آخر الأخبار
السوشال ميديا والاعتداء على خصوصيات الآخرين!
في ظل الإيقاع السريع الحاصل في عالم الإنترنت وعالم السوشال ميديا الذي أصبح داخلًا في كل بيت- إن جاز التعبير- والذي يحمل عالما من فئات عمرية مختلفة، وفي ظل فتح المجال من قبل برامج الإنترنت لكل من أراد أن يستخدم، فقد أصبح الأمر شبيهًا بالمسخرة.
إن أغلب مرتادي عالم السوشال ميديا اليوم والفاتحين حسابات فيها أصبحوا يتاجرون بأمور تافهة لا تحمل أي بوادر للجمال والإبداع أو بالأصح لا تصل إلى مرحلة أن تسمى محتوى هادف، فالمحتويات اليوم غالبها تصب في الترهات والتفاهات فقط من أجل الحصول على المزيد من الدعم والحصول على عدد كبير من الإعجابات، وقلَّ جدا من ينشر محتوى هادفًا يرسل من خلاله رسالة هادفة ومفيدة تنفع المتابع وتساعده على تخطي عقبات الحياة.
للأسف الشديد اليوم تجد الكثير من أصحاب المحتويات في السوشال ميديا، من ينشرون حياة الآخرين الخاصة، فهم يقومون على سبيل المثال بتصوير أناس ضعفاء قست عليهم الحياة حتى أوصلتهم لمرحلة موجعة، لكنهم في الحقيقة لن يقبلوا أن يتم نشرهم بهذه الطريقة إذا ما طلبوا منهم الإذن، وفعلا تجد أن يتم تصويرهم بدون إذنٍ منهم، وهم في وضع لا يحسد عليه؛ فقط من أجل كسب ود المتابعين لعمل الكثير من الليكات ولا يهمهم أن يكون هذا الفيديو جارحا لمشاعر هذه الفئة وأقاربها أم لا.
أين احترام خصوصية الآخرين، عندما يجد أحدهم طفلًا صغيرًا قادته البراءة إلى أن يطلب منه مبلغا صغيرًا من المال ليشتري به قطعة حلوى صغيرة تفرحه، وقد يكون من أسرة عزيزة وأبية وغنية عن المبلغ الذي سيعطيه إياه ذلك الشخص وعن أضعافه آلاف المرات، ما ذنبه عندما يقوم بتصويره وهو يسأله المال، ثم يسأله عن اسمه ومن أين هو، وهو ببراءة يعرف بنفسه وببلده وإلى أي قبيلة، ينتمي، هل يدرك أولئك الذين يقومون بصوير مثل هذه المواقف أن هذا الأمر يعد جريمة وله عقاب؟
ففي القانون اليمني تجرِّم المادة( 256 ) من قانون الجرائم والعقوبات الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة إذْ تنص المادة على أن “يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بالغرامة كل من اعتدى على حرمة الحياة الخاصة وذلك بأن ارتكب أحد الأفعال الآتية في غير الأحوال المصرح بها قانوناً أو بغير رضاء المجني عليه:
استراق السمع أو تسجيل أو نقل عن طريق جهاز من الأجهزة أياً كان نوعه محادثات جرت في مكان خاص أو عن طريق الهاتف أو التقاط أو نقل بجهاز من الأجهزة أياً كان نوعه صورة شخص من مكان خاص.
إن احترام خصوصية الآخرين أمر شدد على أهميته الدين الإسلامي الحنيف، وهو من الأخلاق الحميدة، فينبغي أن يكون سلوكا ملازما لنا، نمارسه من تلقاء أنفسنا، ثم إن المحتويات التي تمس خصوصية الآخرين لا تدفع المتابع إلا إلى الاشمئزاز من سلوك صاحب المحتوى، فكونوا مخلقين وأصحاب ذائقة سليمة وفكر هادف، فأبواب النجاح كثيرة ومجالاته واسعة وشعابه كبيرة فانتقوا الأفضل وارتقوا بأنفسكم وبمجتمعاتكم وكونوا أصحاب رسالة قيمة وهادفة ليستمر عملكم في النجاح ولينفعكم في الدنيا والآخرة.
*المقال خاص بالمهرية نت*