آخر الأخبار
ردا على سؤال أين الاتحاد العام للنقابات ؟
اطلعت على مقال للأستاذ الصحفي الكبير محمد قاسم نعمان , رئيس مركز اليمن للدراسات وحقوق الإنسان , وجه فيه سؤال مهم ( أين اتحاد نقابات العمال؟ ) , وهو السؤال المهم في مرحلة تحول مهمة , لتغيير حقيقي يرتقي بالبلد , ويرتقي بالموطن الى جانب الكرامة والعزة لحياة معيشية أفضل , ومنهم العمال الموظفين , وكانت النتائج مخيبة للآمال , تفجرت في وجوهنا كل عفن ذلك النظام والأنظمة التي سبقته , وكان المواطن الضحية الأولى , والعمال والموظفين والمتقاعدين هم الحلقة الأضعف التي تحملت كل دواعي وأسباب ونتائج هذه الخيبة .
لنا كتابات متواضعة حول النقابات , نبهنا فيها من العبث بإرث وتاريخ هذا الصرح العظيم , جزءا من إرث عدن النضالي , كنا نتوقع من القوى الثورية التي برزت , أن تقدم دعما معنويا لكل منظمات المجتمع المدني ومنها النقابات , دون المساس بشخصيتها والتدخل المباشر في شأنها , واحتوائها سياسيا لخدمة أهدافها .
كنا شهود على تدخل سافر بالعمل النقابي , البداية استهداف المدرسة النقابية , وعندما حاول الاتحاد استعادتها , تم البسط عليها واليوم هي مساكن عشوائية , ثم استهدفوا مطبعة صوت العمال , والمسرح النقابي , تم البسط عليهما وتدمير كل مطابع الصحيفة , على مرى ومسمع القوات المسيطرة على الأرض , التي لم تستجيب حتى لنداءات الاتحاد , حتى تكلل العبث باقتحام مسلح للاتحاد العام للعمال الجمهورية , وتشكيل هيئات من خارج الوسط النقابي , ومع ادراج القليل من النقابيين الذين يخضعون للأمر الواقع , وقبلوا أن يقودهم شخص لا علاقة له بالعمل ولا بالعمال , ولا تاريخ ولا دور يذكر له في العمل النقابي , هذا العبث لم يسلم أيضا من الصراع البيني بين العابثين فاختلفوا , وكلا أسس له تسمية , اتحاد الجنوب , واتحاد عدن , واستخدام أدواته المسلحة في تكرار اقتحام الاتحاد , في ظاهرة لم تحدث حتى أيام الاستعمار البريطاني .
ما حدث للنقابات لا تفسير له , غير فشل ثوري واضح المعالم , فالثورة التي تعادي النقابات مصيرها الفشل لا محالة , هي تعادي طبقة كبيرة من الجماهير, الثورة التي لا يقودها الوعي تتحول لنتائج عكسية وهذا ما هو حادث في عدن , وعي النضج في مفاهيم الثورة , ثورة عملية إصلاح لا تدمير , عملية بناء لا تجريف , ما حدث ويحدث هو استهداف لأرث عدن , والثورة بمفهومها الجنوبية والشعبية .
استهداف وإخضاع النقابات لتكن تحت السيطرة , حتى لا تثور وتثور الجماهير , وهذا الذي يحدث إضرابات مسيسة غير محسوبة المخاطر نتائجها وخيمة على عدن , تجهيل الجيل , تعطيل المؤسسات , تعطيل العدالة , الناس شاهدة على كل ما حدث , إذا استطاعوا خداعهم لسنة, فلم يستطيعوا خداعهم كل السنوات , فلم يعد يصدقهم احد بعد ان عرفت أهدافهم .
النقابات العتيقة , تعرضت للاعتداء السافر أكثر من مرة ,من قبل مجموعة شباب متحمس مدفوع , تم تحريضهم على النقابات ويتابعون اجتماعاتها وينقضون عليها كخليه إرهابية ’ تصور تربوي قديم افنا حياته في تربية جيل ,و نشاطه لخدمة المعلم , يأتي شاب سليط اللسان يتهجم عليه , في صدمة لم تشهدها عدن , وتشتكي لمن , الشكوى لغير الله مذلة.
لم تتوفر للنقابات فرصة للنشاط في عدن , فهي تعمل خارج عدن من المهرة , في بعض المحافظات فيها حريات نقابية , وهناك تواصل , وأصدرت عدة بيانات حذرت من مغبة العبث بحقوق العمال والموظفين .
هذا فقط للتوضيح و نطمئنكم ان النقابات موجودة , بوجود كوادرها وهيئتها وأدبيات ووثائق العمل النقابي التي تستند للدستور ونظم وقوانين الدولة , تنتظر عودة هذه الدولة , لعودة الحق لأصحابه , وإن غدا لناظره لقريب.
المقال خاص بالمهرية نت