آخر الأخبار
الفرحة التي أخرجت الشعب من قمقم الخذلان
شكرا للفريق اليمني للناشئين، أفرحتم شعبكم الذي كان في أمس الحاجة لهذه الفرحة، أفرحتم شعبا يعاني الأمرين من الصراعات البينية، شعبا مخذولا من كل القوى السياسية، ومهموم في لقمة العيش والخدمات والكرامة والحرية، كان معظمه قبل أن تنطلق مباراتكم، ويهتف باسم اليمن ، مهدور الهوية وفاقد للوطن ، مرهق من البحث عن راتبه في كم هائل من مسميات البنوك والمصارف، ومحروم من كل حقوقه، ومعرض للحرمان في ما تبقى من أبسط حقوقه المدنية، شعب في موقف صعب، بين الحياة والموت ، كان محتاجا لجرعة من الفرحة، تعيد له الحياة، ويستعيد الإرادة ، ليصرخ عاليا بكل مكنوناته ، معبرا عن رفضه للواقع.
كنتم الأبطال بعد أن فقد الوطن معنى البطولة، التي تحولت لمنافع ومصالح وأطماع، وفي المواقف الصعبة تظهر معادن الرجال، ويبرق المعدن الأصيل، ليزيل كل النفايات العالقة على جسد الأمة.
تحية لجميع اللاعبين وللجهاز الفني والإداري، كنتم قد المسؤولية وكسبتم الرهان في قلوب كادت على وشك السقوط، وأعطيتهم دفعة للنهوض للتعبير عما فيهم بشكل قوي، بقوة مواجهة الصعاب.
القضية ليست كما يتصورها المستفيدون من الواقع البائس، الذي غيبت إرادة الشعب، واستبدالها بإرادة القوة ، المدعومة بالبندقية والقبيلة والمنطقة أو الطائفة، بالحق الإلهي أو الحق الجغرافي، بالوصاية والارتهان للخارج، القضية هي حلم أمة وتطلعات الناس، وحقهم بالحياة والفرحة والسرور، القضية هي أن الشعب ليس مخلوقا ضعيفا إن استطعتم وتستطيعون خداعة على طول حتى الإبادة، إنه شعب صبور ويتحمل الصعاب ، ولكنه شعب إن ثار يثور بركانا، وإن نطق ينطق حقا.
شكرا لصغارنا الفدائيين، الذين أتاحوا فرصة من الفرح، لشعب نطق حقا، بعد فترة ظلال، بالروح بالدم نفديك يا يمن، هذا الشعار الذي أعاد للهوية اعتبارها، بعد أن حاول المغرضون استبدالها بهوية مركبة، أخذت من أحلام المستعمر قديما، واستغلال ما أصاب الشعب من استبداد وطغيان منظومة خذلته وبددت حلمه في المشروع الوطني الكبير، فرحة اليوم تعيد للشعب هذا الحلم، ليعرف العالم أن ما يصح إلا الصحيح.
حيو اليماني حيوه، وبالروح بالدم نفديك يا يمن، ورددي أيتها الدنيا نشيدي، شعارات الهوية اليمنية، وترفرف الراية اليمنية، بداية لصحو ستقلب موازين القوى لصالح اليمن الكبير، ضد كل مشاريع التمزيق والشتات، وكل الكنتونات التي تحاول الأطماع صناعتها، والسيناريوهات التي تمررها.
شكرا لفريق الناشئين، الذي أفرح شعبا وأخرجه من قمقم الخذلان، وأعاد له الحياة، شكرا لتلك الجرعة التي أخرجت شباب عدن والمناطق الجنوبية والمحررة، ومناطق تحت سلطة الحوثي، ومناطق محاصرة، ومناطق الثكنات العسكرية، لتتنفس بنفس واحد هو اليمن، رافضه للسيطرة العسكرية، والصراعات البينية، والتقاسم السياسي للسلطة، والمناطقية والطائفية، الرفض وبقوة للكراهية والعنصرية، وكل نفايات ومخلفات الحرب العبثية، والارتهان والتبعية.
عاش الفريق الوطني للناشئين، وعاش الشعب اليمني كريما عزيزا شامخا بوحدته وسيادته، وعاشت الجمهورية اليمنية، ولن ترى الدنيا على أرضي وصيا.
*المقال خاص بالمهرية نت *