آخر الأخبار
كأس العالم والعرس القطري
هذه المرة الأولى التي أتابع فيها كأس العالم متابعة خاصة، وذلك لأنها تُعقد في بلد عربي وإسلامي، وفي الشرق الأوسط.
بعد انتهاءه، كان بديعاً مشهد الجماهير الغفيرة تحتفل في شوارع الدوحة في عرس قطري عربي عالمي حضره الملايين الذين توافدوا من جميع أنحاء العالم، وتابعه المليارات حوله.
نبارك للأشقاء في قطر بهذا النجاح الكبير، والتنظيم المتقن الذي فاق كل التوقعات حتى شهد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، بأنه أفضل نسخة نُظّمت لكأس العالم منذ تأسيسه وحتى اليوم.
ويعد هذا النجاح انتصاراً ليس لقطر فحسب بل لكل العرب ولكل المهتمين بالرياضة في العالم. نجاح يعود الفضل فيه برأيي، للاهتمام الشخصي الذي أولاه الأمير الشاب تميم بن حمد. امتداداً للإنجاز الذي تحقق في عهد الأمير الوالد حمد بن خليفة آل ثاني عام 2010 بالفوز بحق استضافة مونديال كأس العالم.
وقد عرفت الأمير حمد شخصياً أثناء وجودي في السلطة وبعدها، وأعرف أنه كان يهتم بالرياضة ويشارك فيها كلاعب ومُشجّع كما ظهر في الفيديو التاريخي يوم افتتاح المونديال، حيث رأيناه يلعب في أحد ملاعب قطر المتواضعة حينها والتي أصبحت اليوم أفضل الملاعب على مستوى العالم وأحدثها تقنيا بشهادة الخبراء واللاعبين والمشاهدين.
بعد هذا المونديال نهنئ المنتخب المغربي الذي حصل وبجدارة على المركز الرابع على العالم، وذلك لأول مرة في تاريخ المنتخبات العربية والافريقية..كما نهنئ الارجنتين لحصولها على لقب كأس العالم لعام 2022.
أود أن أضيف هنا..أنني من خلال متابعاتي لمعظم المباريات في هذا المونديال شاهدت من ينتصر ومن ينكسر ومن يفرح ومن يحزن، يمتزج في الملاعب بكاء فرح الانتصار وبكاء وأسى الانكسار، فهذه طبيعة الصراع في ميادين كرة القدم. وكذلك في ميادين الحياة وميادين الحروب.
هذه حال الدنيا.. فمباريات كأس العالم تأتي في ظل الأزمات والصراعات والحروب التي تمر بها منطقتنا والعالم ومنها لبنان والسودان والصومال والعراق وسوريا وفلسطين وليبيا والجزائر واليمن. وقد انشغل العالم بأفراح المونديال في ظل الهدنة الهشة لحرب عام 2015م التي تدخل عامها التاسع في العام القادم في اليمن، ومن هذه النافذة الضيقة تمكّن المواطن اليمني من متابعة المونديال بدلاً من متابعة هدير المدافع والصواريخ.
ليت العالم يهتم بالسلام في هذه البلدان اهتمامه بالمباريات لتتوقف هذه الحروب التي دمرت البشر والشجر والحجرـ وخلّفت مآسي وكوارث إنسانية. فالملايين اليوم تتطلع إلى وقف الحروب وإحلال السلام في العالم... لكي تعيش..