آخر الأخبار
الانتخابات التركية والتعصب الغربي !
الانتخابات التركية هي الحدث الأبرز الذي حظي باهتمامٍ كبير وغير مسبوق من قبل المتابعين في العالم كله، ومن كافة شرائح المجتمعات العالمية، ولا سيما السياسيين من أبنائها.
هذا الحدث الكبير لم يكن حدثًا رياضيًا عالميًا له الكثير من المحبين والمتابعين باستمرار، ولم يكن من باب الصدفة التي حظيت بها تركيا دون غيرها من البلدان، لكنه أعمق من ذلك بكثير، فهو يحمل في طياته دلالات كثيرة عن تأريخ الأتراك، والديمقراطية التي يتمتع بها هذا البلد، ودلالات التعصب الغربي ضد أردوغان، هذا الرجل الذي يرونه العدو اللدود والخصم الأكبر لهم.
شن الغرب الكثير من الحملات ضد الرئيس أردوغان على مدى سنوات وكانوا يبحثون عن أصغر زلة تحدث في تركيا ليحملوه وزرها لأجل أن تقل شعبية هذا الرجل وتأتي الانتخابات وقد ذهب صيته ويكون المجال متاحًا لمن سيرأس البلد بعده من الموالين للغرب وبالتالي ستكون خططهم قد نفذت دون عناء، وجاءهم ما كانوا يرغبون به وعلى طبق من ذهب؛ لكن الانتخابات جاءت ولم تزل شعبية هذا الرجل باقية على الرغم من الحملات التي شنها الغربيون عبثًا، وعلى الرغم من هذا لم يسأم الغرب من التحريض؛ بل زاد إعلامهم في شن الكثير من الحملات ضد هذا الرجل، وعملوا على تحذير الأتراك من انتخابه، وكأنه الخطر المحدق بالبشرية جميعها، كما عملوا في الوقت ذاته على تلميع شخصية منافسه في أنه لو فاز هذا المنافس فستكون الأمور على خير، وسيحل الأمن على العالم كله.
المضحك في الأمر أن كل هذا التدخل والتحريض والمؤامرة من الغرب وإعلامه يأتي تحت مسمى الديمقراطية والحفاظ عليها، فهم يصفون أردوغان بأنه رجل دكتاتوري ومستبد، وأنه يجب رحيله حفاظًا على الديمقراطية، وكيف يكون دكتاتوريًا وقد ترك المجال لصناديق الاقتراع بالطريقة النزيهة التي مضت عليها الانتخابات في الجولة الأولى؟!
لقد ذهب ما كنا نسمعه من الساسة الغربيين من خطابات تؤكد على أهمية الديمقراطية وأحقية الشعوب في اختيار حكامها بنفسها، فاليوم الساسة الغربيون نسوا تمامًا ذلك؛ ويبدو أيضًا أنهم نسوا المعنى الحقيقي للديمقراطية عندما جاؤوا أمام زعيم متحرر يعمل على نهضة بلاده وتنميته ويسعى لاستقلال بلاده عن الهيمنة الغربية، وهذه هي طبيعتهم.
اليوم تتجلى العنصرية التي يتمتع بها العقل الغربي بأبهى صورها من خلال تعاملهم مع أحداث انتخابات تركيا، من حيث إظهار العداء لأردوغان وإن كان مؤيدًا من قبل الشعب التركي، حتى أنهم لم يحترموا الإرادة الشعبية الكبيرة، فاستهانوا بالجماهير التي تعتز بنفسها وبتأريخها وبرئيسها الذي تراه الأجدر بالبقاء في الحكم.
إن هذا العداء الكبير الذي يجاهر به الغربيون، -ولم يستطيعوا كتمانه- تجاه أردوغان لا تفسير له إلا أن تركيا قد أصبحت قوةً يصعب كسرها وهذه القوة صنعت بيد أردوغان فقد تحررت تركيا من القيود واستعادت مكانتها الدولية بصفتها قوة عظمى ودولة تستطيع أن تفرض كلمتها، وهذه القوة تثير القلق في أوساط الغربيين من استمرار هذا الرجل في الحكم فبقاؤه هو استمرار للنجاح في تركيا وهذا ما لا يرغب به الغرب؛ لأنه يعد تهديدًا لهم بكل الأحوال، فالغربيون أدرى بمن يشكل خطرًا عليهم وهم يعرفون قدر ومكانة أردوغان أكثر من العرب والمسلمين أنفسهم؛ ولهذا هم يحاربونه بكل الطرق والوسائل.
أخيرًا كل هذا العداء والتحريض وهذه الجهود الغربية الساعية للقضاء على مكانة أردوغان ستفشل- بإذن الله- كما فشل الانقلاب العسكري عام 2016م فإرادة الله باقية والشعب الأبي ما يزال أبيًا.
*المقال خاص بالمهرية نت*