آخر الأخبار
الطريق إلى بلحاف..خيارات سلطة شبوة بين ضرورة التصعيد وخطورة الانفجار (تقرير خاص)
منشأة بلحاف في شبوة - أرشيفية
الأحد, 05 سبتمبر, 2021 - 08:50 مساءً
وسط تعنت القوات الإماراتية المتواجدة في منشأة بلحاف وإصرارها على المضي في تعطيل المنشأة ، أو على الأقل تأجيل عودتها إلى الخدمة قدر الإمكان ، وإصرار السلطات المحلية في شبوة على إخلائها بشكل فوري ، لا يستبعد تطور الاحتقان الحاصل إلى نزاع مسلح في شبوة .
محافظ شبوة كان أرسل إنذاراً إلى الإمارات قبل أسبوعين ، ضمن عدد من الرسائل قام بتوجيهها بمناسبة الذكرى الثانية لانتصار القوات الحكومية على المليشيات التابعة للمجلس الانتقالي في أغسطس/آب 2019 ، حذر فيه القوات الإماراتية المتواجدة في بلحاف من أن " صبر الناس لن يطول " ، متهماً إياها بتحويل المنشأة إلى " بؤرة للتمرد" .
وسرعان ما حضرت أصداء هذا الإنذار في محيط منشأة بلحاف ، حيث انتشرت قوات أمنية وأخرى من الجيش اليمني لقطع الطريق أمام مخطط إماراتي لإسقاط شبوة بحسب الإعلام الحكومي هناك ، وهو ما تأكد من خلال مصادرة النقاط الحكومية قرب بلحاف لمعدات وألغام بحرية كانت في طريقها من المكلا إلى المليشيات المدعومة إماراتياً في شبوة ، وذلك بعد أسابيع وأشهر من تحشيد الإمارات لهذه المليشيات إلى داخل المنشأة وتدريبها هناك .
وحال التدخل السعودي في 30 أغسطس/آب الماضي عبر وفد عسكري وصل إلى شبوة دون تفاقم التوتر الحاصل إلى مستوى أخطر ، غير أن مصادر في السلطة المحلية لشبوة أكدت حينها أن القوات الإماراتية في بلحاف اختارت المراوغة من خلال المطالبة بمهلة غير معقولة تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر لإخلاء المنشأة ، وهو ما رفضه محافظ المحافظة .
وشهد الثلاثاء الماضي إعلان خطوات للتصعيد الشعبي حول المنشأة الغازية ، والتي تُعد المشروع الاقتصادي الأكبر في اليمن ، بغرض الضغط على القوات الإماراتية المتواجدة فيها ؛ وأعلنت تنسيقية اعتصام بالحاف الشروع في تنفيذ اعتصام مفتوح أمام بوابات المنشأة كخطوة أولى ضمن خطة تصاعدية للتصعيد الشعبي .
وكانت منشأة بلحاف لتسييل الغاز ، والتي تحوي أيضاً ميناء واسعاً للتصدير ، قد توقفت عن العمل في 2015 ، بعد تعليق شركة "توتال" الفرنسية المشغلة للمشروع أعمالها داخل المنشأة نتيجة للوضع العسكري في محافظتي شبوة ومأرب حينها ، وهو المبرر الذي تجد سلطات شبوة أنه لم يعد متاحاً في ظل الاستقرار الذي تشهده شبوة حالياً ، وفي ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وانعكاساتها الإنسانية في عموم اليمن ، واحتياج اليمنيين الملح لعودة المنشأة إلى العمل ؛ لكن القوات الإماراتية تستمر في تعطيلها التعسفي للمنشأة منذ 2017 .
إصرار محلي ومخاوف من خذلان حكومي
جهود تشغيل المنشأة بدأت باكراً بعد هزيمة المليشيات المسلحة المدعومة إماراتياً في شبوة قبل عامين ، حيث بدأ محافظ المحافظة اتصالاته مع الشركة الفرنسية أواخر 2019 من أجل العودة للعمل في المشروع، غير أن أبو ظبي أعاقت هذه الجهود حتى الآن باحتفاظها بحضور عسكري داخل المنشأة ، مستغلةً صفة العضو في التحالف الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية ومواجهة الحوثيين المدعومين من إيران .
وأكد مستشار محافظ شبوة محسن الحاج أن " السلطة المحلية في شبوة مصرة على إخلاء الميناء " ؛ وحول وجود دعم سياسي من قبل الرئيس اليمني " هادي" وحكومته لتحركات السلطة المحلية الحالية ، تابع الحاج للمهرية نت " نعم ، نحظى بدعم الحكومة الشرعية ، إضافة إلى الإسناد الشعبي والمجتمعي في شبوة ، وفي عموم اليمن " .
وكان مراقبون قد عبروا عن تخوفاتهم من أن تأخذ الحكومة اليمنية موقفاً سلبياً من الجهود المحلية الرسمية والشعبية في محافظة شبوة لاستعادة واحد من أهم مصادر الدعم للاقتصاد الوطني ، خصوصاً أن الحكومة اليمنية تعاني الكثير من الضعف في وضعها الحالي ، ولا يستبعد كثيرون أن يلين موقفها مع أول ردة فعل إماراتية تجاه التطورات في بلحاف .
وأعرب الحاج عن مراهنة السلطة المحلية في شبوة على حالة " الاصطفاف الرسمي والشعبي والمجتمعي العريض " خلف المطالبة بإخلاء المنشأة لكونها تمثل " شريان حياة للاقتصاد الوطني ."
احتمال الانفجار
وعلى الرغم من التواجد العسكري الحكومي في محيط منشأة بلحاف ، وكذلك اندلاع مناوشات محدودة قبل أيام مع متمردين يتبعون المجلس الانتقالي الجنوبي ، إلا أن السلطة المحلية في شبوة تحاول أن تسلك طريقاً مغايراً للصدام المسلح .
وأعلنت السلطة في وقت سابق نيتها مبدئياً اتباع المسار القانوني ، والشعبي السلمي ، قبل النظر في خيار التحرير العسكري للمنشأة ، وهنا تأتي الوساطة السعودية كفرصة تعول عليها محلية شبوة لتحاشي الانفجار ، رغم وعي المحافظ الواضح في إمكانية استغلال الإمارات لهذه الجهود كما يتضح من رفضه للمهلة المقترحة إماراتياً .
" لدينا شعور بأن الأشقاء في السعودية يدركون ما وصلت إليه الأوضاع الاقتصادية في اليمن " أوضح مستشار محافظ شبوة ، في إشارة منه إلى طبيعة ما يمثله الانهيار الاقتصادي في اليمن من ضغط مزدوج على كل من الحكومة اليمنية ، وأيضاً السعودية التي سبق أن دعمت المركزي اليمني بمليارات الدولارات خشية الانهيار ، مشيراً كذلك إلى السخط الشعبي ضد سياسات أبو ظبي " غير المسؤولة في تعطيل الميناء والكثير من المنشآت التي ترفد الاقتصاد الوطني بالعملة الصعبة ".
" لدينا شعور بأن السعوديين سيضعون حداً لهذا الطيش الإماراتي قبل أن تصل الأوضاع إلى حد الانفجار" ، أكد الحاج .