آخر الأخبار

عدن بعد عامين على انقلاب مليشيا الانتقالي.. ثغر اليمن الباسم لم يعد مبتسما (تقرير خاص)

مليشيا الانتقالي الجنوبي

مليشيا الانتقالي الجنوبي

المهرية نت - خاص
الإثنين, 09 أغسطس, 2021 - 10:33 صباحاً

بعد مرور عامين  على انقلاب مليشيا الانتقالي الجنوبي في عدن( أغسطس 2019)، تبدو المدينة التي يطلق عليها "ثغر اليمن الباسم" بدون بسمة جراء انهيار الأوضاع بشكل غير مسبوق.

 

وتشهد محافظة عدن حاليا تدهورا في مختلف الجوانب الاجتماعية والعسكرية والاقتصادية مع استمرار سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي. 

 

ففي الجانب  الاقتصادي، شهدت العملة المحلية تدهورا كبيرا غير مسبوق ، حيث بلغ سعر الدولار الواحد 1050 ريالا؛ بينما الريال السعودي يساوي 277 ريالا.

 

فيما يتفاقم  الانفلات الأمني، ويزيد من حِدة الذعر والخوف لدى المواطنين ولا سيما في مديريات المعلا والشيخ عثمان وكريتر التي شهدت  حضوراً للجماعات المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً.

 

وتعيش عدن في الوقت الحالي أسوأ أزمة أنسانية من تدهور حاد في العمله وارتفاع الأسعار والمشتقات النفطية بالإضافة إلى تردي الخدمات  الأساسية  وانعدام بعضها.

**أوضاع بائسة 

وتعليقا على ذكرى انقلاب مليشيا الانتقالي، يقول الناشط السياسي" محمد الكويحي" في تصريحات أدلى بها لموقع "المهرية نت" تشهد عدن أزمة اقتصادية خانقة من تدهور في العملة وارتفاع الأسعار الغذائية  والمشتقات النفطية  التي ينعكس سلباً على حياة المواطن العدني واليمني على وجه العموم، بعدم قدرته على تلبية احتياجاته الأساسية في ظل انعدام صرف  المرتبات من قبل الحكومة."

 

وأضاف  "عرقلة الحكومة من قبل الانتقالي التابع للإمارات وعدم السماح لها بممارسة مهامها في الحد من هذا التدهور و منعها من استخدام الموانئ والمطارات يؤدي إلى  تفاقم  المعاناة والصعوبة الاقتصادية للبلد."

 

وتابع " هناك تدهور كبير في الجانب الأمني حيث نشهد من فترة لأخرى حدوث انفجارات وعملية اغتيالات وقتل بالإضافة إلى مايمارسه الانتقالي من قبضة حديدية على آراء المواطنين والناشطين فلا يستطيعون  يدلوا بأرائهم، حول مايحدث في الجنوب أو مايحدث في اليمن بشكل عام ."

 

وأردف "  الإمارات أبت ومازالت  تغامر بحياة اليمنيين في ظل صمت من قبل الشرعية وصمت من قبل المملكة العربية السعودية تجاه  الجرائم التي يمارسها الانتقالي بحق الشعب اليمني."

 

وأكد الكويحي أن  "بقاء الانتقالي مسيطرا على عدن فمعناه  عجلة البلد ستظل  منحدره  وستزداد معاناة للشعب اليمني  من قتل ودمار في الجنوب، إضافة إلى عدم تمكن الحكومة الشرعية من ممارسة عملها والعودة إلى العاصمة المؤقتة عدن". 

 

وشدد  على أنه " لايمكن أن نجد حلا للأزمة اليمنية طالما بقي الانتقالي رافضا لأوامر الحكومة الشرعية والمملكة العربية السعودية بالإضافة إلى الدعم السخي المستمر له من قبل الإمارات ."

 

وأرسل رسالة إلى الحكومة الشرعية والتحالف العربي أن يكون لهم موقف صارم تجاه الإرهاب الذي يقوم بها الانتقالي عن طريق اللامبالاة بحياة اليمنيين". 

 

وتمنى "أن يعود البلد إلى حالة الاستقرار وأن تنتهي هذه الحرب وأن يرفع  التحالف يده من اليمن وعودة مليشيات الحوثي إلى الصواب والدخول في مفاوضات جدية وإنهاء الحرب في اليمن والعودة إلى الاستفتاء الدستوري وتطبيق مشروع مؤتمر الحوار الوطني والعمل على إنتخابات وعودة البلد إلى الصدارة."


**تنفيذ مخططات خارجية 

بدوره، يقول المحلل السياسي عبد الحميد المجيدي إنه ” غالبا عندما تصل الدول المضطربة سياسيا واقتصاديا إلى الانقلاب على مؤسساتها وعلى شرعيتها فإن تلك الانقلابات تأتي عبر مليشيات داخلية وهي تسعى لتنفيذ أجندات ومخططات خارجية."

 

وأضاف للمهرية نت "أن المليشيات حين تحكم في أي محافظة فهي تستهدف كل عمل مؤسسي وتفرغه من مضمونه وتجعل المدن في حالة غير مستقرة سياسيا واقتصاديا من أجل تثبيت نفسها ولو على أنقاض تلك المدن وهذا ماهو حاصل في عدن ".

 

وتابع "الوضع الاقتصادي السيئ اليوم هو نتيجة طبيعة لتلك الانقلابات وخروج المدن عن سيطرة الحكومة وسيطرة المليشيات على مؤسسات إيرادية وتفريغها  من عملها في دعم الاقتصاد الوطني ولم يعد خافيا علينا هذا التدهور الاقتصادي المخيف وتجاوز سعر الدولار الواحد لحاجز الألف ريال يمني ويعد ذلك سببا في الغلاء الفاحش الذي أثقل كاهل الوطن والمواطن على حد سواء".

 

وأردف " لقد كان اليمنيون ينتظرون بفارغ الصبر بعد تحرير عدن من مليشيات الحوثي  إظهارها بما يليق بها وموقعها الجغرافي والسياسي ولكن مليشيات الإنتقالي أفرغتها من موقعها الجغرافي والسياسي وحولتها وكأنها قرية من قرى الأرياف كل الخدمات فيها منعدمة وإن وجدت فهي بسيطة وخفيفة جدا ".

 

وزاد "مع أن موقع عدن كان يسمح لها فقط بتشغيل ميناء عدن وتشغيل حركة التجارة والاستفادة من هذا الميناء الهام في خدمة اليمن واليمنيين وتعزيز الدور الإقتصادي للحكومة عامة ولعدن على وجه الخصوص ."

 

وأشار إلى أن ” مليشيات الانتقالي لم تقر بأي قرار في إبقاء الحكومة في عدن ولو بتقديم الخدمات بشكل رمزي وتحمل مسؤوليتها أمام المواطنين ولكنها عملت على محاصرة الحكومة ومواجهتها وإبعادها عن عدن وأفشلت كل الخطط الحكومة ونفذت الأجندات التابعة للتحالف في طرد حكومة معين عبدالملك من عدن رغم تماهي الحكومة مع تلك المليشيات."

 

وأفاد  بأن "  مؤسسات الدولة كلها مفرغة وغير مسموح لأجهزة وزارة الداخلية بالعمل بشكل رسمي لضبط الأمن بشكل عام وإنما مسموح لأدوات الانتقالي  كالحزام الأمني وغيرها بالسيطرة على عدن رغم ما يحدث بينها من مواجهات قوية كما حدث قبل أكثر من شهر في منطقة الشيخ عثمان."

 

وشدد المجيدي على أن " استمرار السيطرة على عدن من قبل الانتقالي مجازفة وتهور وهو لايخدم اليمن عامة ولا أبناء عدن خاصة مطلقا، وإنما كل تلك السيطرة هي في خدمة التحالف عامة والإمارات بشكل خاص."

 

وتمنى من جميع اليمنيين شمالا وجنوبا الاحتكام لصوت العقل والرجوع لطاولة المفاوضات  اليمنية لحل كل المشكلات والابتعاد عن لغة القوة والسلاح فيما بيننا."

"علينا بناء وطننا الجريح من قبل إيران ومليشياتها والتحالف وأدواته كي نستعيد روح اليمن ودولتنا لننهض ببنائها وعودتها للطريق الصحيح ."


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية