آخر الأخبار
الريال اليمني.. تدهور متواصل يضرب معيشة المواطنين(تقرير خاص)
الريال اليمني يفقد الكثير من قيمته خلال عام
الجمعة, 22 أكتوبر, 2021 - 09:46 صباحاً
فقد الريال اليمني الكثير من قيمته، ودخل مرحلة التضخم والانهيار الكبير، فثمة عدم استقرار واضطراب يضرب القطاع المصرفي، وحملات متنوعة بين الإغلاق والفتح وتفتيش لبنوك وشركات الصرافة بالإضافة إلى سيل من القرارات والتعاميم شبه اليومية تمضي على حد سواء.
الأوضاع المعيشية باتت صعبة في حضرموت وشبوة وأبين ولحج والضالع وتعز وغيرها من المحافظات التي تكتوي بلظى الغلاء الفاحش، فهنا وهناك لم يعد المواطن يثق بتلك الحملات التي لا تؤتي ثمارها ولا تشكل فارقاً في السوق المصرفية.
تراجع مخيف للقوة الشرائية، فالتجار ينفون اتهامهم "ليس لنا من الأمر شيء.. البنك وجمعية الصرافين هم المسؤولون".
لكن القضية أبعد من تحمل جهة واحدة مسؤوليتها.. المجاعة تقترب والكارثة تُلقي بظلالها الخطيرة على الوضع المعيشي القاسي في السوق التجارية متجرعا إياها المواطن اليمني الذي بات عنوان الضحية والمتضرر الأول والأخير منها.
طريق اللاعودة
نعم المواطن اليمني الذي بات شاهداً ومجرباً خلال الأعوام السابقة من استمرار مسلسل تراجع أسعار الصرف، وحقيقة أن ما تضاعف ثمنه لا يعود إلى سابق عهده خاصة في المواد الأساسية (السلع الغذائية) إطلاقاً.
الوضع السياسي والاقتصادي مفروغ منه ؛ ويمضي في طريق اللاعودة، والخيارات تنفد أمام الأسرة اليمنية التي تحافظ على عدم تفككها والمواطن اليمني الذي تطبع بالصبر والتجلد والتحايل على مائدة طعامه طيلة فترة الحرب التي أورثته دروساً اقتصادية على حساب صحته النفسية والبدنية بتجرعه لويلات الحرب وآثارها العسكرية والاقتصادية والاجتماعية.
بينما تحالف ما يسمى دعم الشرعية الذي انحرف عن مساره لا يحرك ساكناً، ويقف موقف المتفرج وكأنه بعيد عن المشهد وما يجري في المناطق الذي يقول بأنها باتت محررة من بطش الحوثيين وينتظر لما سيؤول إليه الوضع.
وضع كارثي
اليمن دولة مستوردة وينعكس ارتفاع أسعار الصرف مباشرة على ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية وسعر الصرف الذي اقترب من 1400 ريال للدولار و350 ريالا يمنيا من سعر الريال السعودي ما يزال في دائرة الارتفاع لأول مرة في تاريخه ما يزال في دائرة الخطر.
لم يعد هناك مكان للشكوى المواطنين، فالمواطن صالح الشميري، لم يعد يقوى على سداد ما عليه من التزامات، قائلاً: البسكويت الذي يصنع محلياً (أبو ولد) أصبح سعره 600 ريال فضلاً عن الأنواع الخارجية الأخرى، أما سعر الزبادي حجم صغير 500 ريال الذي لا يكاد يشبع فرد واحد من العائلة فضلاً عن بقية الأسرة.
يضيف لـ"المهرية نت": سعر ربع الدجاجة برست ألفين ريال، نحن أسرة مكونة من 7 أشخاص أي وجبة الغداء تصل 14 ألف ريال من غير الإضافات الأخرى شيء لا يعقل.
الشميري يقول نكتفي بوجبة واحدة فقط في اليوم ونتحايل على بقية اليوم، بأشياء لا استطيع البوح بها لكنا دخلنا مرحلة الجوع الحقيقي والصراع من أجل البقاء.
سيناريوهات الريال
سيناريوهات فقدان الريال اليمني جزء من قيمته منذ بدء انقلاب الحوثيين في 21 سبتمبر 2014 فقد الريال جزء كبير من قيمته تلتها انطلاق عاصفة الحزم واحتدام الحرب في البلاد لينتهي الحل السياسي وانتهاء معه الريال وتوقفت كل مرافق الدولة وانقطعت مرتبات موظفي الدولة حتى وصل الحال به الى ما نحن عليه الآن.
وفي المقابل لجأ المعنيون في البنك المركزي اليمني بعدن إلى طباعة أوراق نقدية لتغطية نفقات الحكومة دون إدراك.
نتائج كارثية شكلت إخفاقات متواصلة في حماية الريال من الانهيار فتجاوز الانهيار الضعف وبلغ الآن 1300 ريال مقابل الدولار ومرشح للانهيار بسبب إعادة الطباعة لتغطية النفقات مرة تلو الأخرى جراء زحف الحوثيين على مناطق الشرعية.
جمعية تسيطر على البنك
ومن المفارقات العجيبة ما أعلن عنه المتحدث باسم جمعية الصرافين في عدن صبحي باغفار خلال مداخلة تلفزيونية، للحديث حول قرارات البنك المركزي الأخيرة بشأن إيقاف تراخيص عشرات الصرافة.
حيث قال باغفارإن “البنك المركزي في عدن لا يوقف عمل أي من شركات الصرافة إلا بعد التواصل مع الجمعية وأخذ موافقتها.
ولم يعلق البنك المركزي اليمني على تصريح متحدث الجمعية حتى الآن.
وقرر البنك المركزي اليمني، إيقاف تراخيص أكثر من 60 شركة صرافة بالعاصمة المؤقتة عدن؛ ضمن مساعيه لإنهاء عمليات المضاربة بأسعار صرف العملة الأجنبية.
فيما تشهد العملة المحلية تراجعاً متواصلاً، حيث بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد اليوم الأربعاء 1292 ريالاً في حين أطلقت الأمم المتحدة تحذيراتها من تفاقم أزمة الجوع في ظل الانهيار الكارثي للاقتصاد.