آخر الأخبار
نساء غزة.. النموذج الأمثل للمرأة العربية المسلمة المكافحة!
بمواقفها العظيمة تعيدك إلى عصر النبوة، زمن نساء الصحابة رضوان الله عليهن، عندما ترى إيمانها العظيم وشعورها الأقوى بأن الله معها ويقينها بأن ما اختاره الله هو خير سواء جاء بشكل موت أو حياة، ما أعظم ذلك الكبرياء الذي تتمتع به المرأة الغزاوية، التي تلتقي الموت بحب وتودع الشهداء بكل فخر واعتزاز.
كم من المشاهد التي رصدتها الكاميرات منذ بدء طوفان الأقصى وحتى اليوم، تلك المشاهد التي تجعلك تذرف الدموع بغزارة عندما ترى امرأة تودع أبناءها الشهداء، تبكي بحرقة على الفراق، لكنها في الوقت نفسه ما تزال تتمالك نفسها، تحسبن وتحوقل وتحمد الله وتكبره على ما أصابها، تحاول أن تهدئ من روع من حولها، من هذه المشاهد يظهر حجم الإيمان الكبير الذي غرس في قلب هؤلاء النساء، حجم الثبات الذي لا تجده بنساء أخريات على الإطلاق.
المرأة الغزاوية هي أم القضية أو بالأصح هي راعية القضية الفلسطينية منذ البداية وحتى اللحظة، هذه القضية التي يتجاهلها الكثير من العالمين اليوم، هي أمها من حيث إنها هي التي أنجبت أجيالًا صامدة وربتهم على الثبات وعلمتهم مبادئ الدين الإسلامي الحنيف؛ فكانت النتيجة هذه القوة والعزيمة التي يتمتع بها الغزاويون اليوم في ظل الاعتداء الإسرائيلي المتواصل عليهم، هذه النتيجة في البطولات العظيمة التي يسطرها أبناء غزة في إذاقة العدو أكبر المواجع وأكثر الخسائر.
ربّتْ أطفالها منذ الصغر على حب الأرض والدفاع عنها وعن العرض والإنسان، جعلتهم يعرفون من السنوات الأولى ما معنى الأقصى وما أهمية الدفاع عنه وعن المقدسات الإسلامية... وما الذي تتوقعه من رجل اليوم الذي رضع بالأمس من ثدي أمه حليب العزة والكرامة والإباء، من طفل الأمس الذي عرف الدين ومبادئه من سنوات عمره الأولى عندما كانت أمه تعلمه كيف يخطو وهي تخبره بأن يخطو نحو الأقصى، تحفزه بأنها ذاهبة معه إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، تخبره أن الصلاة هناك لها قيمة أكبر عند الإله الكريم.
هاهي المرأة في غزة اليوم على الرغم مما أصابها ويصيبها من وجع متواصل جراء الإجرام الإسرائيلي على أرضها ما تزال صامدة وثابتة ثبوت الجبال، تهدئ من روع أطفالها تخبرهم أن الحياة لا تساوي شيئًا أمام نيل الشهادة التي يلقى به الشهيد ربه وقد أعدت له جنة عرضها كعرض السموات والأرض، تخبرهم أن الموت في ظل الدفاع عن الأرض شهادة وأن أصحاب الحق لا بد وأن يكونوا أقوياء وإن كانوا أطفالًا، ولذا ترى أطفال غزة ليسوا كبقية الأطفال إنهم بأجسام صغيرة لكنهم يحملون عقولًا كالجبال، عقولًا لو امتلكها حكام العرب لما توانوا لحظة في قول كلمة الحق ولما صمتوا إزاء ما يحدث لغزة اليوم.
لقد أعطت نساء غزة دروسًا عظيمة لنساء العالم كله سواء العالم الإسلامي أو غير الإسلامي في الأخلاق الحميدة والعفة الفريدة والبسالة والقوة العظيمة، إنهن النموذج الأمثل للمرأة العربية المسلمة المكافحة الصابرة، التي تتحدى الظروف القاسية وتخلق من المحن منحًا وتصنع من الظلام نورًا عظيمًا.
*المقال خاص بالمهرية نت*