آخر الأخبار
ما الذي زرعته غزةُ في قلوب العالم؟
كان يومُ السابع من أكتوبر يومًا عظيمًا عاش فيه المسلمون فرحة كبرى بعدما خُذل الكثير منهم من قبل حكامهم في بلدانهم، ذلك الطوفان الذي بعث في القلوب يقظة كبيرة وفرحة لا توصف، حتى أن المسلمين شعروا أن النصر قريب وهو آت من فلسطين.
زلزلةٌ كبيرة اجتاحت إسرائيل في صباح يومٍ واحدٍ؛ الأمر الذي أظهر حجم إسرائيل الصغير، الذي حطمه أبطال غزة بمعدات بسطة وعلى سيارات صغيرة ودراجات نارية.
لم يكن يخطر على بال إسرائيل ولا أتباعها من الغرب أو من المطبعين من العرب أن يومًا واحدًا سيكون كفيلًا بأن يهدم ما بنته إسرائيل وأعوانها لعشرات السنين والذي كلفها مليارات الدولارات، لكن عزيمة الأبطال وشجاعة أهل الحق عادة ما تكون أقوى فصاحب الحق لا يهزم وإن وقف العالم كله ضده.
لم تقف إسرائيل مكتوفة اليد حيال ما أصابها وأوجعها، ولم تقف الدول الغربية صامتة وطفلهم الشقي قد ضرب ضربة موجعة، فكان الرد على غزة ردًا وحشيًا لا يمثل الإنسانية ولا بأي شكل من الأشكال، أظهروا قوتهم على المنازل والقاطنين فيها، هدموا البيوت وأنزلوها على رؤوس ساكنيها، ليسقط إثر ذلك الآلاف من الشهداء غالبيتهم من النساء والأطفال.
وقابل أبناء غزة كل ما يحدث بصبر المؤمن وبثبات أهل الأرض وأصحاب الحق، حتى أن دعوات الإخلاء التي أطلقها العدو لم تكن إلا هشيمًا تذروه الرياح ولا تجدي نفعًا.
هذا الأمر أغضب إسرائيل كثيرًا وأشعرها بالهزيمة الكبرى، إذ إنها أرادت أن تزرع الخوف وسط غزة لكنها لم تلق إلا ثباتًا منقطع النظير من أولئك الأبطال الشعجان الذين يودعون أسرًا كاملة من الشهداء كل يوم، ثبات أطفال بعمر الزهور يحملون عقيدة لا يحملها من هو في سن الأربعين، يعلمون أنهم في فترة ابتلاء من رب العالمين، ويوقنون أن النصر بيده وإن خذلهم الجميع فالله معهم وهو حسبهم ونعم الوكيل.
وجاءت الضربة الأكبر من قبل إسرائيل بالتعاون مع أمريكا وكهلها الخرف، فحدثت مجزرة مستشفى المعمداني تلك المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد من الأطباء والمرضى، هذه المجزرة المروعة كانت أكبر دليل لفضح الغرب المتآمرين مع إسرائيل، الذين تغنون باسم الإنسانية كثيرًا؛ بل جاءت أيضًا لتخرج الشعوب الصامتة عن صمتها فخرجت الجماهير المنددة بتلك الجرائم التي ترتكب في حق الأبرياء داخل غزة.
الملايين من المتظاهرين في أغلب الدول العربية خرجوا منددين تلك الجرائم رافعين علم فلسطين عاليًا يهتفون فلسطين عربية حرة، لبيك يا غزة.
لم تخرج الجماهير المتظاهرة المؤيدة لغزة في الدول العربية وحسب؛ بل في الكثير من الدول الغربية أيضًا خرجت الجماهير تندد بالجرائم التي ترتكب في حق الإنسانية داخل غزة، وهتفت مؤيدة لفلسطين رافعة علمها، والكثير منهم من داسوا العلم الإسرائيلي تحت أقدامهم، موضحين أن الإنسانية لا علاقة لها بالعرق أو الديانية، وإنما هي فطرة الإنسان النقي حيثما كان.
عجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتأييد الكبير لأبناء غزة وفلسطين، سواء من العرب أو غيرهم على الرغم من الحرص الشديد من قبل إدارات تلك البرامج في حذف كل محتوى يهدف إلى مدح غزة أو يدعو لنصرتها إلا أن ذلك زاد في إصرار المؤيدين على العمل أكثر في فضح الأعمال الإجرامية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
هذا التأييد العظيم والمناصرة الكبرى والسخط العالمي أحدث ارتباكًا كبيرًا في إسرائيل ومؤيديها إذ إن الرأي العام في العالم كله أصبح واضحًا وأن كل تصرف لا يهدف إلى نصرة غزة لا يعد إلا جرمًا جديدًا في وجهة نظر العالم وهذا ما حشر إسرائيل وأعوانها في بؤرة الهلاك الحتمي فلا طريق لنجاتهم وإنقاذ سمعتهم المداسة إلا الاعتراف بالحق الفلسطيني والانسحاب من الأراضي المقدسة.
كل هذا زرعته غزة في قلوب العالم بصبرها وثباتها، بالتزامها بالمصداقية في كل حركة قامت وتقوم بها، وهذا ما سيحقق لها النصر المؤز بإذن الله، فاللهم عجل بنصرك لها.
*المقال خاص بالمهرية نت*