آخر الأخبار
عن الإنسانية وعملية تبادل الأسرى!
صفةُ الإنسانية والضمير الحي موجودة في بني الإنسان جميعهم، لكنها تتفاوت في المقدار من شخص لآخر، وكم هو جميل عندما تتجلى هذه الإنسانية لدى الكثير من بني البشر مرة واحدة، ممن هم حولك ومن البعيدين... عندما يتفقون في ذواتهم على شيء واحد وهو السلام لبني الإنسان أيًا كان انتماؤه السياسي أو الحزبي.
علو الإنسانية فوق كل شيء أمرٌ جميل للغاية وهذا ما ظهر لنا خلال هذا الأسبوع من السعادة التي تغمر اليمنيين تجاه عملية تبادل الأسرى، سعادة عارمة توسطت الإنسان اليمني في الداخل والخارج، وفي كل الأطياف السياسية إزاء هذا التبادل، وكل ذلك فقط لأجل الإنسان، لأجل أن ينتهي الوجع والحزن والعناء الذي دخل بيت كل يمني.
متابعة عملية تبادل الأسرى لم تكن من الناشطين السياسيين والإعلاميين أو من الذين يعجبهم الاطلاع فقط- كما هو معتاد في متابعة المشهد اليمني-؛ بل إنها متابعة من اليمنيين جميعهم، صغيرهم والكبير، مثقفهم والإنسان البسيط، حتى العجوز الذي لا يرغب بمتابعة شاشة التلفاز تجده يسأل بشغف: متى ستعرض أخبار المفرج عنهم، جميعهم يتابعون باهتمام كم قد خرج من الأسرى ومن تبقى وهل سيفرج عن فلان من الناس؟، ثم إن متاعبة الصور التي تم التقاطها للمفرج عنهم توحي باهتمام اليمنيين بتفاصيل الأسير كيف كان يا ترى؟!تحديق في تفاصيل وجهه ولون شعره، والنظر إلى ردود أفعال المفرج عنهم وقت رؤية أهلهم، دموع تنزل من أعين الكثير عندما يرون ابتسامة يطلقها مفرج عنه، يبتسمون لابتسامته وتدمع أعينهم لأجل ذلك، يشعرون بسعادة عارمة تتوسطهم لأجل هذا الذي يبتسم اليوم بعدما ذاق هو وأهله عناء الفقد والحرمان لسنوات طوال، يتابعون تفاصيل اللقاء والعناق بعد الغياب وتختلط مشاعرهم في تلك اللحظة وكأنهم هم الذين ذاقوا ذلك الكم من العناء وكأنهم هم الذين يلاقون اليوم هذا الفرح الكبير بالانتقال إلى عالم الحرية والسعادة بعدما كانوا مغيبين خلف القضبان.
شعورنا اليوم لا يوصف وسعادة كبيرة تغمر قلوب الكثير بهذه المناسبة وخصوصًا بعد خروج الصحفيين الأربعة، الذين عشنا الكثير من القلق والخوف عليهم، ما أجمل خروجكم! وما أروع تلك الصور التي رأينها اليوم عنكم!، صور أنزلت دموعنا فرحًا وابتهجنا كثيرًا بحريتكم يا أرباب القلم وأحرار الجمهورية، اليوم هو يوم عيد؛ فقد آتيتمونا بالعيد قبل موعده وأسعدتمونما بعدما عشنا الكثير من القلق عليكم.
ما أجمل أن تتجلى الإنسانية ويستيقظ الضمير في بني الإنسان ، تشعر أن الأمور ما تزال بخير وأن الحرب ودواعها وقاداتها وتجارها هم مجرد عاصفة فقط وستنتهي ولو بعد حين، تشعر أن الحياة ما تزال بخير وأن الحرب وإن طال أمدها سيأتي يوم وتضع أوزارها وتقول للإنسان: الآن حصص الحق وأنت وحدك ينبغي عليك أن تعيش بسلام.
المقال خاص بالمهرية نت