آخر الأخبار
الحوثيون.. والحبل على الغارب في البحر الأحمر
يُقال في المثل العربي (الحبل على الغارب) ويمكن قول ذلك المثل لمن تُكره صداقته: افعل ما تشاء، لم يعد يعنينا أمرك، حيث ترك له الحبل على الغارب.
وهذا يذكرنا بما تداولته مواقع الأخبار ووسائل التواصل من صور للسفينة الإماراتية روابي في مرسى ميناء الحديدة، السفينة التي اعترض طريقها الحوثيون في المياه الإقليمية والخط الملاحي الدولي في البحر الأحمر، الذي صار في مرمى الحوثيين وفي متناول أيديهم!
لقد كانت الحادثة مؤشراً خطراً يدعو للقلق، ومثلت تطورا متسارعا في مسار الصراع واتساع رقعته من اليابسة إلى المياه وانتقاله من البر إلى البحر.
فالبحر الأحمر ومضيق باب المندب من أهم الممرات الملاحية وشرايين التجارة الدولية، وفي زمن الحرب والصراع في اليمن، صار يحظى باهتمام دولي وإقليمي، حيث تطفو على مياهه سفن عسكرية لتأمينه، فمصالح الدول الكبرى ارتبطت بمياه البحر الأحمر.
تواجد قراصنة في البحر الأحمر صار مهددا للأمن القومي العربي، فالمليشيات الحوثية التي لم تحقق انتصارا في المعركة على الأرض قفزت لتحقق لها مكاسب على البحر، حيث ترك لها حبله على غاربه، تم لها ذلك بوقف استكمال تحرير الحديدة والانسحاب لأكثر من 100 كم على الساحل التهامي!
منذ استلاء الحوثيين على السفينة وتداعيات تلك العملية مستمرة، حيث قامت بعثة الأمم المتحدة بزيارة السفينة والاتصال مع فريقها المكون من 11 فردا.
الحوثي جماعة دينية ذهبت إلى الحرب للوصول مبكراً إلى الجنة وليس لكسب المعركة، وقد ساقت الشباب للجبهات من الجهات الأربع، والخامسة هي القصف الجوي، أما السادسة فهي تحت أقدام العابرين والآمنين، تمثلت بالألغام المضادة للأفراد، التي استخدمت خلال الحرب العالمية الأولى! وهكذا صار الحوثي يشكل مشكلة بل وكارثة في البر والبحر والجو!
بالنظر إلى موقف الحوثي من ردود الأفعال الدولية، فقد قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين "إن السفينة (روابي) دخلت المياه اليمنية دون إذن، قبالة الحديدة. أما موقف التحالف العربي من السفينة، فقد قال المتحدث باسم التحالف "إن العملية تهديد حقيقي لحرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية في البحر الأحمر"، مضيفا أن السفينة المختطفة تحمل على متنها معدات خاصة بتشغيل المستشفى السعودي في جزيرة سقطرى اليمنية!
أما موقف مجلس الأمن الدولي فقد أدان عملية القرصنة في بيان تبناه بالإجماع، ودعا فيه للإفراج الفوري عن السفينة الإماراتية وطاقمها، التي صادرها الحوثيون مطلع يناير الجاري.
كما أن البيان الأممي الذي قدمته المملكة المتحدة وصوت عليه أعضاء المجلس دائمو العضوية، أكد على أهمية حرية الملاحة في خليج عدن والبحر الأحمر وفق القانون الدولي.
أما المبادرة الإيرانية فقد جاءت بعد قرار مجلس الأمن لاحتواء الموقف وهي مبادرة ستتضح ملامحها أكثر بعد الإفراج عن السفينة وانسحاب الحوثيين من بعض المناطق!
*المقال خاص بموقع "المهرية نت "