آخر الأخبار
انتفاضة عدن..هل تكون بداية النهاية لحكم المليشيا؟! (تقرير خاص)
حاولت المليشيا قمع المظاهرات وملاحقة المشاركين فيها
الإثنين, 20 سبتمبر, 2021 - 08:05 مساءً
عادت عدن للواجهة مجددًا، ولكن هذه المرة بانتفاضة شعبية واسعة تطالب برحيل مليشيا الانتقالي المدعوم إماراتياً، والمتحكم بزمام الأمور في المدينة.
ويُعاني المواطنون من انعدام الخدمات الأساسية، وصعوبة الوضع الاقتصادي في ظل حكم مليشيا الانتقالي، الأمر الذي دفعهم للخروج للشوارع والمطالبة بحقوقهم المسلوبة.
وتشهد مدينة عدن احتجاجات شعبية واسعة، ومتواصلة منذ العاشر من سبتمبر/أيلول الجاري، حمّلت مليشيا الانتقالي المدعوم إماراتياً مسؤولية إيصالهم لهذا الوضع الصعب، وطالبت برحيلها، وطالبت أيضاً بتوفير الخدمات وتحسين الوضع الاقتصادي المزري الذي تعيشه المدينة.
وفشلت مليشيا الانتقالي المدعوم إماراتيًا في إدارة مدينة عدن والمناطق المجاورة لها التي تُحكم سيطرتها عليها بالقوة، وعجزت حتى عن توفير الخدمات الأساسية والضرورية.
شرارة أولى
يرى المحلل السياسي أنور الخضري "أن الانتفاضة الشعبية في عدن تعتبر بمثابة الشرارة الأولى لإنهاء حكم المليشيا".
وقال الخضري في تصريح لـ"المهرية نت": لكي تنجح هذه الانتفاضة في تحقيق أهدافها سيتطلب الأمر عوامل أخرى وهي وجود قوة محلية مساندة قبلية أو عسكرية حكومية أو شعبية، وأيضاً وجود موقف إقليمي أو دولي داعم كما جرى في 2011م؛ مالم فهناك احتمالات انكسار الاحتجاجات أو الدخول في حرب أهلية فوضوية".
وفي ذات السياق أشار المحلل السياسي ياسين التميمي في منشور له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) إلى أن ماتشهده عدن خلال هذه الأيام هو حراك أهلي أكثر جسارة، يهدد بإنهاء النفوذ المفتوح للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا.
كابوس مزعج
من جهة أخرى وصف الصحفي والباحث السياسي صدام الحريبي "انتفاضة أبناء عدن" بأنها كابوس مزعج لمليشيا الانتقالي وداعميه.
وقال الحريبي لـ"المهرية نت" إن ا"نتفاضة أبناء عدن الأخيرة كانت بمثابة كابوس مزعج ومميت ليس لمليشيا الانتقالي فقط، بل كذلك لمليشيا الحوثي الإيرانية وللإمارات، فالانقلابيون ملتهم واحدة، ويزعجهم أي تحرك ضد نظرائهم في أي مكان، والانتفاضة في عدن أخافت عصابة الحوثي، ودليل ذلك تصريحات قيادة هذه العصابة حول انتفاضة أبناء عدن، حتى أن بعض قيادات الحوثي وصلت إلى أنها تنصح قيادات مليشيا الانتقالي باتخاذ بعض التدابير".
وأضاف"تلك الانتفاضة أخافت الانتقالي ومن يموّله وكل الانقلابيين، لكنها لن تكون سبباً في نهاية هذه المليشيات إن لم تُعزز بتلاحم المحافظات الأخرى، والاقتداء بعدن في الخروج من أجل نفس المطالب، وكذلك وقوف الجميع إلى جانب هذه الانتفاضة التي خرجت من رحم المعاناة".
وأشار إلى أن "على كل المحافظات اليمنية أن تسلك نفس المسار حتى تنجح هذه الانتفاضة وتحقق أهدافها في عموم اليمن، وقد تحركت تعز وحضرموت واليوم كانت هناك مظاهرات في سقطرى هدفها نفس المطالب العادلة".
وجاءت الانتفاضة الشعبية لأبناء عدن بسبب الوضع المزري الذي تعيشه هذه المدينة، ونتيجة متوقع حدوثها في ظل حكم المليشيا المدعومة إماراتياً.
وشكلت هذه الانتفاضة هاجساً مُرعباً لمليشيا الانتقالي ومن يدعمهم، مادفع عيدروس الزُبيدي إلى إعلان ما أسماها "حالة الطوارئ"، وتحريض مليشياته للاعتداء على المتظاهرين، الأمر الذي يثبت قلقهم وخوفهم من أن تعصف بهم هذه التظاهرات بعيدًا دون عودة.