء كانوا في مساكنهم الاصلية لكنهم اليوم دون تلك الجدران التي ألفوها فأمامهم أيام من جحيم الصحراء التي افترشوها وسنوات من المعاناة إن استمر الحال هكذا وتُركوا في واقع يزداد مرارة كل يوم.
رحلة نزوح ثالثة
أبناء مخيم "روضة ذنه " على صفاف سد مارب وهم نازحون من مديرية صرواح منذ أربع سنوات، ويبلغ عددهم حسب وحدة النازحين بمارب 15 ألف و300 شخص نزحوا من منطقة “الروضة” ومنطقة “ذنه” على ضفاف سد مارب خلال الأيام القليلة الماضية، جراء تصعيد الحوثيين المستمر ووصول القذائف الصاروخية إلى مخيماتهم.
المعاناة
وتفتقر المخيمات المتناثرة على أطراف المدينة إلى أبسط مقومات الحياة، ويعيش النازحون الجدد في المخيمات حياة صعبة لا يمكن وصفها، ففي هذا المخيم الواقع في مديرية الوادي شرق محافظة مارب على الخط الرابط بين مارب وحضرموت تم استحداثه خلال الأسبوع الأخير لاستقبال أكثر من 65 ألف نسمة ممن هجروا من المديريات الجنوبية، تظهر الصور الحالة المؤلمة التي تعيشها هذه الأسر، أدوات مشتتة وخيام مهترئة ما زالت مرمية على الأرض دون قوائمها.
محافظ مارب سلطان العرادة وجّه، أمس الثلاثاء، اللجنة الفرعية للإغاثة والوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين وكافة الجهات الحكومية ذات العلاقة، بمضاعفة الجهود وتسخير كافة الإمكانات لمواجهة الوضع الطارئ الناجم عن عملية التهجير القسري والنزوح لعشرات الآلاف من مواطني مديريات مارب الجنوبية، بسبب التصعيد العسكري لمليشيا الحوثي في مديرياتهم.
تدخلات المنظمات
الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بالمحافظة قالت إن هناك تجاهلا متعمدا من قبل المنظمات وخصوصا المهتمة بالشأن الإنساني لكل المناشدات والمطالبات طيلة الفترة الماضية ما دفع سلطات مارب لاتهام المنظمات بالتواطؤ مع مليشيا الحوثي.
ولفت تقرير صادر عنها إلى أن موجة النزوح هذه تحدث “في ظل تردي وضع الاستجابة وبطئها من قبل شركاء العمل الانساني، واتساع فجوة الاحتياجات الإنسانية في كافة المجالات الأساسية”.
وقال مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مارب سيف مثنى لـ”المهرية نت” إن أغلب موجة النزوح كانت خلال أكتوبر/تشرين الأول نظراً للتصعيد الحوثي في المديريات الجنوبية للمحافظة.
وأشار ألا شيء يلوح في الأفق لأي استجابة من قبل المنظمات الداعمة في المجال الإنساني جراء موجة النزوح الحاصل مؤخراً.
وأطلق للحكومة والمجتمع الدولي والمنظمات الأممية دعوة لتحمل مسؤوليتهم الإنسانية في حماية المدنيين والنازحين والاستجابة العاجلة والطارئة لاحتياجاتهم الضرورية والمنقذة للحياة في كافة المجالات الإنسانية.