آخر الأخبار
القائمة السوداء.. أدوات الانقلاب في سقطرى (تقرير خاص)
السبت, 19 يونيو, 2021 - 09:10 مساءً
بعد مرور عام كامل على الانقلاب المسلح في جزيرة سقطرى، يعود السؤال عن الشخصيات والقيادات التابعة لميليشيا الانتقالي أو تلك القيادات العسكرية والحكومية المتورطة والتي استخدمتها الإمارات لاحتلال الجزيرة.
نرصد في هذا التقرير قائمة سوداء تضم أبرز قيادات ميليشيا الانتقالي، والقيادات العسكرية والحكومية المتورطة في الهجوم على مؤسسات الدولة والانقلاب على السلطة الشرعية، والعمل على تسليم الجزيرة اليمنية للسيطرة الإماراتية.
ضباط إماراتيون
البداية من الضباط الإماراتيين، يتصدرهم الجنرال الإماراتي خلفان المزروعي مندوب الإمارات في سقطرى ويعد الرجل الأول لأبوظبي في الجزيرة، ومنذ سنوات يعمل على تكريس الوجود الإماراتي تحت لافتة العمل الإنساني ومؤسسة خليفة، ومنذ العام 2018 بدأ الرجل تحركاته العسكرية عبر شراء ولاء القيادات الحكومية والأمنية والقبلية وخلق انقسامات داخل الأرخبيل، ويدير المزروعي الملقب بأبو مبارك عدة شركات إماراتية تستثمر في عدة مجالات بالأرخبيل.
ومن القيادات الإماراتية التي شاركت في عملية الإنقلاب وتمويله وباتت تدير الأرخبيل عقب إسقاطه، الضابط الإماراتي أبو راشد حمد الزعابي، الذي يدير الملف الأمني في الجزيرة، والضابط الإماراتي عبدالله الأنبالي الملقب بأبو حميد ومسؤول الملف الثقافي للإمارات في سقطرى، والضابط الإماراتي سعيد الكعبي القائم بأعمال مؤسسة خليفة الإماراتية في سقطرى.
قيادات ميليشيا الإنتقالي
وبالانتقالي إلى قيادات ميليشيا الانتقالي، يعد رأفت علي إبراهيم التقلي ونائبه ناظم علي قبلان، أبرز قيادات الإنتقالي ويقودان كل التحركات لمجلس الإنتقالي في الجزيرة، لكن التقلي يعد الرجل الأول للميليشيا وكان له الدور الأكبر في التحريض والحشد لعملية الإنقلاب منذ توليه زعامة المجلس، ويدين بالولاء الكامل والمطلق للإمارات ويتلقى الدعم من زعيم المجلس عيدروس الزبيدي.
ويعد يحيى مبارك سعيد الزعيم السابق لميليشيا الانتقالي أحد أبرز المتورطين في عملية إسقاط سقطرى وتسليمها للإماراتيين، وكان له دور بارز في الأشهر التي سبقت عملية الإنقلاب للتمهيد والتوطئة لحضور المجلس الانتقالي وانتشار ميليشياته داخل معسكرات خاصة خارج سيطرة الدولة.
وعلى مستوى القيادات القبلية فقد كرس، عبدالله بن عيسى آل عفرار، نفوذه عبر المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى، لصالح مشاريع الإمارات والسعودية، وشاركت ميليشيات تابعة له بقيادة مبارك علي قبلان والعقيد علي عفان في العمليات العسكرية والأمنية إلى جانب الانتقالي، وعقب الانقلاب زار بن عفرار الجزيرة في فبراير الماضي وحشد أنصار الإنتقالي لتأييده بعد تصحيح المجلس العام وإزاحته من قيادة المجلس على خلفية تواطؤه مع إسقاط سقطرى بيد الإمارات وسعيه لإسقاط المهرة.
وكان سليمان عبدالله شلولها الذي فرضته الإمارات كشيخ قبلي في الجزيرة، كان من أوائل القيادات القبلية التي استدعتها الإمارات، وزار العاصمة الإماراتية في مرات عديدة كان آخرها عام ألفين وتسعة عشر، والتقى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وكان له دور مبكر في شراء الولاءات القبلية والترويج لمشروع الإمارات في الجزيرة.
قيادات عسكرية وأمنية متمردة
وعن القيادات العسكرية والأمنية المتورطة في الانقلاب والتمرد، يعد ناصر قيس، القائد السابق للواء أول مشاة بحري في سقطرى، أحد أبرز المتمردين وقام بخيانة شرفه العسكري حين أقدم على تسليم أسلحة اللواء لمليشيا الانتقالي بتوجيهات مباشرة من العميد خلفان المزروعي مندوب الإمارات في الجزيرة، مقابل ثلاثين مليون درهم تقريبا.
كما يعد عبدالله أحمد عبدالله كنزهر أحد أبرز القيادات العسكرية لميليشيا الانتقالي في سقطرى الذي أعلنوا الإنشقاق عن الجيش وقادوا عملية التمرد والهجوم المسلح على عاصمة الجزيرة حديبو، وتم تعيينه قائدا للواء الأول مشاة بحري، بعد عملية الإنقلاب وسقوط الجزيرة.
أما على صعيد القيادات الأمنية فيعد كل من، أحمد سعد القدومي الذي عين من قبل الانتقالي مديرا لشرطة سقطرى وعلي عمر كفاين الذي يقود ميليشيا الحزام الأمني في الجزيرة، ومحمد مرشد الذي بات يقود القوات الخاصة، ويشكل هؤلاء الثلاثة من أبرز القيادات الأمنية التي شاركت في الهجمات على المقرات العسكرية والأمنية في الجزيرة، ويشكلون في الوقت الحالي القبضة الأمنية للميليشيا ويقودون حملات الملاحقة بحق الناشطين وقيادات المعارضة للإمارات.
ويمثل علي أحمد الرجدهي، المدير السابق لشرطة سقطرى المقال من منصبه، أحد المتورطين الأوائل في المشاركة بالاجتماعات التحضيرية للإنقلاب بقيادة مندوب الإمارات خلفان المزروعي، ضمن سلسلة اجتماعات عقدت بسرية للتخطيط أكثر من مرة لتنفيذ عمليات الإنقلاب على السلطة الشرعية.
ومن القيادات العسكرية والأمنية التي أعلنت التمرد على الدولة والشرعية قبيل الإنقلاب وخانت شرفها العسكري، محمد أحمد فعري الذي يقود كتيبة الشواطئ وعمل على نقل أموال إماراتية إلى الجزيرة، ومحفوظ عيسى أركان كتيبة الشواطئ، ومحسن الحاج الذي عين قائدا لأركان حرب اللواء الأول مشاة، وعبدالرحمن عبدالله صالح قائد كتيبة الدبابات، وعلي شايف قائد كتيبة الدفاع الجوي، ووفيق محمد عبدالله قائد الكتيبة الرابعة مشاة، ومحمد شعفل قائد كتيبة نوجد.
مسؤولون حكوميون متواطئون
وكان لبعض القيادات الحكومية دور في التواطئ وتسهيل عملية الإنقلاب، فقد شارك عدد من وكلاء المحافظة في خيانة بلادهم ودولتهم والسلطة المحلية بقيادة المحافظ رمزي محروس، وكان أبرزهم وكيل محافظة سقطرى لشؤون الجزر رائد محمد ناصر الجريبي، ووكيل محافظة سقطرى لشئون البيئة عبدالجميل عبدالله بن آدم، ووكيل المحافظة المقرب من السعودية صالح علي سعد السقطري، وعمل الوكلاء الثلاثة على تمكين مليشيا الانتقالي ومنحهم الشرعية لانقلابهم، كما مارسوا دورا سياسيا خبيثا لتمرير مشاريع الإمارات منذ وقت مبكر.
وكان لوزير الثروة السمكية التابع للإنتقالي سالم عبدالله السقطري، دور مبكر في تمكين الإمارات وتغلغلها في جزيرة سقطرى، إبان عمله كمدير للشرطة ثم محافظا للجزيرة من العام 2012 وحتى العام 2017، لكنه مازال أحد أهم أدوات الإمارات حتى اليوم.