آخر الأخبار
إضراب نقابات التعليم العالي في سقطرى
دعت نقابة التعليم العالي في كلية التربية بسقطرى جميع المعلمين إلى التوقف عن العمل حتى تتحقق مطالبهم التي تقدموا بها إلى السلطة المحلية ومؤسسة خليفة وصندوق الإعمار السعودي.
جاءت هذه الدعوة بحسب بيان أصدرته النقابة على ثلاث مراحل منذ منتصف فبراير وإلى الآن:
أولًا: تعليق الشارات الحمراء: بدء من يوم الإثنين 12/2/2024م لمدة أسبوع.
ثانيًا: الإضراب الجزئي: بدء من يوم الأحد 18/2/2024م من الساعة العاشرة صباحًا ويستمر إلى يوم الثلاثاء 20/2/2024م.
ثالثًا: الإضراب الكلي: من يوم الأربعاء 21/2/2024م حتى تتحقق المطالب.
وعلى الرغم من هذه المراحل المتعددة من الإضراب لم تتعاط السلطة المحلية مع مطالب هؤلاء المعلمين بالشكل الإيجابي ولو بأسلوب الوعود والمماطلة كما كانوا يفعلون في السابق بل لجأت إلى أسلوب التهديد والوعيد والاتهامات والتصنيفات الحزبية لأعضاء هيئة التدريس ولإدارة الكلية.
وقامت إدارة المحافظة ممثلة بالوكيل رائد الجريبي وبحضور لجنة مشكلة أكثر أفرادها من القيادات الأمنية وبحضور رئيس الانتقالي ونائبه باستدعاء عميد الكلية وإلزامه برفع الإضراب، ولكنه صرح لهم أن الإضراب حق شرعي كفله الدستور اليمني ولا قوة لديه للضغط على المعلمين بعدم المطالبة بحقوقهم.
قامت اللجنة المشكلة بتهديد الأكاديميين المحتجين وصرحت بالتعامل القاسي لأي مظاهرة ما لم يتم الوقف الفوري للإضراب،
ويذكر المعلمون أن المحافظ الثقلي بعث في بداية الإضراب برسالة صوتية ذكر فيها أنه تشاور مع الإماراتيين بضرورة دعم المدرسين وقد استجابوا للأمر وعما قريب سوف يصرفون للمعلمين مكافآت مجزية، ولم يعد المدرسين يصدقون المحافظ الثقلي وما يدلي به من تصريحات ووعود فقد وعدهم أربع مرات سابقة قبل هذا الإضراب ولم يف من وعوده إلى الآن بشيء على الرغم من تكرير المطالب وتكرير الجلسات معه منذ بداية أغسطس إلى الآن دون فائدة تذكر.
ولكن من العدل الإشارة أن المحافظ صرف تذاكر سفر عودة وإياب للمدرسين غير محليين لزيارة ذويهم في إجازة نصف العام الدراسي.
لم تكن مطالب المدرسين بالشيء التعجيزي الذي لا تستطيع مؤسسة خليفة بن زايد أو الإعمار السعودي أو السلطة المحلية الإيفاء به فقد صرفت مؤسسة خليفة للمدرسين العاملين في جامعة سقطرى أو الجامعة الإماراتية كما يسميها البعض مبالغ شهرية تتراوح بين ثمانية ألف إلى ثلاثة آلاف درهم كحد أدنى لكل معلم، وهؤلاء المدرسون في الأساس زملاء للمدرسين العاملين في كلية التربية تخرجوا من جامعة واحدة والبعض منهم طلابهم، وعلاوة على ذلك يدرسون في مكان واحد ويعلمون جيلا واحدا..
ويذكر بعض المعلمين أنهم لا يريدون المساواة بالمعلمين العاملين في جامعة سقطرى بل يريدون شيئا من تحسين أوضاعهم المعيشية نظرا لغلاء المعيشة في سقطرى وأسوة ببقية المحافظات والمديريات التي تقدم الدعم للمدرسين العاملين في الكليات والجامعات مثل المهرة وسيئون وشبوة وحضرموت.
سألت أحد المدرسين العاملين في كلية التربية ماذا تحققون من هذا الإضراب؟ و ماذا حققتم إلى الآن؟
فقال: أولا نعتذر للمجتمع عموما وللطلبة خصوصا ونتأسف عليهم أننا قمنا بهذه الخطوة التي أضرت بالعملية التعليمية وقد أجبرنا على اللجوء إليها فهي آخر دواء بحثنا عنه بعد تجربتنا لكل السوائل والطرق البسيطة من المطالبات والمناشدات والزيارات وما كنا نتوقع أبدًا أن تتعامل معنا السلطة المحلية بالتهديد بدلا من السعي في مطالبنا، وما كنا لنتوقع أن عددا بسيطا لا يتجاوز ثلاثين معلما في كل من كلية التربية والمجتمع تعجز مؤسسة خليفة دعمهم وهي التي تصرف مئات آلاف الدراهم اليومية على المهرجانات والحفلات الماجنة، يكفينا من الأهداف التي حققناها أننا أسمعنا صوتنا للعالم وأوصلنا مطالبنا إلى الكل وتحدث الجميع عن التهميش الذي طالنا.
كما أننا خففنا من هالة الرفاهية التي ينظر إلينا بها الناس في المحافظات الأخرى حيث يتعامل معنا الناس في كل المحافظات أن الإمارات منحتنا مرتبات عالية وامتيازات.
كنا في السابق كلما حاولنا تصحيح حقيقة الدعم لا يصدقنا أحد بل يتهموننا بنكران الجميل والتحامل على الداعمين ولكن الآن بانت حقيقة هذا الدعم المقدم من الإمارات خصوصا ومن المحافظة والتحالف عموما وتحدثت عنه الصحف والقنوات بل حتى لو عدنا الآن إلى ممارسة العمل فلا ضير في ذلك يكفي أننا أوضحنا الصورة ولم نتهم بشيء لم نأخذه.
ذكر بعض المحللين والناصحين للمدرسين أن الإمارات والمحافظة لا يهمهما شيء من أمر التعليم الجامعي بل أن الإمارات تريد القضاء على التعليم الحكومي في سقطرى وخاصة الجامعي وذلك لكسب إقبال الطلاب على جامعتها وهي مستفيدة من تعطيل الدراسة وتعثر المعلمين بل تحاول اغاظتهم بكل الوسائل وشتى الأساليب
وفي صدد الإضراب لحقت كلية المجتمع بكلية التربية ووقفت إلى جانبها وطالبت بتحسين أوضاع المعلمين في بيان أخير مشترك صدر من الكليتين يندد بوقف تام للعملية التعليمية.
ومن المؤلم أن المثقفين والمصلحين والمشايخ ورجالات سقطرى البارزين يسعون لمعالجة هذه القضية بل حتى الإعلاميون المحليين كان تفاعلهم ضئيلا وتناولهم لها فرعي.
حاليًا توقفت الدراسة في كلية التربية وفي طريق توقفها التام في كلية المجتمع وفي الأيام القادمة بعد رمضان يتبين ما تؤول إليه أحوال التعليم الجامعي ويتبين مدى إحساس السلطة المحلية بتوقف العملية التعليمية.
*المقال خاص بالمهرية نت *