آخر الأخبار

إبادة الإنسان اليمني

الأحد, 07 نوفمبر, 2021

الجريمة  التي فعلها الحوثيون  بأبناء الكمب  ليست الجريمة الأولى ولن تكون الأخيرة ما دام  صمت المجتمع الدولي هو سيد الموقف  هذه المجزرة البشعة في حق أبناء الكمب في محافظة تعز عندما استهدفوا أطفالًا عزل كانوا يلعبون في الشارع بالعلب الفارغة، يضحكون فرحين لأنهم خرجوا  يشتمون الهواء، بعيدًا عن جو المنزل الذي يسمعون فيه أنين الأم المريضة وتنهدات الأهل الذين يتضايقون من الواقع الذي غدا جحيمًا مع هذا الغلاء الفاحش. 
    وإن الصواريخ التي يقصف بها الحوثيون  الأحياء السكنية باستمرار في مأرب اليوم، ليست جديدة وجرائمها ليست الوحيدة، فقد عمل هؤلاء بالإنسانية ما لم يعمله  المحتلون، إنهم يريدون إبادة الإنسان  من وجه هذه الأرض ويسعون جاهدين لتحويل الإنسان  إلى أداة تستخدم فقط لا يمكنها التصرف كيف تشاء وهذا هو مبتغاهم وهدفهم الذي يسعون لتحقيقه. 
 
  إن الموت والقتل لهو الهدف الأساسي الذي يسعى وراءه الحوثيون منذ أن وجدوا على أرض اليمن وحتى اللحظة، فهم يستمتعون كثيرًا عندما يرون القتلى ويسمعون أنين الجرحى  والناس الفاقدين لأهلهم،  يتلذذون بسفك دماء الأبرياء فذلك بحسب نظرهم نصر مبين. 

  فعندما يهزم الحوثيون في المعارك داخل الجبهات يزداد غيضهم فيفرغوا ذلك الغضب في قصفهم المدنيين وأنت عندما تسمع أو ترى قصف الحوثيين للأحياء السكنية المكتظة بالسكان فقل إن هزيمةً نكراء قد حلت بهم وأنهم قد خسروا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد جعلتهم يفرغون غضبهم  فوق هؤلاء الأبرياء العزل، وقل أيضًا إن الخوف قد اعتراهم من أن يجتثوا من على الوجود فهم يحاولون أن يثبتوا وجودهم بهذه الأعمال القذرة وما أسوأ ما يصنعون.

  هذه جرائم كبرى التي يصنعها الحوثي بحق الشعب اليمني لكنه معروف عن هذه الجماعة أنها جماعة قتل وتخريب وتدمير، ولكن ما هو أبشع من ذلك وهو صمت المجتمع الدولي وتجاهله لأعمال الحوثيين هذه الأعمال التي لا توحي بشيء غير الحقد والكره  لهذا الوطن والدين.


  ترى ما الإنسانية التي ينشدها المجتمع الدولي في خطاباته؟ ألم تحرك مشاعرهم صور أطفال مأرب وهم يُنتشلون من بين الأنقاض أشلاء وقطعًا؟ ألم تثير فيهم صور ضحايا تعز في مجزرة الكمب وهم يساقون للدفن منهم  ثلاثة إخوة دفعة واحدة ورابعهم المبتور الذي فاق بعد العملية يريد قليلًا من (الروتي)  ألم يقرأ المجتمع الدولي في صوت ذلك الطفل الذي فاق يبحث عن الروتي، ألم يقرأ الجوع الذي وصل له  هذا الشعب بسبب هذه الحرب اللعينة التي جعلت قطعة الخبز حلمًا للأطفال  يحلمون بالحصول عليها كما يحلم بقية أطفال العالم بالصعود إلى الفضاء؟. 

  إن الجريمة الحقيقية اليوم هي الصمت الدولي إزاء هذه الانتهاكات التي  يمارسها الحوثيون في حق الشعب اليمني إن الجريمة الكبرى هو التخاذل الذي يعانيه هذا الشعب من قبل من تعشم فيهم الخير في نصرته وإخراجه من المأزق الذي هو فيه. إلى المجتمع الدولي كم نتمنى أن تصفوا لنا الإنسانية حسب وجهة نظركم إذا كان ما يحدث اليوم لأبناء اليمن لا يعنيكم ولم يحرك فيكم ضميرًا فقولوا لنا ماذا تعني الإنسانية علمونا كيف تفهمونها؟.
  المقال خاص بموقع المهرية نت     

المزيد من إفتخار عبده