آخر الأخبار
الموائد الرمضانية تعيش اليتم الحقيقي
كانت الموائد الرمضانية اليمنية في السابق تظفر بالشيء الكثير، فالعديد من الأطباق كانت تطوق هذه الموائد من الحلويات واللحوم والطبخات المتنوعة ونحو ذلك من الأطباق التي تحلق حول المائدة الرمضانية اليومية.
واليوم هناك اختلاف كبير بين المائدة الرمضانية في السابق وبينها في الوقت الحالي؛ إذ تكاد تخلو إلا من الشيء القليل.. وهناك رضى تجده بين الناس ونوعًا من القناعة فالواقع قد فرض عليهم ذلك، وما على الناس إلا الصبر والرضا.
غلاء في الأسعار وجيوب خالية من النقود وبطالة في الأعمال، كل ذلك فرض على الناس أن يعيشوا هذا الفقد الكبير.
تقول إحدى ربات البيوت كنا في السابق نبدأ بتحضير وجبة الإفطار من بعد صلاة الظهر وحتى آذان المغرب فما يطلبه منا رجال البيت كان كثيرًا للغاية، لكنهم كانوا يوفرون لنا كل ما نطلبه من حاجيات المطبخ الرمضاني واليوم نبدأ بتحضير وجبة الإفطار في وقت متأخر؛ لأننا لا نحضر إلا الشيء القليل، والمرأة اليوم تصاب بالإحباط الشديد حينما تجد مطبخها خال من أشياء كثيرة وإن وُفِّرَ لها بعض الحاجيات فهي قليلة توزن بالكيلو لا تستمر معها إلا أيام فقط ثم تنتهي لتحدث همًا عظيما لربة البيت التي تخشى أحيانًا أن تخبر زوجها أنها تفتقد الشيء الفلاني وكفه خالٍ تمامًا من المال والدين قد أثقل كاهله.
ربة بيت أخرى شكت من أنها لا تستطيع أن تعد وجبة رمضانية متنوعة بسبب الوضع الاقتصادي الذي تعيشه أسرتها مشيرة إلى أنه لم يعد بإمكان زوجها شراء بعض الحاجيات دينًا فالتجار اليوم يرفضون مسألة البيع دينًا وهذا الأمر مفروغ منه حسب قول التجار ناهيك عن التلاعب بالأسعار وغياب الرقابة على التجار، وقد أصبح تحضير وجبة رمضانية بسيطة أمرًا ليس باليسير هذه الأيام.
الموائد الرمضانية اليوم أصبحت تشكو فقدها لبعض الأطباق المألوفة وفقدها للناس الذين كانوا يلتمون حول هذه الموائد، فالموت قد أخذ الكثير من الناس إلى العالم الآخر وترك البقية بعدهم يعيشون اليتم المؤلم، والمؤائد الرمضانية اليوم تشكو يتمها لكل من حضرها، في الوقت الذي جاء فيروس كورونا وعمق مأساة اليمنيين الذين باتوا يعيشون على المساعدات الدولية.
* المقال خاص بموقع"المهرية نت"