آخر الأخبار

لماذا تصر السعودية على شراء السلام في اليمن؟

السبت, 13 مايو, 2023

من المعروف أن السعودية مسؤولة عن اليمن وما يجري بها من مآلات الحرب وذلك من اللحظة التي أعلن فيها التحالف وقوفه  مع الشرعية اليمنية  ضد الحوثيين- يد إيران في اليمن-  عام 2015م  إذْ  كان التحالف هو المسيطر والمهيمن واليد المدبرة بالنسبة الشرعية.



وبعد أن تدخل التحالف كان من المتوقع أن يتم تحرير صنعاء بأقرب وقت ممكن؛  وذلك لأن السعودية ليست عاجزةً  عن ذلك  إطلاقًا؛  فهي تمتلك كل الإمكانات  التي تقدر من خلالها على دحر مليشيات ضعيفة ومنكسرة أشواكها، خصوصًا وأن المقاومة في ذلك الوقت كانت متحمسة بشكل كبير لتحرير اليمن، والمنخرطون في الجيش الوطني كانوا كثيرين، وكانت مسؤولية تحرير اليمن يستشعرها كل يمني سواء ممن التحقوا بالجيش أو من غيرهم.


لم تعمل السعودية- حينها-  على تأهيل الجيش الوطني ومدِّه  بالإمكانات الضرورية التي تمكنه من دحر الحوثيين،  وتحرير الأرض اليمنية، لكنها لجأت لطرق أخرى بعيدًا عن الهدف الحقيقي الذي جاء  التحالف من أجله، فقد تركت مساندة الجيش الوطني  جانبًا ولجأت لتكوين مليشيات أخرى في الجنوب والساحل الغربي، والهدف من وجودها هو فرض الانفصال؛  علمًا بأن الموقف المعلن للتحالف هو الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه، لكن هذا الأمر ذهب في أدراج الرياح؛  ما أدى إلى خلخلة الوضع في جنوب اليمن- المساحة الكبرى التي تسيطر عليها الشرعية اليمنية-، فقد تم زرع الكثير من المليشيات المتمثلة  بالحزام الأمني ودفاع شبوة والمقاومة الوطنية وألوية اليمن السعيد والعمالقة وغيرها ، الأمر الذي زاد في هشاشة الشرعية، وأضاف قوة إلى الحوثيين- المليشيات  الأم والتي كانت المليشيا الوحيدة في اليمن قبل تدخل التحالف العربي في الشأن اليمني،   فأصبحت اليمن مساحةً  تلعب بها المليشيات في الشمال والجنوب، واضطرب الوضع أكثر حتى أن إنهاء الصراع لن يكون سهلًا على الإطلاق.


بعد كل هذا  التلاعب  ظهر إصرار  السعودية في الفترة الأخيرة  على إنهاء الحرب في اليمن بأي طريقة كانت وبأي ثمن ، ويبدو أنها حصلت على نصيبها الذي أرادت أن تحصل عليه من اليمن، بالإضافة إلى الأمر الأكبر  وهو هروبها من هجمات الحوثيين  التي توالت عليها في فترة ما قبل الهدنة،  بعد أن بدأ الحوثيون باستهدف  مؤسساتها الحيوية منها شركة أرامكو (أكبر شركة نفط بالعالم) بطيران مسير، ومن هنا غيرت السعودية سياستها تجاه الحرب في اليمن، وكذلك وجهة نظرها تجاه الحوثيين، وشرعت بالعمل على إنهاء الحرب  في اليمن من خلال التفاوض مع الحوثيين، ومدت يدها لإيران- عدوها الأكبر-  وإلى جانب ذلك توافق على كل طلب  يقدمه المبعوث الأممي هانس غروندبرغ متجاهلة دور الحكومة الشرعية التي ليس لها قرار يذكر وكأنها ليست طرفًا ذا أهمية.


هذا الأمر يوضح بشكل جلي أن السعودية بحاجة ماسة- اليوم-  للخلاص من التدخل في الشأن اليمني حفاظًا على مملكتها من هجمات الحوثيين، دون النظر إلى المعنى الحقيقي لإنهاء الحرب في اليمن ونجاح ذلك أم فشله... هي فقط تريد أن تخرج من هذه الحلبة بأسلوب يليق بها،  أو بالأحرى أسلوب يكون غير مسيء لها أمام المجتمع الدولي والعالم، حفاظًا على ماء وجهها فقط، دون النظر إلى ما ستؤول إليه الأحداث في اليمن بعد ذلك، ودون النظر إلى الهدف الحقيقي الذي هدف له التحالف منذ اللحظة الأولى للتدخل في الشأن اليمني وهو تحرير اليمن والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره. 
 
*المقال خاص بالمهرية نت*

المزيد من إفتخار عبده