آخر الأخبار

الثالث من مايو والإعلام اليمني!

الجمعة, 05 مايو, 2023

الثالث من مايو هو اليوم العالمي لحرية الصحافة، لكن هذه المناسبة تطل على الإعلام في اليمن كما تطل عدسة الكاميرا على حطامٍ وأنقاض، تظهر وجع السنين والأعمال العدائية الكبيرة التي أصابت الإعلام اليمني على مدى ثمان سنوات وأكثر.

ونحن تابع هذه المناسبة لم نرَ  غير الوجع الكبير  والجراح الغائرة التي ملأت الوسط الإعلامي منذ بداية الحرب وحتى يوم الناس هذا، حتى شعرنا للحظة أن هذه المناسبة جاءت فقط لتفتح الجراح وتنكئها، أكثر مما هي مناسبة للاحتفال بالإنجازات الإعلامية.


قصص وجعٍ  كثيرة سردها الإعلام اليمني- في هذه الذكرى-  عن حالة التشرد والضياع التي يعاني منها الصحفيون اليمنيون؛ عن عدد القتلى من الصحفيين الذين استهدفوا بالقناصات وهم يمارسون عملهم الصحفي في التغطية في الجبهات، عن الذين قتلوا في الطرقات والذين استهدفوا بالسيارات المفخخة،  فبعدما سيطرت المليشيات الحوثية  على صنعاء نهبت المؤسسات الإعلامية جميعها سواء كانت المرئية أو المسموعة أو المقروءة، وعند ذلك تم اختطاف الكثير من الصحفيين وتشريد البعض الآخر، وما كان من سبيل لدى هؤلاء الذين نجو من الاختطاف، الذين أفقدتهم المليشيات أعمالهم ومكانتهم إلا أن يبحثوا لهم عن مكان آخر، يقولون في أنفسهم" أو لم تكن أرض الله واسعة" فهاجر الكثير من الإعلاميين خارج الوطن، وعادت المؤسسات الإعلامية روحها من خارج الوطن أيضا، إذ أصبحث تبث من غير وطنها لتستمر في إيصال الصوت اليمني الموجوع،  وإن كان هناك بعد في المسافات وعناء في الوصول.

حاول الإعلام اليمني بكل ما أوتى من قوة وثبات أن يصمد أمام هذه المتغيرات التي تعمل جاهدةً  على إحباطه، وإيقافه بكل الوسائل العدائية، لكنه صمد وحاول أن يكون بوقًا ناطقًا بالحقيقة مظهرًا لها، وإن تلقى الكثير من الصفعات من الأطراف المتصارعة داخل اليمن، هذه الأطراف التي أرادت أن تقحم الصحافة والصحفيين في حربها؛ بل جعلتهم طرفًا في هذه الحرب يُنظر لهم من منظور إذا لم تكن معي فأنت ضدي، الأمر الذي جعل الصحفي اليمني، صاحب القلم الحر،  داخل هذا البلد يعيش حياته في قلق كبير، لا يدري من أين سيأتيه البلاء.

صحفيون خرجوا من سجون الحوثيين وهم بحالة صحية سيئة للغاية، وفي اليوم الذي يحتفي فيه الصحفيون  في العالم بأعمالهم الصحفية العظيمة  ويسردونها للإعلام متباهين  بها ويتلقون التكريم لأجل إنجازاتهم، كان من  نصيب الصحفيين الأربعة أن يسردوا بعض مواجعهم ومعاناتهم من أعمال العداء التي مورست  لضدهم لثمان سنوات  في سجون مليشيا الحوثي، وهذه مفارقة موجعة حقًا، وما أصعب  أن تكون هذه المناسبة لسرد الوجع وتنكيئ الجراح، فبدل من أن تكون مناسبة تكريم وتباهي يسعد بها الإعلامييون كانت مناسبة للبوح بالوجع مناسبة للمطالبة في تحييد الصحافة وتركها تمارس عملها دون إجحاف.

بهذه المناسبة تحيةً  كبيرة للإعلام اليمني، للصحافة اليمنية والعاملين فيها، الذين يحاولون جاهدين التمسك بعملهم والحفاظ على مهنتهم على الرغم من كل المتغيرات وكل المحبطات والعوائق التي تملأ طرقهم؛ لكنهم أثبتوا وبجدارة أن القلم الحر لا يمكن  أن يحبط،  كما أن الحقيقة لا يمكن أن تموت.

#  *المقال خاص بالمهرية نت*

المزيد من إفتخار عبده
سيول مخيفة تزيد مأساة اليمنيين!
الاربعاء, 07 أغسطس, 2024
رحيل هنية وجع للأمة!
الاربعاء, 31 يوليو, 2024
خيبة أمل جديدة للشعب!
الاربعاء, 24 يوليو, 2024