آخر الأخبار
لا حياة لمن تنادي!
أكثر من سبعة أعوامٍ ومدينة تعز تعيش في حصار جائر من قبل الحوثيين، حصار أدى إلى الكثير من المآسي والأوجاع التي تضرر منها كل سكان هذه المدينة، من حيث غلاء الأسعار نتيجة ارتفاع تكاليف نقل المواد إلى هذه المدينة، وكذلك حوادث السير التي أودت بحياة الكثيرين داخل الطرقات الوعرة المؤدية للمدينة.
كل ما حدث ويحدث - منذ بدء الحصار وحتى يومنا هذا- من وجع جراء الحصار في هذه المدينة يتم إظهاره للعالم وبالتالي فالعالم لا يخفى عليه حال مدينة تعز الموجوعة إثر الحرب والحصار، ولقد ندد أبناء تعز كثيرًا بما يحدث لهم ولكن لا جدوى من كل ذلك كله فلا حياة لمن تنادي.
وفي الآونة الأخيرة، بالتحديد منذ منتصف مايو وأبناء تعز يخرجون في وقفات احتجاجية ومسيرات بشكل شبه يومي يطالبون بفك الحصار عن تعز وينددون بتجاهل الأمم المتحدة للألم الذي تتألمه هذه المدينة جراء الحصار الجائر على الساكنيين فيها.
لكن الأمم المتحدة وإلى جانبها المجلس الرئاسي لم يعطوا ملف تعز حقه من الاهتمام مع أنه ملف إنساني جدير بأن ينظر له بعين الاهتمام ويتم حله قبل أي ملف آخر.
ما رأيناه هو أن الأمم المتحدة اهتمت في أول الأمر بفتح ميناء الحديدة وبعد ذلك فتح مطار صنعاء وهذا كله حدث بكل سهولة ويسر ولما جاء وقت فك الحصار عن تعز تعقدت الأمور بشكل مفاجئ وظهرت الكثير من الصعاب، والحقيقة أن حصار تعز ما زال ينشب أظافره في جسد هذه المدينة في كل لحظة وحين مما يزيد في عناء السكان داخلها.
اليوم الجماهير الغفيرة من أبناء هذه المدينة يخرجون في مسيرات حاشدة مليئة بالغضب والعتب على كل من يتجاهل هذا العناء الذي تعانيه مدينة تعز وسكانها، وهذا الغضب الشعبي الكبير الذي يظهر في أوساط المحتجين لا تفسير له إلا إما أن يتم فك الحصار بالسلم أو أن أبناء المدينة سيفكون الحصار عنها وذلك عن طريق الحرب فقد مل أبناء تعز من المماطلة والوعود الكاذبة.
ولو جئنا للحقيقة فالالتزام بالهدنة وبنودها من طرف واحد وهو طرف الشرعية المعترف بها دوليًا موجع حقًا، اليوم الشرعية ملتزمة بالهدنة وبنودها وقد قدمت تنازلاتٍ كثيرة من طرفها فيما الحوثيون في الطرف الآخر يسرحون ويمرحون وكأن الأمر لا يعنيهم؛ بل كأن الألم الذي يتألمه أبناء مدينة تعز ما هو إلا أمر يبعث على السرور والانشراح؛ لذا فهم مستمتعون بما يرونه ويسمعونه من وجع أبناء هذه المدينة بكل وقت وحين، ومن الطرف الآخر نرى الأمم المتحدة تعامل الحوثيين كما تعامل الأم ابنها المدلل فهي تلبي له كل متطلباته وتخشى أن يصيبه نوع من الحنق.
ترى هل المشاورات التي تحدث اليوم في عمان ستجدي نفعًا في فك الحصار عن مدينة تعز أم أنها كالمشاورات السابقة التي لم نرَ منها ما يسر، هذا ما ننتظره في قادم الأيام.
المقال خاص بالمهرية نت