عدن اليوم تفرض رأيها وتعرضه للعالم من حولها، للعالم الذي يشهد الوجع الذي تعيشه هذه المدينة، وتعيشه اليمن كلها من بداية الحرب وحتى يوم الناس هذا.

تفرض عدن رأيها اليوم بمواصله الاحتجاجات الشعبية الرافضة لمليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيًا، وتنديدًا بانهيار الخدمات وتدهور الأوضاع المعيشية التي أوصلت الشعب إلى حافة المجاعة، هذه الانتفاضة الغاضبة هي التي توضح للعالم أن قد نفد الصبر وأن زمن الخنوع قد انتهى.

إن استمرار هذه الانتفاضة الشعبية، على الرغم من لجوء مليشيا الانتقالي لإعلان حالة الطوارئ وقمع الاحتجاجات الشعبية بالرصاص الحي على المحتجين، إضافة إلى شن حملات اختطافات لعشرات المشاركين في الاحتجاج السلمي، ومداهمة منازلهم، واتهامهم بالمندسين، كل هذا يظهر مدى الحنق الكبير والغضب الذي يحمله الشعب تجاه هؤلاء الفاسدين الذين يوالون من لا يريدون لبلادهم سوى الخراب والدمار، كل هذا أيضًا يظهر مدى الغضب الكبير الذي يكنه أبناء الشعب تجاه مليشيا الانتقالي وتجاه الإماراتيين والتحالف الذي يبحث فقط عن مصلحته الشخصية ولا يهمه بقي هذا الشعب على قيد الحياة أم ذهب إلى الجحيم.
 
ثورة جياع، هكذا وصفت هذه الثورة -التي بدأت في عدن ولا شك أنها ستصل إلى كافة المحافظات وأن الشعب كله سينتفض ضد كل الفاسدين، فقد بلغت الحلقوم بالنسبة له- وصفت بثورة الجياع ولكم أن تتخيلوا كيف ستكون ثورة الجياع هذه وكيف سيكون غضب الجوعى الذين ذاقوا الويل والحرمان لأكثر من ست سنوات وهم في صمت عن الفاسدين.

إن هذه الثورة تطالب بإعادة الحياة لمدينة عدن المثقلة بالمصائب والأوجاع، تطالب بإعادة الخدمات التي عطلها الانتقال على هذه المدينة المسيطر عليها والذي تدعمه دولة الإمارات، وأي محافظة من محافظات اليمن يا ترى فيها كل الخدمات الضرورية، إن أغلب المحافظات اليمنية إن لم تكن كل المحافظات تعاني من انعدام الخدمات الضرورية أشد العناء، وهذا ما يجعلنا نجزم وبقوة أن هذه الانتفاضة ستحدث في كل المحافظات اليمنية فقد انتهى زمن الصبر ولم يعد فينا ما يجعلنا نتحمل أكثر من هذا.

لن ينتفض الشعب من فراغ وإنما ينتفض عندما يرى الحالة المأساوية التي وصل إليها فعندما يصل الدولار الواحد إلى أكثر من 1000ريال لا شك أن هذه كارثة كبرى ستودي بحياة الكثير من أبناء اليمن إلى الهلاك الحتمى ونحن اليوم نرى أن العملة اليمنية تعود للوراء مكسورة الجناحين والعملة الأجنبية تحلق في الفضاء ارتفاعًا وعلوًا ولا أحد ممن يهمهم أمر هذا الشعب يحرك ساكنًا إزاء ذلك.

إن الذين خرجوا في انتفاضة عدن اليوم هم مواطنون ذاقوا من الويل الكثير أرادوا فقط إيصال رسالتهم إلى الحكومة الغائبة التي يفترض أن تكون حاضرة في بلدها وإلى التحالف الذي احتجز الحكومة لديه وللانتقالي الذي يعمل لصالح الإمارات الطامعة الخبيثة أرادوا إيصال رسالتهم بأنهم صبروا كثيرًا وأن الصبر قد نفد، وما بعد نفاد الصبر إلا الغضب الكبير وما بعد نفاد الصبر إلا الجزع الكبير فترقبوا.

* المقال خاص بموقع المهرية نت