آخر الأخبار
ارتفاع الأسعار.. محنة ثقيلة ترهق المواطنين وتزيد من مخاوف الجوع (تقرير خاص)
صورة أرشيفية
الجمعة, 15 أكتوبر, 2021 - 09:19 صباحاً
يعاني معظم اليمنيين من أوضاع معيشية بالغة الصعوبة أرهقت حياتهم في مختلف المجالات، جراء ارتفاع الأسعار الناجم عن التدهور الكبير للعملة الوطنية، دون حلول حكومية.
وتخطى الدولار الواحد، أمس الخميس، حاجز 1300 ريال، يينما تجاوز سعر الريال السعودي 344 ريالا يمنيا، ما أدى إلى ارتفاع حاد في الأسعار لمختلف المواد، وسط حالة من السخط الشعبي.
ويشكو المواطنون من ظروفهم المأساوية التي جعلتهم يمرون بأسوأ أزمة عالمية جراء ارتفاع الأسعار ثلاثة أضعاف عن الأعوام الماضية حسب قولهم.
مأساة الجوع
يقول المواطن محمد سفيان، الذي يعمل في الأجر اليومي ومعيل لثلاثة أفراد إن " انهيار العملة جعل الكثير من العاملين يتضورون جوعا لانعدام الأشغال وارتفاع الأسعار، فيما أجرة العاملين مازالت ثابتة من العام الماضي.. 7000ريال للعامل مساعد البناء".
وأضاف للمهرية نت " الآن الأسعار مرتفعة والأجرة قليلة والأشغال منعدمة ونحن لا نعلم كيف نعمل خصوصا بعد أن أصبح سعر الكيس الدقيق 32ألف ريال والمستهلكات الصغيرة مثل الزبادي الصغير بات سعره 300ريال ".
وتابع " السلطة المحلية لم تعمل أي شيء بخصوص المواطنين ولم تنظر إلى حالتهم المتدهوره كل يوم فالمواطن أصبح على وشك المجاعة والتجار يرفعوا الأسعار بمجرد أن يعلموا بانهيار العملة برغم تكدس المواد الغذائية في مخازنهم ".
وطالب الحكومة الشرعية"أن تحد من التدهور المريع للعملة الوطنية وتفرض رقابة على التجار المتلاعبين بأسعار المواد الغذائية حتى يستطيع المواطن توفير قيمة المواد الأساسية للعيش ".
وتمنى بأن تعود العملة كما كانت عليه قبل ست سنوات حيث كانت الأعمال في ذلك الوقت متوفرة و المواطن كان يستطيع شراء جميع المواد الأساسية وغيرها ".
تفاقم أوضاع العسكريين
بدوره يقول عيسى أحمد " 30 عاما " يعمل في الجيش الوطني التابع للحكومة الشرعية بمحافظة تعز إن " ارتفاع الأسعار وانهيار العملة ضاعف من معاناتي وجعلني عاجزا و غير قادر على إطعام أطفالي بسبب الارتفاع الجنوني للمواد الغذائية".
وأضاف للمهرية نت "راتبي 55ألف ريال و استلم في السنة مرتبين إلى ثلاثة مرتبات وآخر شهر استلمته هو راتب شهر واحد 2021 فنحن من تسعة أشهر بدون رواتب ".
وتابع "أصبح الوضع المعيشي صعب جداً وكل يوم و ساعة أصبحت المواد الغذائية ترتفع بشكل جنوني وأنا أتساءل إلى متى سنظل على هذا الوضع جوع وفقر وانقطاع للمرتبات".
وأردف " حاليا بات سعر الكيس الدقيق ب32 ألف ريال والقطمة السكر 10 كيلو ب 10 ألف ريال والقطمة الأرز ب10 ألف ريال، ناهيك عن المواد الاستهلاكية الأخرى كالبطاط الكيلو ب700 ريال والطماط الكيلو بألف ريال ".
وأرسل رسالة إلى الحكومة الشرعية وإلى التحالف "أن ينظروا إلى حالة المواطن المعيشية بسبب ارتفاع الأسعار وانهيار العملة وأن يقوموا بدعم الاقتصاد كي يتعافى الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية ، بالإضافة إلى مراقبة التجار ، لاحتكار بعضهم المواد الغذائية حتى يرتفع أسعارها ويبيعونها بأسعار باهظة الثمن".
ومضى قائلا " أتمنى أن تعود الأوضاع إلى ما كانت عليها قبل 4 سنوات و يتعافى الريال اليمني وأن يدعم الاقتصاد ووتتراجع أسعار المواد الغذائية."
عيسى أحمد واحد من مئات الجنود الذين لم يستطيعوا توفير قوت أطفالهم بسبب ارتفاع الأسعار وعدم صرف رواتبهم بشكل منتظم من قبل الحكومة الشرعية .
مضايقات المجلس الانتقالي
من جهته، يقول المواطن سالم منصر " 40عاما" يعيل ثمانية أفراد إن " ارتفاع الأسعار وانهيار العملة فاقم حياة العديد من المواطنين اليمنيين فبعض الناس أصبحوا يموتون من الجوع لعدم توفر الأعمال والأمن والاستقرار في المناطق المحررة ".
وأضاف " بات المواطن محاربا من كل الجهات فالتاجر يقوم برفع الأسعار احتجاجا على انهيار العملة و الحكومة الشرعية تعيش الرفاهية في فنادق الرياض بينما المواطن يموت جوعا باليمن ".
وتابع " في الوقت الحالي أمتلك بسطة خضار في محافظة عدن ومعي اثنين عمال يعملون بها لكنني في الفترة الأخيرة تعرضت إلى العديد من المضايقات لأنني من الشمال".
وأردف " تم احتجازي أكثر من مرة ونهب الخضار من بسطتي من قبل قوات الانتقالي حتى أدفع مبلغ 100ألف ريال غرامةو يتم بعدها إخراجي ، ومازالت هذه المضايقات مستمرة ".
وزاد " بات سعر الكيس الدقيق 32ألف ريال يمني وما أحصل عليه من نقود تذهب إلى الانتقالي.. أصبحت أشتري ربع الكيس الدقيق لأسرتي بدلا من أن أشتريه كاملا ."
وأشار إلى أن "هنالك الكثير من الباعة الشماليين في عدن يتعرضون إلى الاحتجاز والنهب وأخذ منهم غرامة مالية بشكل مستمر "
وجهه نداء للمسؤولين في عدن "أن يرحموا الباعة الشماليين فهم أناس مثلهم يعيلون أسرهم من خلال ما يبيعونه ومايحصلون عليها من نقود وأن يتقوا الله فيهم فالأوضاع المعيشية صعبة جداً جراء تدهور العملة المحلية "
وتمنى بأن يعود الريال اليمني إلى مكان عليه في السابق قبل خمس سنوات وأن يسود الأمن والاستقرار في عدن ليتسنى له ولجميع الشماليين العمل بسلام ودون خوف من قوات الانتقالي."
ارتفاع الأسعار والتعليم
يقول" زاهر علي" طالب في جامعة تعز، إن انهيار العملة زاد من معانات الطلاب خصوصاً الريفيين حيث أدى إلى ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية وسكن الطلاب والمواصلات عن الأعوام الماضي ثلاثة أضعاف " .
وأضاف للمهرية نت " بسبب الارتفاع المتزايد يوما بعد يوم لكافة السلع والخدمات أوقف العديد من الطلاب مواصلة العملية التعليمية والذهاب إلى سوق العمل لتوفير لقمة العيش لهم ولأسرهم لأنهم لا يستطيعوا توفير احتياجاتهم أثناء فترة التعليم ".
وتابع " أنا أضطريت الآن إلى المكوث في الريف و عدم الذهاب إلى المدينة وحضور المحاضرات بسبب ارتفاع الأسعار في المدينة من سكن وغذاء ومواصلات".
وأشار إلى أن " ارتفاع الأسعار جعل الكثير من الطلبة يتعرضون إلى أمراض نفسية صعبة جدا وقد أصيب بعضهم بالجنون ".
ودعا الحكومة الشرعية أن " تعالج بشكل عاجل الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب اليمني والرحمة بالمواطن والطلاب الذين تركوا تعليمهم لسوء أحوالهم المعيشية، وأن ينقذوا تدهور العملة ".
وتمنى أن تعود العملة المحلية مقابل الريال السعودي 159 و الدولار إلى600 وتنخفض الأسعار حتى يستطيع المواطن توفير قوت حياته والطالب يستطيع مواصلت التعليم. "