آخر الأخبار
المرأة اليمنية.. حياةٌ مليئةٌ بالتحديات والكفاح !
منذ القدم والمرأةُ اليمنية تعيش حياتها في كفاحٍ كبير، سواء كانت المرأة الريفية التي تقضي جل نهارها خارج بيتها، تهتم بالأرض وتربية الماشية، تمارس أعمال الرجل الشاقة دون كلل أو ملل متناسية ذاتها، أو كانت المرأة المدنية التي تسابق الأحداث وتتحدى الصعاب في سبيل أن تعيش أسرتها حياة كريمة.
وقد جاءت الحرب اللعينة لتزيدها وجعًا إلى جانب الوجع الذي تعانيه، وتضيف لها كما هائلا من التحديات والصعوبات التي غرست كمسامير حادة في طريقها وكان فرضًا عليها أن تمشي فوقها حافية القدمين، ولعل أبرز عائق جاءت به الحرب للمرأة هو فقدانها لعائلها، ذلك الفقد الموجع الذي يقصم الظهر ويترك بعده جرحًا مفتوحًا مدى الحياة.
كثيرة هي قصص الوجع التي ملأت صفحات المرأة اليمنية منذ أن أطلقت أول شرارة للحرب وحتى هذه اللحظة التي تعيش فيها الآن وهي تكابد وتكابر في الآن ذاته، أوجاعٌ تشيب لها الرؤوس كيف لا وهي إما أن تكون أمًا لشهيد أو أخته أو زوجته أو أن تكون أمًا أو زوجة أو أختًا لأسير يعيش خلف القضبان في عذاب لا يعلمه إلا الله، وهي هنا على أرض الواقع قد باعت الغالي والنفيس في سبيل سماع صوته أو رؤيته من بعيد.
الأمر اللافت للانتباه والباعث للفخر والاعتزاز هو أن المرأة اليمنية على الرغم من ذلك الوجع الذي تلقته وهذا الذي تتلقاه باستمرار إلا أنها، ما تزال صابرة تكافح كثيرًا متناسية الوجع الذي يحل بها، لتواصل حياتها بجهاد كبير، منقذة أسرتها بإتقانها بعض المهارات الحياتية التي تدر عليها القليل من المال لتعول به أسرتها.
اليوم الكثير من نساء اليمن من خرجن لسوق العمل بعدما قضين وقتًا طويلًا في تعلم حرف معينة- في الواقع الافتراضي أو في الواقع المعاش؛ لتكون خبرة لهن مدى الحياة، فقد برزت العديد منهن في فتح مشاريع صغيرة خاصة بهن سواء في تجارة الملابس أو أدوات التجميل والعطور وغيرها من الأمور التي تستطيع المرأة أن تديرها.
لم تعد حرفة الخياطة والتطريز وصناعة العطور والبخور السبيل الوحيد الذي تلجأ له المرأة في إعالة أسرتها، فهناك الكثير من النساء والفتيات من برزن في صناعة التحف والهدايا أو الصوابين الطبيعية والشموع العطرية أو في التصوير الاحترافي والطبخ وصناعة الحلويات، وفي الديكور، وفي برمجة وصيانة الأجهزة المحمولة والتصاميم، وفي إقامة الدورات التعليمية عبر الانترنت، وغيرها من الحرف الجميلة التي تستمتع بها وتتفنن في إتقانها.
قد تشعر بوجعٍ كبيرٍ عندما ترى الحال التي وصلت لها المرأة اليمنية في زمن الحرب، لكنك إن نظرت إلى الجانب الآخر، جانب كفاحها وتحديها للصعاب التي تواجهها في طريقها، كيف أنها استطاعت أن تثبت ذاتها في المجتمع، واستغلت قدرتها وطاقتها الإبداعية لتكون قادرة على إعالة أسرتها من خلال ذلك، هنا تشعر بالفخر الكبير، تشعر بالعزة التي لا مثيل لها، أن المرأة لم تعد نقطة ضعف بل أصبحت مصدر قوة واعتزاز.
* المقال خاص بالمهرية نت*