آخر الأخبار

هل نستطيع إيقاف هذه الفتنة والعبث القائم؟!

الخميس, 11 يناير, 2024

تضج وسائل التواصل الاجتماعي بالإشاعات والتسريبات، حول التسوية السياسية بين أطراف الصراع في اليمن، وتشكيل حكومة، او بالأصح هي سمسرة لتقاسم بقايا وطن سلطة وثروة ، بمعايير حكم الغلبة، والتشكيلات التي زرعها التحالف، لتكن بديلا للدولة، التي دمر أسسها ومؤسساتها، واستبدلها بما هو قائم اليوم، من قوى متناحرة، كلما اشتد التناحر بينها، يخفف من هذا التناحر بتوافق شكلي وتقاسم مؤقت، يبقى جمر الصراع تحت رماد ما اتفق عليه، لحين إعادة إشعالها.

كل هذا يحدث أمام أعين منظري المشروع الوطني، مشروع الدولة الوطني (جمهورية ومن قرح يقرح)، أعين توارت بين زخم المصالح والمنافع، البعض غاب والبعض غُيب، والبعض الآخر شريك ملحمة نحر الجمهورية، يبحث له عن نصيب من القسمة، وكل ذلك أفسح المجال للمشاريع الصغيرة تسود بمبدأ الدفاع عن الطائفة أو المنطقة والجغرافيا، والهويات البدائية التي قامت الثورة للخلاص منها، واليوم تنتقم من الثورة ومولودها( الجمهورية) شر انتقام.

في مطابخ الرياض تعد وجبة تسيل لها لعاب تلك المشاريع الصغيرة، ونرى لكل طائفة وجغرافيا ومنطقة وقبيلة وعرق اثني تتشكل مكونات ومجالس، ومواقع إلكترونية وإعلامية، تروج لشخصياتها وأفرادها ، وحقها في النصيب الأكبر.

المؤسف والمخزي معا أن يتغنى البعض بخصوصيته ويمارس أنواعا من القدح والذم والتشنيع على الآخر تحت برقع تسميات مناطقية بحدود جغرافية، رسمت لتقسيم البلد ونحر الدولة الوطنية، في استغلال قذر لتراكمات الماضي، وقناعات الحاضر الطائفية والعنصرية، المخزي أن نجد تضامنا مبتذلا ورخيصا يعتمد على الشيطنة للمشروع الوطني الكبير، حيث يتقوقع البعض خلف أسوار ضيقة في مرحلة حرجة بإيعاز ودعم منقطع النظير من الخارج اللعين، والهجمة الشرسة على الدولة الوطنية، بشراسة تفتق الهويات الضيقة بوجهها المتعدد كالطائفة والمنطقة والسلالة والقبلية ، التي تفرز العنصرية بكل قبحها.
نعرف أن المستعمر أراد لنا أن نغرق بالفتنة، وإن كان ذلك من أعماله الشيطانية، فالمسؤولية علينا، وجد فينا نفوسا ضعيفة وعقولا هشة مرر من خلالها فتنته، ولهذا علينا أن نتجاوز المرحلة ونقطع دابر الفتنة والحد من الاقتتال، ننبش في ذواتنا ونبحث عن السبب الذي يحركنا ويثير نعراتنا المتعددة الوجوه، لماذا نلجأ لطوائفنا وقبائلنا ومناطقنا وجغرافية مسقط الرأس ؟، بأعذار واهية كنا أحد أسبابها، في ما حدث في الماضي، ومازال يحدث من إقصاء واستبداد، في معادلة بسيطة تسمح لأقلية منا السيطرة على حياتنا تاريخا وحاضرا ومستقبلا.

هل نستطيع إيقاف هذه الفتنة والعبث القائم، لنعيد الاعتبار للدولة الوطنية والمشروع الوطني، بالتغلب على نعراتنا بكل أوجهها، عندها فقط يمكن القول أن نعيد الاعتبار للذات الوطنية، والإرادة الشعبية، والجماهير التواقة للدولة الوطنية والهوية الوطنية، بل الهوية القومية والإسلامية، ونوقف كل هذا الضجيج المنتج لشكل وهمي لدولة، هي بالأساس مجموعة دمى وجدت من أجل استمرار إنهاك وطن ومواطن، واستمرار حالة العبث، و الارتهان والتبعية لمشاريع الشيطان الرجيم و المستعمر وعملائه في المنطقة.

*المقال خاص بالمهرية نت* 

الحرب ومصير الأمة
السبت, 21 ديسمبر, 2024