آخر الأخبار
محافظة الحديدة.. بين جحيمي الحر والحرب!
نحن اليوم نعيش فصل الصيف، هذا الفصل الذي يسعد به الكثير من الناس؛ لأنه موسم أمطار ودفء وهو في الوقت نفسه يجيء مُتعِبًا للكثير من الذين يعيشون في مناطق تكون فيها درجة الحرارة مرتفعة كمحافظة الحديدة.
في هذا العام ارتفعت درجة الحرارة في فصل الصيف أكثر من ذي قبل، وهذا ما أثر سلبًا على الساكنين في المناطق الحارة كالحديدة.. المحافظة التي تعيش اليوم جحيمًا آخرًا إلى جانب جحيم الفقر والجوع والقتل المستمر لأبنائها سواءً بقناصة الحوثي أوالقذائف التي تقتطف أرواح أبناء هذا المحافظة بشكل شبه يومي، أو بالألغام التي تركت خلفها جراحًا عميقة بين أوساط الساكنين، الألغام التي جعلت حياة الساكنين هناك في خطر كبير وأحالت الكثير منهم إلى عجزة غير قادرين على مقاومة الأوجاع.
اليوم الساكنون في محافظة الحديدة يعيشون حالةً هي الأسوأ والأشد وجعًا وإيلامًا مع هذا الحر الشديد، في ظل عدم امتلاك بعظهم للكهرباء حتى يعتمدون على المكيفات التي تريح أجسادهم ولو قليلًا من شدة الحر، فارتفاع سعر الكهرباء حال دون وصول المواطنين إليها، بل إن أكثر الناس هناك لا يمتلكون الحاجات الضرورية أمثال الذين يعيشون في عشش مهترئة لا تقيهم حرارة الشمس نهارًا ولا تقيهم شر الحشرات الطائرة ليلًا، تلك التي تجلب لهم الكثير من الأمراض إضافة إلى ما هم عليه من بلاء النزوح والفقر والجوع والحرمان، وتجاهل العالم لحالهم.
في هذا العام بالتحديد يزداد عناء المواطنين في محافظة الحديدة عن كل عام سابق لهذا العام وفي هذه الأيام تعيش المحافظة بين جحيمين، جحيم الحرب من جهة وجحيم الحر من جهة أخرى بالإضافة إلى جحيمٍ آخر وهو الفقر المدقع الذي أضر بالكثير من الساكنين هناك.
حرارةٌ شديدة وبيوتٌ توصف بأنها حمامات بخار، الأمر الذي يضطر الكثير من الرجال فيها إلى النوم فوق أسطح المنازل فيما تبقى النساء في الداخل يعيشن الجحيم في تلك الغرف التي أصبحت شيبهةً بحمامات البخار لشدة ما فيها من حر.
كل هذا الوجع وأمر المحافظة المتعبة مركونٌ بيد الحوثيين الذين يتحكمون بكل شيء يخصها، فلا هي لقت حظها من الكهرباء ولا لقت ما تستحقه من العائدات التي تأتي من مينائها، هي لا تمتلك من مينائها إلا الاسم والبقية يذهب للحوثيين على طبق من ذهب ويالتهم تركوا أهلها وشأنهم، لكنهم ما زالوا يواصلون الضربات الموجعة لهم بكل حين.
ما أوجع أن تعيش هذه المحافظة بهذا العناء الكبير وهي التي كان من المفترض أن تعيش في رفاهية تامة؛ لما تمتلك من مصادر دخل تدر الملايين، اليوم أبناء الحديدة تنهب حقوقهم من قبل الحوثيين ويستضعفون كثيرًا والعالم يشاهد ما يحدث لهم، لكن وجعهم ما يزال في قائمة التجاهل وكأنهم ليسوا من بني الإنسان حتى يتم معالجة الأمر الذي يعانون منه.
اللهم بردًا وسلامًا لأبناء الحديدة.
المقال خاص بالمهرية نت