آخر الأخبار
لحج.. نساء يصنعن مراوح يدوية للتخفيف من معاناة حرارة الصيف (تقرير)
صناعة المراوح اليدوية
الأحد, 30 مايو, 2021 - 12:21 مساءً
في ظل انقطاع التيار الكهربائي ، والارتفاع في درجة الحرارة بالمناطق الساحلية جنوبي اليمن ، تشهد الصناعات الشعبية القديمة رواجا كبيرا لمكافحة حرارة الصيف.
وفي ظل الأجواء الحارة، تقف على رأس هذه المشغولات اليدوية ( المراوح)التي لاتزال تلقى رواجا واسعا بين الناس ، كما تمثل مصدرا للعيش للكثير من النساء اللائي يعملن في صناعة الخزف بأنواعه في الحوطة العاصمة الإدارية لمحافظة لحج جنوبي البلاد.
تعد منى حسن من سكان الحوطة في لحج من أشهر الصانعات، وهي تعمل مدربة في الأشغال اليدوية، وتعمل في هذا المجال منذ أكثر من عشر سنوات.
وتتميز أسرتها بأنها تعمل في هذه الأشغال منذ أكثر من ثلاثة عقود ، ومنى ورثت هذا العمل من أمها كما أشارت في تصريحات خاصة للمهرية نت.
وأفادت بأنها تعبت من العمل لينتقل العمل إلى بناتها، مشيرة إلى أن المراوح اليدوية تشهد إقبالا كبيرا بمجرد دخول الصيف بشكل أكبر بخلاف الشتاء حيث يكون الإقبال عليها ضعيفا.
وتضيف أن "عملية صناعة المراوح تحتاج لجهد كبير من قبل صانعتها لاسيما وأنه في الصيف يقبل الناس عليها".
وتشكو من أن مردودها المالي مقابل الجهد الذي يبذل في صناعتها غير مجدي.
وتشرح الحاجة منى طريقة صناعة المراوح قائلة" تبدأ أولا من عملية شراء عزف النخيل من قبل أحد الأشخاص الذي تتعامل معه حيث وصل سعر الربطة الواحدة لحدود2000 ريال بعدما كانت في السابق بين1200-1500 ريال".
وأردفت" بعدها تتم عملية تنقية العزف بعد الشراء وأخذ العزف الصافي التي فيها قلوب والتي لاتوجد فيها قلوب يتم صباغتها لاحقا، وبعد التنقية تأتي مرحلة الصبغ والتي تستمر يوما واحدا، ثم اليوم الثاني يتم الشغل وبعد الصباغة والتجهيز يأتي التشبيك حيث يتم تشبيك كل عزفتين مع بعض ثم النقش في المراوح".
وتقدر منى أن الربطة الواحدة التي تشتريها من بائع عزف النخيل بحدود2000 ريال ،تصنع منها بحدود30 مروحة، لكن بحسب تفرغها، موضحة أن المتفرغة قادرة على صناعة 10 مراوح في اليوم، ورغم ارتفاع سعرها عما كان عليه سابقا حيث كان سعرها200 ريال فيما وصل سعر حاليا بين350-400 ريال.
وقالت إن" الأمر هنا لايتعلق بالخسارة أو المكسب أو الربح؛ لكن القضية في الجهد وأثره على بصر ونظر الصانع كونه يحتاج لتركيز كامل حتى لايختل العمل وهذا يجعل أي شخص يعمل في هذه الصناعة يشعر أن المردود غير كاف نظير الجهد الذي يبذل في تجهيز المراوح".
الحاجة منى هي من دعت فاطمة صالح خمسينية في العمر التي تعاني من مشاكل في النظر ، للاستمرار في مهنة بيع المراوح التي قالت إنه أقل شي تبعدك عن سؤال الآخرين والاعتماد على نفسك.
وأضافت فاطمة" أقوم بصناعتها وأبيعها هنا في قريتي بحدود300 ريال؛ وأرسل مجموعة لصديقة إلى عدن لبيعها هناك بحدود400 ريال وتساعدني في توفير متطلبات بعض أمور البيت خاصة وأن راتب زوجي متقاعد 55000 ريال فقط".
وتوضح فاطمة أنها لاتقوم بشراء العزف وأنها تأخذه من النخيل الموجود في أرض زوجها ويساعدها في ذلك أولادها في تجميعها.
وأردفت" عملية تجهيزها للمراوح تختلف يوما عن آخر ، بحسب الفراغ والطلب خاصة وأن الأعراس في الأرياف وبعض القرى صارت المراوح اليدوية المزخرفة من طقوسها، ولذا يتم العمل عليها بكثرة أيام الأعياد والإجازات كونها تتسم في الريف بأنها زمن المناسبات والأعراس".