آخر الأخبار
التحالف يصر على فرض انقلاب مكتمل الأركان على الشرعية في شبوة
كل التطورات السيئة التي تشهدها اليوم محافظة شبوة وعاصمتها عتق على وجه الخصوص، تعكس المخطط الحقيقي الذي يسعى التحالف الغادر الى تنفيذه على الجغرافيا اليمنية المستباحة.
إن هذه التطورات تسفر بوضوح عن النوايا المبيتة والمعلنة لدى هذا التحالف لضرب الأسس التي تقوم عليها الوحدة السياسية والاجتماعية والتاريخية لليمن.
لهذا لا يستغربن أحد منكم إذا جاء الحل في شبوة على شكل حزمة من الإجراءات المذلة والمهينة للدولة اليمنية ورئيس مجلسها الرئاسي وحكومتها، ومنها على سبيل المثال اعتقال القادة الوطنيين او استكمال مخطط قتلهم، والاطاحة بوزير الداخلية لأنه ابطل قرارات تغييرهم، ليكون في المحصلة انقلابا مكتمل الأركان على الشرعية اليمنية في هذه المحافظة.
لقد نعمت شبوة لمدة 3 أعوام بعهد من الاستقرار والتنمية وحضور الدولة والسلطة الشرعية والعيش المشترك بين أبنائها، وتغير وجه عاصمتها عتق وأصبح أكثر إشراقاً، ولم يشفع ذلك لمحافظها ولم يحمه من تغول التحالف وادواته الشيطانية.
ولعله من الإنصاف الاعتراف بأن محافظ شبوة السابق محمد بن عديو كان صاحب الدور المؤثر في أن تتجاوز المحافظة آثار الصراع المسلح الذي فجرته النخبة الشبوانية المدعومة من التحالف في سياق مخطط كان يهدف الى تأمين حزام جغرافي انفصالي مهيمن، من باب المندب في محافظة تعز وحتى نشطون بمحافظة المهرة.
ما من طريقة لتحطيم الصورة المتألقة التي رفعها أبناء شبوة لمحافظهم بن عديو في سماء المحافظة سوى عبر جر المحافظة الى الفوضى وفتح ثغرات عديدة تظهر المحافظ إما عاجزا أو متخاذلاً.
لهذا دشن التحالف ذلك المخطط الشيطاني بكسر مقاومة البيضاء وإفساح المجال لمسلحي جماعة الحوثي الطائفية لتعبر المساحة الجغرافية الشاسعة في شمال غرب شبوة وتستولي على ثلاث مديريات فيها وسط تواطؤ ودعم من مسؤولين ووجهاء اجتماعيين مرتبطين مباشرة بالتحالف.
كان بوسع القوات الحكومية أن تخوض معركة مبكرة مع الحوثيين وتدحرهم كما فعلت من قبل بقيادة العميد لعكب ورفاقه ممن يخوض محافظ شبوة الجديد عوض الوزير معركة للاطاحة بهم من على رأس قوات الأمن الخاصة والقوات الحكومية المرابطة في شبوة.
لكن التحالف أعاق بشكل مقصود القوات الحكومية عن القيام بهذا الدور ودعم حملة إعلامية واسعة لشيطنة المحافظ بن عديو وربطه بالأجندة "الإخوانية" المتخيلة.
ولم يكتف بذلك بل مارس ضغوطا على الرئيس هادي لإقالة بن عديو ونجح في ذلك.
ومما يثبت أن التحالف وراء دخول الحوثيين الى شبوة نفذ حملة انسحابات واسعة من محافظة الحديدة لصالح الحوثيين، وعلى اثر ذلك الانسحاب حرك الوية العمالقة من الحديدة الى شبوة لخوض ما سمي حينها معركة تحرير شبوة، التي انتهت بإخراج الحوثيين بالسهولة التي دخلوا بها الى مديريات بيحان الثلاث.
وكانت من نتائج تلك المعركة المفتعلة:
-طي صفحة محمد بن عديو او محاولة محو إنجازاته.
-واخراج المحافظة من تحت مظلة السلطة الشرعية ونفوذها.
-اعادة تمكين القوات الانفصالية في المحافظة بمسميات جديدة: الوية العمالقة الجنوبية، وقوات دفاع شبوة وهذه الأخيرة لا شرعية لوجودها مطلقا، كونها لم تتأسس بقرار من الرئيس.
إن المعركة التي تدور في مدينة عتق تهدف الى كسر ارادة القوات الامنية والعسكرية التي دحرت مشروع الانفصال في أغسطس/آب 2019، وإذلال الحاضنة الاجتماعية لهذه القوات حيث يدرك أبناء شبوة جيدا المخاطر والمآسي التي ستنتج عن عودة سيطرة الجماعات المسلحة الانفصالية الفوضوية على محافظتهم والتي قد تحولها الى أسوأ مما تعيشه مدينة عدن التي نسميها مجازاً العاصمة السياسية المؤقتة.
وهكذا لم يكتف التحالف بالآلية القانونية التي اطاحت بمحافظة شبوة وجاءت بابن عوض الوزير محافظاً جديداً بل ضغط على هذا المحافظ لتنفيذ ما يشبه الانقلاب العسكري على ما تبقى لصلة للسلطة الشرعية والدولة اليمنية بهذه المحافظة، ولكي يبدو الأمر انتقاما وقحا من أبنائها الأبطال وجنودها الأشاوس لأنهم انحازوا للوطن والدولة اليمنية في معركة فرض الحزام الجغرافي الانفصالي.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك