آخر الأخبار
اليمن بين جائحات الحوثي والانتقالي والوباء!
فريق الانتقالي وفريق الحوثي والأوبئة القاتلة، ثم الفقر والجوع والأمراض.
الإعاقات الدائمة التي خلفتها الألغام لكثير من أبناء الوطن صغارًا وكبارا نساء وأطفال، اليتم الذي يعيشه الأطفال جراء سقوط أبائهم قتلى، والثكل الذي تعيشه النساء، الحاجة إلى المال وانتشار البطالة، غلاء الأسعار وعدم توفر الكثير من المواد الغذائية في كثير من الأسواق.
كل هذا يعيشه الشعب اليمني وهذه المصائب كلها نزلت عليه ثم لم تشأ أن تغادره وإن هو قد أصبح يلفظ أنفاسه الأخيرة.
شعبٌ يعيش داخل غابة تسمى الوطن العربي، هو الضحية فيها وهو الطريدة النحيلة التي قد أخذ الجوع والعطش والمرض منها ما أخذ حتى أصبحت لا تقوى على الاستقامة ويتطلب منها الوضع أن تجري وتجري كثيرًا كي تنجو من ثلاثة وحوش مفترسة تهشم عظامها بين كل لحظة ولحظة وهي تقاوم ثم تحاول النهوض والهرب.
أما الوحش الأول فقد استمرت لخمس سنوات ضحيةً له يعبث بها كيف يشاء ولا يدع لها مجالًا لأن تدافع عن ذاتها وإن دافعت فهي التي لاحول لها ولا قوة، الوحش ذاك مدعوم كثيرًا يجد من يعطيه الإمدادات التي يطلبها لكي يقضي على الفريسة وحده ،فتكون له دون غيره وهو مرسلٌ من وحوش أخرى لها مآرب كثيرة ستلقاها من وراء هذه الطريدة.
وأما الوحش الآخر فقد ظهر لها من منتصف الطريق وهي تحاول الهرب جهدها هذا الآخر يدعى ا"لانتقالي" ما زال يعيش الغرور يستعرض قواه يفرد عضلاته أحيانا ويتثاءب حينا أخرى ثم يأتيه النعاس وقليل من النوم، لكنه جشع للغاية يرى في الفريسة ما يمكن أن يسد حاجته، هناك من يشجعه كثيرًا - في الظاهر- ويطبل له قائلًا: هيا تقدم اقترب هي لك، لك وحدك وأنت أحق بها من غيرك ومن تحت الستار يخبره قائلًا لنا النصيب الأوفر منها ولك منا المال والمدد.
هو في ذاته متحمسٌ للغاية قد أخذ الكثير من هذا الذي يشجعه وقد وعده كثيرًا أن تكون هذه الفريسة له.
أما الوحش الثالث المتربص بهذه الفريسة الضعيفة فهو المرض، الوباء الجديد التي اجتاح جسد هذه الفريسة ونثر القروح الدامية فيها وتميت أجزاء منها بين كل لحظة وأخرى.
كم من المآسي خلف هؤلاء الثلاثة؟، كم من المصائب التي خلفها الحوثي فجعل من اليمن مقبرة لأبنائها وجعل أبناءها أعداء لبعضهم البعض ثم يأتي الانتقالي بعد ذلك لينال من هذه الضعيفة ما يريد.
المحزن ليس هذا؛ بل الحزن الحقيقي هو أن هذين الفريقين لم يعملوا هذه الأعمال الإجرامية من تلقاء أنفسهم؛ بل إنهم مسيرون لأناس قتلهم الطمع فهم يرون اليمن مصدرًا لنصرتهم وميدانًا لوصولهم الغاية والمراد.
ثم إن الأوبئة قد أتت لتكمل المأساة التي كنا نحسب في ذواتنا أنها قد اكتملت واستشرت كثيرًا في الأوساط. كم هو جميل الصبر الذي تتحلى به أيها الوطن الحبيب.
المقال خاص بموقع "المهرية نت"