آخر الأخبار

البردُ والجوعُ والمرض.. ثلاثيةُ الشتاء التي يعاني منها اليمنيون!

الجمعة, 24 نوفمبر, 2023

تمر سنواتُ الحرب ثقيلة وكئيبة على اليمنيين جميعهم، إلا أولئك الذين اتخذوا من الحرب مصدر دخل كبير لهم؛ فاستفادوا من كل قطرة دم سفكت على الأرض، وأكلوا كثيرًا بعد هدم وتخريب البيوت، وتشريد الناس منها، الذين يسعدون بموت الناس وكأنهم سيرثون الأرض من بعدهم إلى الأبد.
 
تمر السنوات ولا يزال الوجع قائمًا في القلوب، حتى في هذا الوقت الذي يوصف بأنه زمن الهدنة، الهدنة التي لم تطبق على أرض الواقع، فقط طبقت على الأفواه قولًا بغير عمل، وتهمة يدفع الأبرياء من الناس ثمنها.
 
لا يزال الوجع مستشريًا؛ بل إنه يزاد كلما مر الزمن؛ فمرور الزمن يحتاج إلى ضريبةٍ كبيرة من المال والجهد والمشقة، مثلما أن تقلبات الطقس تحتاج إلى أدوات مناسبة لكل حالة طقس معينة، ففي الصيف يبحث الناس عن البرد القليل، وفي الشتاء يبحثون عن دفاء يقيهم أوجاع البرد والأمراض الناتجة عنه، وهذا ما لا يتوفر لدى الكثير من أبناء اليمن اليوم، لا سيماء النازحين الذين تقطعت بهم السبل فنزحوا من ديارهم وهم لا يعلمون أنهم يهربون من موت عن طريق الحرب إلى موت آخر عن طريق البرد والجوع والمرض.
 
هذه الثلاثية القاسية التي يعاني منها الكثير من أبناء اليمن الذين يعيشون في ظل أسوأ أزمة إنسانية...  ثلاثية البرد والجوع والمرض التي بدورها تزور الخيام المهترئة والكنتيرات والبيوت المكشوفة التي دمرتها الحرب وأخرجتها عن صلاحيتها، لكن الناس اضطروا أن يعيشوا فيها؛ لأنها خيارهم الوحيد بدلًا من العيش في الشوارع والطرقات.
 
كان المعسرون من أبناء اليمن في السنوات الماضية يحصلون على مساعدات مالية وغذائية..  يستطيعون من خلالها التعايش مع الواقع المرير بتلقباته،  لكن الوضع تغير كثيرًا؛  ففي السنوات الأخيرة؛ قلَّت المساعدات الإنسانية التي كان يحصل المحتاج على القليل منها وبقيتها تذهب لجيوب العاملين عليها، قلت المساعدات وزاد جشع المتاجرين بها وغابت عن الكثير من الناس الذين كانوا ينتظرون قدومها بفارغ الصبر، ويحسبون لها ألف حساب، لتكون النتيجة أن هذا الشتاء جاء قاسيًا ليس على النازحين وحدهم؛ بل على الكثير من اليمنيين، حتى أولئك الذين كانوا بالأمس ميسوري الحال لا ترى في وجوههم علامات للفقد والوجع والحرمان.
 
هاهم اليمنيون اليوم يعيشون تحت خط الفقر والمجاعة؛ بل إن الذي زاد الوضع سوءًا هو انهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية مجددا؛ الأمر الذي جعل العيش صعبًا في ظل هذا الغلاء الفاحش، حتى أن الحصول على لقمة العيش بات صعب المنال، ناهيك عن الحصول على كسوة الشتاء من الملابس الثقيلة والبطانيات التي يتجاوز سعرها عشرات الآلاف؛ ما يجعل أمراض الشتاء تنتشر بشكل كبير في الأوساط لا سيما بين الأطفال والنساء وكبار السن، ليكون هذا الشتاء هو الأكثر وجعًا ومرارة.
 
 

المزيد من إفتخار عبده