آخر الأخبار

مصابو الأمراض المزمنة يواجهون محنة قاسية جراء ارتفاع أسعار الأدوية وانعدام بعضها (تقرير خاص)

صورة تعبيرية

صورة تعبيرية

المهرية نت - خاص
السبت, 10 يوليو, 2021 - 08:33 صباحاً

يعيش الكثير من اليمنيين الذين يعانون من أمراض مزمنة حياة بالغة الصعوبة في ظل ارتفاع أسعار الأدوية،  وانعدام بعضها في السوق، وانتشار علاجات مهربة ومقلدة غير صحية.
 

يأتي ذلك في ظل القصور الكبير في الرقابة على الأدوية من قبل الجهات المعنية ،خصوصاً المحفوظة بطرق سلبية، ما قد  تسبب للكثير من المرضى  أمراضا أخرى جانبية .

 

وكشفت دراسة صادرة عن مركز الدراسات والإعلام الصحي، أن 95 ٪ من الأدوية المهربة والمزورة المتداولة في السوق اليمنية هي أصناف خاصة بعلاج الأمراض المزمنة، وتستحوذ الأدوية المهربة والمزوّرة على 30٪ من معروض الدواء في السوق المحلية.

 

وروى العديد من المرضى، عن المعاناة التي يتجرعونها جراء ارتفاع أسعار الأدوية، وغياب بعضها، وازدحام الأسواق بالأدوية المهربة واختفاء الأصلية، والمحفوظة بطرق سلبية.

 

تقول المواطنه "خولة عبده " في  الستينيات  من عمرها  " أثناء حديثها مع  موقع "المهرية نت "  أعاني من مرض ارتفاع ضغط الدم منذ  سنوات وكان سعر قرص العلاج في ذلك الوقت" 1000ريال يمني" وكان العلاج لا ينتج عنه أي مضاعفات".

 

وأضافت" أصبح سعر القرص العلاج، في الوقت الحالي ما يقارب  5000 ريال يمني، الأمر الذي فاقم حياة العديد من مرضى ضغط الدم ."

 

وتابعت "الأدوية في الأسواق حاليا مزيفة  ومغشوشة، ومحفوظة بأماكن غير المخصصة لها  ،كما أن الأدوية الأصلية منعدمة في  الأسواق ولا تستطيع الحصول عليها".

 

وأشارت إلى أن " الأشخاص ذوي الأمراض المزمنة والكبار في السن، الأكثر ضررا من هذه الأدوية، لعدم قدرة جهازهم المناعي على مقاومة الأمراض، التي قد تنتج من هذه الأدوية المزورة ،بسبب إهمال السلطات في فحصها."

 

وطلبت من السلطة المحلية ووزارة الصحة أن يقيموا لجنة رقابية تراقب الأدوية المغشوشة في السوق والمحفوظة في أماكن غير سليمة.

 

وتمنت أن تتوفر الأدوية الأصلية وتحفظ في أماكن سليمة وفي درجة حرارة ملائمة متناسبة معها كي لا تسبب أي مضاعفات للمرضى و تتحول إلى سم قاتل."

*أدوية معدومة*

أنعدام الأدوية في الأسواق يفاقم حياة العديد من المرضى  وخصوصا مرضى الشلل  إذ باتت حالاتهم تذهب إلى الأسوأ كما يقولون.

 

أحلام محمد( 35عاما) تتحدث عن والدها، المصاب بالشلل منذ عشرة أعوام، قائلة :" أبي أصيب بالشلل النصفي، ومن ذلك الوقت ،وأنا  أتكفل برعايته وشراء أدويته ومستلزماته الطبية ".

 

وأضافت للمهرية نت "كنت أحصل على العلاج في السابق بأي صيدلية، وجميع الأدوية التي يستخدمها أبي كنت آخذها شهريا ب14000 ريال ،ومن ضمن هذه الأدوية كورس حبوب مهم لصحة والدي ومقرر مدى الحياة".

 

وتابعت" الآن جراء الحرب الأسعار ارتفعت بشكل جنوني، وقيمة العلاج ذهبت إلى أكثر من 35 ألف ريال ".


ومضت قائلة" المشكلة إن الكورس المهم أصبح معدوما، وما يتوفر إلا في صيدلية واحدة وسعره ارتفع من 4000ريال إلى 10000ريال يمني".

 

وأردفت "من بدايةشهر 6 انعدم العلاج بالكامل ولم أحصل عليه ، وطلبت من صاحب الصيدلية بأن يوفره بأي سعر يريده".

 

وزادت"  لكنه قال لي  العلاج غير موجود باليمن بشكل كامل، وأن الشركة الموردة للأدوية وقفت نشاطها، بسبب التفتيش والتأخير، بدخول الأدوية إلى ميناء الحديدة ،والعميل داخل اليمن في مناطق الحوثيين، غير ممكن أن يستورد العلاج من مناطق الحكومة".

 

وأشارت إلى أن "أبوها في السابق كانت رجله مشلولة ولايستطع تحريكها ،إلا أنه كان يمشي بصعوبة بالغة، أما الآن بعد ما انعدم علاجه ، أصبح لايستطيع الحركة و قواه العقلية تأثرت ، لأن العلاج الخاص بالدماغ والنخاع الشوكي معدوم."

 

وتمنت أن تتوفر الأدوية في جميع الصيدليات كما كانت متوفرة في السابق، وبأسعار مناسبة، كي يتماثل العديد من المرضى للشفاء."

*أدوية مهربة*

إرتفاع أسعار الأدوية في الأسواق زاد من معانات الكثير من المرضى في ظل غياب الدولة عن توفير أدوية لهم وبسعر يلائم معيشتهم، فيما تزدحم الأسواق حاليا بأدوية مهربة ومخزونة بطريقة عشوائية  قد تسبب للمرضى الوفاة  كما يروي المواطنون .

 

يقول الطبيب آدم الجعيدي " أصبحت أدوية الأمراض المزمنة مكلفة ، وأغلب المرضى غير قادرين على شرائها باستمرار، بسبب غلاء الأسعار ، خصوصا مع غياب الجهات الرسمية عن توفير الأدوية لهذه الشريحة الكبيرة ".

 

وأضاف لموقع المهرية نت " السوق اليمني بات مكتظا بالأدوية المهربة، بشكل جنوني ،وذلك لعدم وجود رقابة على الأدوية الداخلة إلى الوطن ".

 

وتابع " الأدوية المهربة أحيانا  تحفظ في صحاري ودرجات حرارة غير مناسبة وكذلك عدم فحصها من قبل الجهات الرسمية والتأكد من صلاحيتها وفاعليتها تسبب لدى الكثير من المرضى مضاعفات".

 

وقال "على المسؤولين  أن يتقوا الله في هذه الشريحة التي تعاني الويل ولاتستطيع شراء أهم الأدوية والتي قد تسبب لهم مضاعفات وتؤدي ببعض الحالات الى الوفاه ".

 

وتمنى من الجهات الرسمية، ممثلة بوزارة الصحة والهيئة العامه للأدوية ،أن يقوموا بواجبهم الأخلاقي والإنساني، تجاه أصحاب الأمراض المزمنة ، وتوفير الأدوية الهامة لهم ".


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية