آخر الأخبار

شعب قابل للانفجار في وجه التحالف وأدواته!

الجمعة, 29 يوليو, 2022

اليمن هو البلد الأكثر حضارة وتطور وتقبل في تشكيل فكرة الدولة الحديثة في الإقليم , و يمتلك من المقومات الرئيسية لنهضته بسرعة فائقة , سببت قلقا لدى الإقليم المتخلف , وصاحب النهضة المصطنعة , نهضة اسمنتية وصورية , تحافظ على أنظمة أكثر تخلفا , واستبدادا وسيطرة على المجتمع العربي , وتعيق نهضة الإنسان فيه , بل صنعت لتكون معوقات أي نهضة عربية وإسلامية حقيقية .

  النهضة ليست في الأبراج , ولا في تقليد مساوئ العالم المنافق , المبتذل اجتماعيا وقيما وأخلاقا.   

  النهضة هي بناء الإنسان , وبناء النظام , وإحداث تنمية سياسية تزيد من التطور الإيجابي في المجتمع ديمقراطيا , من خلال التوسع في الحريات , واستحداث التشريعات التي تولد الأفكار , وتحرك المفاعيل التي تحدث حراكا سياسيا فاعلا , ينعكس على مناحي الحياة , وعمل الدولة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا , وإحداث تنمية مجتمعية وسياسية , تدعم التنمية الاقتصادية .

  كنا في اليمن نشق طريقنا نحو إحداث تنمية سياسية , طريقا معبدا بالأشواك والمعوقات المدعومة من الأشقاء في الإقليم والعالم المنافق ,أسرفوا بدعم مباشر لكل القوى التقليدية المتخلفة , التي ترفض فكرة الدولة الحقة والنظام الديمقراطي , لما يشكل لأنظمتهم من حرج , وللعالم من قلق تطور عربي إسلامي ,قد ينافس بقوة اقتصاديا وسياسيا , ويملك احتياطيا عالميا في الطاقة والمعادن , ومقومات نهضة سريعة , وعمالة بشرية , ومناخ متنوع , وسواحل غنية بالثروات الغذائية , وموقع استراتيجي عالمي , يسيطر على الحركة التجارية العالمية , ومؤثر عسكريا .  

  كان لابد من القضاء على أي نظام ديمقراطي تنموي يتشكل في اليمن , أوكلت المهمة للأنظمة المختلفة والعميلة في الإقليم , التي تعرف أن نهضتها ديكور على أسس هشة , ومجتمع متحول , وأن نهضة اليمن ستكشف عورتها , وتعجز في المنافسة الحقيقية أمام مارد اليمن .

  يراد للجزيرة العربية ومحيطها الشرق الأوسط مجرد سوق , للبضائع و المخلفات , ونفايات العالم المنافق , واحتقار اليمن هو احتقار للامة العربية والإسلامية .

  الحرب اليوم على اليمن , هي فضيحة الإقليم والعالم في تدخله السافر في الشأن اليمني , بعد أن ثار الشعب لتحطيم القيود المحاكة , وترحيل نظام الوصاية , وشق طريق التحرر, للسير نحو نهضة حقيقية , ودولة اتحادية , ومخرجات حوار , ومسودة دستور , كانت حلم اليمنيين , وهاجس الإقليم والعالم المنافق .

  اليوم صراع في اليمن محتدم بين قوى العمالة والارتزاق , وقوى التغيير والتحول والنهضة والتنمية نحو مستقبل أفضل .

  فلا نستغرب من استهداف كل وطني صادق , وكل محب لوطنه ويرفض الارتماء لحضن العمالة والارتزاق , وإعادة تموضع أدوات باختيار التحالف , هو إعادة بناء سلطة الوصاية , بمسميات عدة , يشهدها شعب واعي يدرك ما يدور , يدرك الأدوات الرثة التي يعيد تموضعها , والمسرحيات السمجة التي يحيكها , شعب يعيش ألم و وجع نتائج وخيمة لكل تلك المخططات , التي تهدف لمعاقبته , وإخضاعه ليركع للوصاية , والاستسلام لأطماع العالم المنافق وادواته من الإقليم والوطن الغائر .

  لا أعتقد أن صبر هذا الشعب سيطول , ولا أعتقد أن المخططات ستنطلي , شعب وصل إلى مستوى من الغليان والثوران , لا تنفع معه إعادة تموضع أدوات مناطقية , ولا طائفية أو ايدلوجية , أو الاستمرار في تعزيز الانقسام , وذر الرماد في العيون. 

    شعب بلغت فيه القلوب الحناجر, ولم يعد يحتمل المزيد , أحواله من سيء لأسوأ , وقابل للانفجار في أي لحظة ضد التحالف وأدواته , ما لم تتحرر السلطات الحقيقية من وصاية التحالف والعالم المنافق , قبل نفقد الأمل , ولم يعد ينفع حينها الندم , وإن غدا لناظره لقريب. 


    *المقال خاص بالمهرية نت