آخر الأخبار
الفتاة اليمنية بين العِفَّة والابتزاز!
تعيش الفتاة اليمنية حياتها بين الخوف والرجاء، تخشى في كل حين أن تقدم على اتخاذ أي خطوة في حياتها، وإن كانت صحيحة؛ لأن المخاطر تتربص بها من كل جهة، حتى لكان المصائب لا تنظر إلا لها وحدها ولا تعجب بغيرها إطلاقًا، فتلاحظ أنها دائما ما تكون مسيَّرة بكل شيء، أمرُها عادة ما يكون بيد غيرها، وحياتها معلقةٌ بين العيب والخطأ، تخشى أن تمضي في هذا الطريق فتكون قد وقعت في العيب أو في ذاك الطريق فتكون قد ارتكبت خطأ ما، مما يجعل حياتها في تخبط كبير.
معروف أن الفتاة اليمنية تتميز عن بقية الفتيات بالعفة الكبيرة، التي هي سمة من سماتها منذ الأزل وحتى اللحظة، وهذا الأمر كثيرًا ما يتخذه البعض نقطةَ ضعفٍ في حق هذه الفتاة، فحينما يعلم الشاب الخالي من الضمير أن هذه الفتاة تخشى على نفسها حتى من مجرد كلمة تقال عنها؛ يجعل من هذا الخوف مكسبًا عظيمًا له يزود منه نفسه بالمال الكثير، وفي الوقت ذاته يجعل من هذا الخوف نقطة ضعف يمسكها على الفتاة فيظل يبتزها باستمرار وهي الأخرى لا تجرؤ على الإفصاح لأهلها بما يحدث لها؛ فالأسر اليمنية لا تتقبل أي شيء يقال عن ابنتها ولا تقدر على أن تتوقع أن يحدث شيء شيء معها.
أحداث كثيرة حدثت في زمن الحرب وقبلها- إن صح التعبير-، هذه الأحداث كان سببها الابتزاز الإلكتروني والضحية في الأول والأخير هي الفتاة التي تصبح طعمًا للذئاب البشرية حتى وإن كانت مظلومة وبريئة من أي اتهام، لكن ربما بحجة أنها فتاة، فهي تتلقى الكثير من الضربات الموجعة من قبل الأهل والمجتمع.
الآن وفي ظل غياب الرقابة والمحاسبة يستغل الكثير من ضعفاء النفوس هذا الوضع الذي تمر به البلاد ليحصل على المال سواء كان بطريقة مشروعة أو غير مشروعة ولا يهمه من يقع ضحية ذلك بقدر ما يهمه الحصول على المال.
وللأسف الشديد الكثير من الأهل من يريد من ابنته أن تكون مثالية بكل شيء ولا يرضى بغير ذلك، وفي الوقت نفسه يضعون حاجزًا كبيرًا بينهم وبين ابنتهم، هذا الحاجز يعجلها لا تفصح لهم عن شيء شيء يحدث لها؛ لأنها لو أفصحت لن تلقى إلا التعنيف والضرب المبرح والإهانة الكبيرة.
فماذا لو وثق الأهل ببناتهم وأعطوهم الحنان الكبير والثقة؟، هل سيحدث كل هذا الابتزاز؟، هل سيتجرأ أي شاب على ابتزاز فتاة بينها وبين أهلها ثقة كبيرة، تخبرهم بما يحدث لها وهي تدرك أنها ستلقى حَلًّا مناسبًا برحابة صدر من الأهل وحب كبير منهم؟.
أيها الآباء ثقوا ببناتكم فوالله ما ابتز شابٌّ فتاة إلا وقد أُعطي الضوء الأخضر من قبل أهل هذه الفتاة، والضوءُ الأخضر الذي يلقاه هذا المبتز هو عدم وثوق أهل الفتاة بها، وفي الأخير هي من تتحمل النتائج وقد تكون، نتائج لا تحمد عقباها، كفقدانها ثقتها بنفسها أو الوصول إلى الانتحار.