آخر الأخبار
عن مجزرة صنعاء وتجويع الحوثيين للشعب!
ضيق الحوثيون الخناق على الشعب اليمني الذي يعيش تحت سيطرتهم وذلك بأسلوبهم القذر، الذي لا يعرف غير السلب والنهب والابتزاز المستمر لبني الإنسان سواء ابتزاز من يملكون المال أم الذين لا يملكون شيئا، فتلك الجماعة لا تعرف إلا الأخذ والأمر والنهي، لا تعرف شيئًا غير الاستعلاء على البسطاء وقمعهم.
هذا الأمر جعل الناس الذين يقطنون في مناطق سيطرة الحوثيين، جعلهم يعيشون وجعًا لا حصر له، إذ يتم معاملتهم كالعبيد بفرضهم عليهم أمورًا لا يطيقونها على الإطلاق، وإن صفحة جرائم الحوثيين في حق بني الإنسان لميئةٌ بالوجع الذي لا حدود له، ابتداء من فرض التجنيد الإجباري وكذلك فرض الجبايات والإتوات المستمرة، ناهيك عن أخذهم المعونات التي تقدم من المنظمات باسم المواطنين، هم يأخذونها ثم يبيعونها للمواطنين؛ وبالتالي يخرج المواطن منها خالي الكف لا يملك غير الخسران.
وها هي اليوم مليشيا الحوثي تواصل مشوارها في تعذيب الناس وتجويعهم قبيل العيد، في المجزرة التي حدثت في صنعاء بعدما خرج ذلك الجمع الغفير من الناس، يتدافعون إلى مدرسة معين للحصول على خمسة آلاف ريال؛ ليسدوا بها ولو جزءًا يسيرًا من الفراغ الكبير في حياتهم.
خمسة آلاف ريال خرج لأجلها ذلك الجمع الغفير الناس الذين ضاقوا بالحياة ذرعًا، في صورة تظهر حجم المعاناة التي يعانيها المواطنون هناك، تلك الجموع لم تكن من فئة معينة من الناس، كالعاجزين مثلًا، ولكنها من شرائح كثيرة في المجتمع فبينهم ممن كانوا يعيشون في رخاء كبير قبل مجيء المليشيات، ومنهم من المعلمين التربويين الذين أفقدتهم المليشيات مرتباتهم وجعلتهم يجرون وراء مبلغ بسيط من المال، وإن التربوي القدير عدنان الصعفاني أكبر دليل على ذلك، هذا الرجل الذي سقط شهيدًا بهذه المجزرة المروعة وهو يبحث عن هذا المبلغ البسيط ليسد به فراغًا أوجعه كثيرًا.
أولئك القتلى والجرحى كانوا سعداء قبل خروجهم من بيوتهم؛ سعداء لأنهم سيحصلون على مبلغ من المال، فمنهم من كان يقول في نفسه إنه سيشتري به قطعة ملابس لصغيره، ومنهم من كان يحسب في ذاته أنه سيسدد بها بعضًا من الديون التي جعتله يخشى الخروج من بيته لكثرة ما يطالبه بها أصحاب الحق، والبعض كان يظن أنه سيشتري بعض الأدوية ومنهم من كان يرى أنه سيشتري به غداء لأبنائه ليوم العيد.
أولئك الشهداء والجرحى أبدًا ما كانوا يتوقعون أنهم لن يعودوا لبيتوتهم، وأسرهم في انتظارهم كانت تتوقع خيرًا بعودهم، لكن المليشيات أبت إلا أن تزيد في خنق المواطنين وربما أن ما فعلته بهم سابقًا لم يشف غلًا في قلبها، فأتت جماعة لتمنع ما يحدث من إنفاق للمواطنين وختمت هذا المجهود البسيط بالكثير من الأرواح التي زهقت، تلك الجثث التي ملأت بها المشفى وتلك الجماعة اكتفت المليشيات فقط بوضع كرت أصفر عليه أرقام تعد الجثث دون البحث حتى عن هويات الشهداء.
الله كم هو موجع هذا الحادث، مؤلم لدرجة لا يمكن وصفه أو تخيل الوضع الذي تعيشه اليوم أسر الضحايا، كيف لها أن تتحمل هذا الوجع الكبير؟!، هل قُدِّر لهذا الشعب ألا يفرح على الإطلاق، فهو أينما التفت يلقى الموت أمامه، وحيثما وضع قدمه فقد روحه، اللهم عليك بالظالمين أينما كانوا، اللهم ارحم من مات واعصم قلوب آهاليهم بالصبر والسلوان، وحسبنا الله ونعم الوكيل.